عدد رقم 2 لسنة 2015
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
العلاقة بالأهل (2)  

في هذا العدد سوف نستكمل بعض الأفكار عن علاقة الزوج والزوجة ككيان جديد بالأهل وأقصد بالأهل أفراد كل من عائلة الزوج وعائلة الزوجة.

 6.    كيف يكون التصرف فى حالة إصرار الأهل على التداخل المستمر في قرارات العائلة الجديدة؟

في حالة اقتناع الزوجين بعدم التدخل مع إصرار الأهل بالتدخل:

·        لا تنتهرا ولاتقاوما بل اظهرا المحبة وجاوبا بلياقة واحترام.

·        اطلبا حكمة من الرب في التعامل معهما.

·        لا تقصرا أبدًا في واجباتكما نحوهم من الإكرام والتوقير والاعتناء إذا لزم الأمر.

فى حالة عدم اقتناع أحد الزوجين بعدم التدخل مع إصرار الأهل بالتدخل:

·        هذه الحالة ليست سهلة بسبب اختلاف الرأي داخل الكيان الواحد.

·        على الطرف المقتنع بالاستقلال توضيح رأيه بكل صراحة ووضوح للطرف الآخر مدعما بالشواهد والقصص الكتابية وذلك بكل هدوء مشيرًا أن ذلك ليس في صالح الكيان الأسري.

·        لا تنتهر ولا تعادي الطرف الآخر لكن استمر في الصلاة والصبر وانتظر الرب مقدمًا المحبة للطرف الآخر وعائلته.

 

7.    ماالذى يجب فعله إذا كان أحد الوالدين به عيوب صعبة مثل البخل أو سلوك سيِّئ؟

·        فى هذه الحالة ينبغي تقليل اختلاط الأولاد بهم ويراعى أن يكون ذلك بكل حكمة وذلك حتى لا يتأثر الأولاد بتلك الصفات.

·        القيام بكل الواجبات نحوهم مع كل الاحترام بصرف النظر عن العيوب.

·        هناك عيوب تقبل ويمكن التعايش معها، وهناك عيوب لاتقبل وينبغي الحذر الشديد في الاختلاط بهم، ومثال ذلك الكذب مثلاً.

 

8.    ما العمل عند تداخل الأهل فى تربية الأولاد؟

·        تربية الأولاد أمر خاص جدًا ولا يصلح تدخل أى طرف خارجي غير الأبوين مهما كان، وذلك بسبب اختلاف ردود الأفعال عند حدوث خطأ ما من الطفل مما ينتج عنه تشويش على الرسالة التي نريد أن نوصلها إلى الطفل.

·        لا يصلح التأديب في وجود الأهل ففي أغلب الأحيان يكون هناك معارضة من الأجداد على عقاب الطفل أو تأديبه أمامهم.

·        إن كنا ننصح بتوحد فكر الأب والأم في تربية الأولاد، فكيف نسمح بتدخل أطراف أخرى، وكيف نضمن اتفاقهم؟

 

9.    ما التصرف عند حدوث خطأ من الطفل في وجود الأجداد؟

على الأبوين التعود على ممارسة الهدوء وضبط النفس في هذا الموقف، وعلينا أن نعرف أنه على قدر وضع حدود للأولاد في المنزل على قدر التزامهم خارجه.

 

10.    أمثلة كتابية: هناك العديد من الأمثلة الكتابية الرائعة على علاقة الزوجين بالأهل، وسأكتفي بذكر ثلاثة منها:

o       راعوث ونعمى: في سفر راعوث يسرد لنا الوحي بإسهاب العلاقة المتبادلة بين حماة وكنتها، وإنني أدعوك عزيزي القارئ أن تقرأ هذا السفر لكي تعرف وتتعلم أكثر عن كيف يرسم لنا الكتاب أن العلاقة المسيحية بين الحماة وكنتها مختلفة تمامًا في روعتها وعمقها وسموها عن كل ما يوحيه العالم عن هذه العلاقة.  لقد قالت الجارات لنُعمي عندما ولدت راعوث عوبيد: "لأن كنتك التي أحبتك قد ولدته، وهي خير لك من سبعة بنين" (را4: 15).

o       سليمان وأمه: في سفر الملوك الأول2 :13-25 يضع الروح القدس أمامنا موقف حدث من أم سليمان، بثشبع، عندما دخلت لسليمان الملك لتكلمه عن أدونيا، ونقرأ كيف قابلها سليمان وقدَّم لها الإكرام اللائق لأنها أمه، فيقول الكتاب: "فَقَامَ الْمَلِكُ لِلِقَائِهَا وَسَجَدَ لَهَا وَجَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَوَضَعَ كُرْسِيًّا لأُمِّ الْمَلِكِ فَجَلَسَتْ عَنْ يَمِينِهِ".  لكن عندما بدأت تتدخل في قرارات الملك رفض تمامًا ولم يستجب لها في طلبها.  ومن الممكن تطبيق نفس المبدأ على تداخل الأهل في القرارات العائلية.

o       موسى وحميه (خر 18): وفي هذا المثل نرى واضحًا النضوج من جانب موسى، والنصيحة من جانب حميه.  وجميل أن يسمع كل منا كلام الوالدين ويفكر فيه فلا شك أن الدافع الحقيقي لآرائهم هو المحبة، ولا بد أن نكون من النضوج بحيث لا نرفض آرائهم بالجملة لكن نفكر بوعي ونطبق ما يناسبنا من آرائهم بدون تحيز.

 

كيف إذًا نحافظ على علاقة صحيحة مع شريك الحياة ومع الأهل أيضًا؟

دعونا الآن نستعرض بعض النقاط العملية التي تساعدنا على وجود علاقة صحيحة مع الأهل، ومن الجهة الأخرى كيف نتصرف حسنًا في حالة حدوث أي تجاوزات قد تتسبب في مشاكل زوجية أو عائلية:

1-   لتكن علاقتكما بالله علاقة قوية وحية دائمًا حتى تتمتعا بثمر الروح القدس الذي نقرأ عنه في غل5: 22 الذي نرى فيه:

·         محبة: المحبة الصحيحة التي تقبل الآخر رغم تقصيراته فهي تستر كثرة من الخطايا.

·         طول أناة: التي تمكننا من الاحتمال والصبر في احتمال أخطاء الآخرين.

·         التعفف: الذي هو ضبط النفس، حيث نُحفظ هادئين، ولا نضطرب لأي تصرف بل تكون ردود أفعالنا بتعقل وهدوء.

2.     لتكن علاقتنا معًا كزوجين لها الأولوية دائمًا في حياتنا وبذلك نختبر دائمًا الوحدة الصحيحة الكاملة كما قال الرب يسوع "ليسا بعد اثنين بل جسد واحد".

3.     اعلما أن كلمة يترك لا تعني فقط الترك الجسدي بل أيضًا العاطفي والنفسي في كافة المجالات حتى تستطيعا معًا أن تلتصقا كجسد واحد.

4.     قدما الإكرام والوقار الكامل لأهل كل منكما واقبلوهم كما هم.

5.     قدما كلمات الشكر الدائم على كافة الملاحظات والنصائح التي يقدمها الوالدين مهما كان عدم اقتناعكما به أو موافقتكما عليه فهى تعبير عن اهتمامهم ومحبتهم لكما.

6.     تعلما كيف تسمعان جيدًا اقتراحات الوالدين ونصائحهم وضعوها في الاعتبار فهي حصيلة سنوات خبرة طويلة، وحاولا الاستفادة منها، ولا ترفضاها بدعوى أنها محاولة للتدخل في شئونكم الخاصة، بل ادرساها معًا بجدية ثم اتخذا القرار الذي يناسبكما.

7.     إعطاء وقتًا كافيًا لعائلاتكما للتكيف مع الوضع الجديد وحقيقة أنكما انفصلتما عنهما وأصبحتما جسدًا واحدًا ولكما الحياة المستقله عنهما.

8.     لا يتخذ أحدكما عائلته الشخصية كالنموذج الصحيح الكامل الذي يجب أن تكون عليه عائلته، بل ليتعلم كل منكما كيف يتقبل ويتأقلم مع العادات المختلفة.

9.     تجنبا مناقشة خلافاتكما أو أي أخطاء حدثت من أحدكما مع الوالدين والأهل بل تعلما كيفية معالجة أموركما معًا بحكمة من الرب.

 

 

أصلي من كل قلبي لأجل أسرتي وأسرتك عزيزي القارئ حتى يقوم كل طرف منا بواجبه فيتمجد اسم فادينا ومخلصنا ربنا يسوع المسيح.

 

إذا كان لديك أي استفسار أو سؤال يمكنك مراسلتنا على البريد الالكتروني: seldabaa@gmail.com


© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com