عدد رقم 2 لسنة 2017
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
تأنوا .. لأن مجيء الرب قد اقترب  

   إن منظر الخادم الساهر المنتظر، ويده على مقبض الباب، هو الوضع المناسب لكل من يحب الرب يسوع المسيح، وقلبه ينبض بالإخلاص والأمانة له أثناء غيابه في توقع وانتظار للحظة مجيئه. 

   ومن المؤسف أننا أحيانًا ننسى وعد مجيء الرب لنا.  ولكن كما أن إبرة البوصلة تتجه بالطبيعة نحو الشمال، هكذا يجب أن نظر المؤمن وشوقه يتجهان دائمًا نحو تلك اللحظة القريبة التي فيها سنرى جميعًا ربنا المبارك وجهًا لوجه.  وحتى إذا اضطربت إبرة البوصلة أثناء العواصف والزوابع، أو إذا انجذبت تحت تأثير مغناطيسي وانحرفت بضع لحظات عن اتجاهها الطبيعي، فغنها سرعان ما تدور لتستعيد وضعها الطبيعي.

   هكذا الحال مع المؤمن.  فمجيء الرب الثاني هو مركز الجاذبية لرغباته وأشواقه، والوجود مع الرب هو الذي يحكم وينظم حياة المؤمن في هذه الأرض.  هذا هو أعز رجاء لقلوبنا.

   حينما كان الرب على وشك أن يغادر هذا العالم ويذهب إلى الآب، سكب التعزية في قلوب تلاميذه المضطربة، بأن أكد لهم أنه سيرجع ليأخذهم إليه (يو14: 3).  ومرة أخرى بعد قيامته وتمجيده  في الأعالي، نراه في آخر أصحاح من سفر الرؤيا يقدم نفسه لخاصته ككوكب الصبح المنير، ويؤكد لهم رجوعه السريع بقوله: نعم أنا آتي سريعًا (رؤ22: 20).

   عند قبر لعازر قال المسيح: أنا هو القيامة والحياة (يو11: 25).  لقد ظهرت قوة القيامة أولاً في المسيح المقام، وعند مجيئه الثاني ستظهر قوة الحياة الظافرة، ليس فقط في نفوس المؤمنين كما هو الحال الآن، ولكن أيضًا في أجسادهم، حيث أن جميع القديسين الراقدين سيُقامون، والأحياء يتغيرون في لحظة في طرفة عين، ويكونون على صورة جسد مجده.  فالمسيح هو حياتنا الآن وحينما يأتي ثانية، سندخل بأجسادنا الممجدة إلى المشاركة الكاملة في تلك الحياة.

 

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com