يتميز الكنغر بقدميه الخلفيتين القويتين، اللتين قد تمثلا خطورة في بعض الأحيان، ويتميز كذلك بوجود جراب أو جيب للأم تحمل فيه صغيرها، ولهذا فهو يعد من الجرابيات.

   يمكن للكنغر الاختيار بين القفز على قدميه الخلفتين بسرعة كبيرة، أو المشي على الأربعة بسرعة أقل كثيرًا، يمكنه أن يبلغ سرعة 65 كم/ساعة، وبذلك يستطيع اجتياز سباق الخيل بتفوق كبير، وبقفزة واحدة يصل لارتفاع 3 متر في الهواء، ويقطع مسافة 7,6 متر على الأرض. وهو الحيوان الكبير الوحيد الذي يستخدم القفز في التحرك. ويساعده زيله على حفظ التوازن.  أثناء القفز لا بد أن يحرك رجلاه الخلفيتان في نفس التوقيت، ولكن الأمر يختلف أثناء السباحة، إذ يحرك كل رجل في توقيت مختلف بحركة تشبه ”البدال“.

   يولد الكنغر في وقت مبكر جدًا، ما يعادل الأسبوع السابع من الحمل للبشر.  وينتقل من قناة الولادة وهو مازال مجرد جنين يبلغ طوله 2.5 سم، لا يملك القدرة على السمع أو البصر، ليصل بسلامة إلى جيب الأم، ولا يمكن لطفل الكنغر حديث الولادة أن يرضع أو يبتلع، لذا يجب على الأم استخدام عضلاتها للمساعدة في ضخ اللبن أسفل حلقه.  يمكن أن يحتوي جيب الكنغر على طفلان في وقت واحد، لكنه سيوجد فرق عام بينهما في هذه الحالة، وعلى الأم حينئذ أن توفر نوعين مختلفين من الحليب ليناسب كل طفل على حدى. يقضي وليد الكنغر أربعة أشهر في جيب أمه.  قبل أن يغادر في رحلات صغيرة يرجع بعدها إلى جيب الأم  مرة أخرى، وبعد 10 شهور تقريبًا (يختلف العمر من فصيلة لأخرى) يترك جيب الأم نهائيًا ويعتمد على نفسه في الحياة.

   يعد لحم الكنغر هو الأكثر صحية على الاطلاق، فنسبة الدهن به لا تزيد عن 2% وغني بالبروتينات المتنوعة، وغني كذلك بحمض اللينوليك CLA, (conjugated linoleic acid) الذي يفيد مرضى السكر ويعمل كمضاد سرطنة.  وقد تم التصريح ببيع لحوم الكنغر في جميع أنحاء أستراليا فقط منذ عام 1993. وتم تصديرها إلى أكثر من 50 بلدًا في جميع أنحاء العالم.

   عدد الكنغر في أستراليا يفوق عدد البشر، وإن كان من الصعب تحديد عددهم بالتدقيق، إلا أنه يتراوح بين 30 و 40 مليون.

   والغريب في الكنغر أنه لا يستطيع أن يسير أو يقز للخلف أبدًا، ولهذا السبب تم اختياره ليكون رمزًا رسميًا لكومنولث أستراليا، وهو يمثل أمة تتحرك إلى الأمام، لا ترجع للوراء أبدًا.

   ولعل هذا كان شعار بولس أيضًا عندما أعلن «وَلكِنِّي أَفْعَلُ شَيْئًا وَاحِدًا: إِذْ أَنَا أَنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأَمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ، أَسْعَى نَحْوَ الْغَرَضِ ...» (في3: 13، 14)، وهذا ما أمكنه أن يصرح منتصرًا في نهاية حياته «قَدْ جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ السَّعْيَ، حَفِظْتُ الإِيمَانَ، وَأَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ الْبِرِّ، الَّذِي يَهَبُهُ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، الرَّبُّ الدَّيَّانُ الْعَادِلُ» (2تي4: 7، 8).  وإذا أردنا نصيحته في هذا الشأن سوف نسمعه محرضًا: «فَلْيَفْتَكِرْ هذَا جَمِيعُ الْكَامِلِينَ مِنَّا» (في3: 15).