عدد رقم 4 لسنة 2013
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
تكفيك نعمتي  


   كان الرسول بولس إناءً مختارًا، وكان من أعظم الرسل والخدام للمسيح، وقد تدرَّب على احتمال المشقات والمقاومات، لكن الأصعب أنه أُعطي شوكةً في الجسد، والرب لم يستجب تضرعاته برفعها، ولكنه عوَّضه بنعمته الكافية وقوته الرافعة.

   كل تجربة من الرب هي نافعة لنا، فهي تظهر ضعفنا ومسكنتنا، وحسنًا أن نعرف محدوديتنا، كما أنها تكشف قوة الله ومحبته التي لا تسقط أبدًا.  ونحن لا نتعلم أن نعمته تكفينا إلا حينما نختبر ضعفنا وعجزنا بدونه، كما أننا لا نكتفي بمرافقته لنا إلا حينما نشعر بوحدتنا ووحشتنا، ولا نُقدِّر مواعيده الثمينة إلا حينما تشتد بنا الحرب والتجارب.

   يرسل الله التجارب لتنشئ فينا فضيلة الصبر الذي يقودنا للنضوج، وحينما نفتقر إلى الصبر فإننا ننسب إليه الخطأ في شخصه أو أعماله، وهو الذي يمنحنا كل شيء بسخاء، وإذا أمسك يديه عن أن يعطي اليوم، ففي الغد سيعطي ضعفين.
   إنه أمر رائع أن نكون في شركة مع فكر الله بخصوص غرضه من جهة تجاربنا.  فهو يختار ويحدد ظروفنا وأحزاننا من خلال ما يصنعه، وهو إذ يختار لنا ذلك يتمم غرضه فينا بإعادة تشكيلنا لنشابه صورة ابنه، وعندما ندرك ذلك فإننا لن نطلب تغيير الظروف بل بكل الشكر نستودع نفوسنا بين يديه الحانية والحكيمة.

   لعلنا لا ننسى أنه منذ زمن بعيد فإن السيد قد احتمل الصليب والخزي والترك، وهو الآن جالس عن يمين عرش الله.  وهكذا نحن، فالآلام والتنهدات التي قد تصادفنا في طريقنا للمدينة السماوية ستنتهي جميعًا هناك، وإذ نخطو نحو عتبات الأبدية فلن نرى شيئًا منها وسط أشعة المجد اللامعة.  «فإني أحسب أن آلام الزمان الحاضر لا تُقاس بالمجد العتيد أن يُستعلن فينا» (رو18:8).  

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com