عدد رقم 2 لسنة 2015
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
لماذا يا رب؟  

يا ابني لا تحتقر تأديب الرب ولا تخر إذا وبخك (عب12: 5)

   لماذا حدث لي هذا؟ سوال جدير بأن نسأله، وهو المنفذ الوحيد الصحيح للإجابة على مشاكلنا الحالية.  فالبعض يتخذ موقف الشجاع المتحدي ويقرر أن يقاوم تجاربه، والبعض قد يستسلم للموقف ويقول: قضاءً وقدرًا، معتبرًا أن تجاربه لا يمكن تجنبها بأي حال.  والبعض يخور وينحني وينسب لله القسوة ويعتبر أن هذا حُكم القوي على الضعيف.  ولكن أفضل تصرف هو أن تسأل نفسك في هدوء: لماذا سمح الله لي بهذا الأمر؟

   وربما يتبادر إلى ذهنك أن الله يعاقبك على خطية قد ارتكبتها.  ومع أن هذا قد يكون صحيحًا، ولكن المؤكد أنه ليس بالضرورة هو السبب الرئيسي لضيقتك. 

   إن الله يريد أن يتحدث إليك.  ولقد حاول أن يحدثك قبل ذلك ولكنك لم تسمع ولم تنتبه طالما كانت أمورك تسير على ما يرام.  وهو يعلم أن الطريقة التي بها يجذب انتباهك هي السماح للتجارب أن تدخل إلى حياتك.  إنه يحبك وإن سمح لك بالألم يسيرًا فذلك لأجل بركة أبدية لنفسك.  إنه يريد أن تشعر بعجزك وضعفك واحتياجك إلى المعونة، ويريد أن تتخلى عن اللجوء للمعونات البشرية، فباطل هو خلاص الإنسان.  ويريد أن تتعلق به وتضع ثقتك ورجاءك فيه وتنتظره وحده بالإيمان. 

   قد تكون التجربة لعلاج حالة لم تتجاوب مع معاملات النعمة الرقيقة والقرعات اللطيفة، فاضطر أن يقرع قرعات عنيفة لكي تسمع وتفتح له.  إنه يوقظ ضميرك وينبه روحك إلى الخطر الروحي الذي يزحف على حياتك وأنت غير مبال.  أو قد تكون التجربة للوقاية مثلما حدث مع بولس عندما أُعطي شوكة في الجسد، لئلا يرتفع بفرط الإعلانات.  والشوكة حفظته من السقوط، واختبر معها النعمة والقوة الإلهية الكافية التي ترفعه وتسنده في الطريق.  إن المسيح هو الكرمة ونحن الأغصان، والآب المحب هو الكرام الذي يتفقد أحوال الأغصان، وكل غصن مثمر ينقيه ليأتي بثمر أكثر.  فالقصد صالح في كل الأحوال.  والآب هو الذي يؤدب البنين، وكل تأديب في الحاضر لا يُرى أنه للفرح بل للحزن، وأما أخيرًا فيعطي الذين يتدربون به ثمر بر للسلام (عب12: 11).  وعلينا في كل الأحوال أن نخضع ونتقبل ونفحص أنفسنا ونتوب، ونقول مع المرنم: سيدي ماذا تريد؟ .. اهدني حيث تريد .. إنني لست أريد .. غير فعل ما تريد.                 

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com