عدد رقم 4 لسنة 2013
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
الأذن  

يتولَّد الصوت نتيجة لاهتزاز المادة (مثل الأحبال الصوتية)، والتي تتسبب بالتالي في حركات اهتزاز صغيرة للهواء، هذه الاهتزازات تخلق الموجات الصوتية التي تتحرك من خلال وسط مثل الهواء أو الماء قبل أن تصل إلى آذاننا.  الاهتزازات السريعة أو الكبيرة تولد أصواتًا عالية، والاهتزازات البطيئة أو الصغيرة تولد أصواتًا منخفضة.  وعندما تصل هذه الموجات للأذن تهتز طبلة الأذن (غشاء يفصل الأذن الخارجية عن الأذن الوسطى) بطريقة مشابهة تمامًا للمصدر الأصلي للاهتزاز، ثم تنتقل الموجة إلى الأذن الداخلية مما يسمح لنا أن نسمع العديد من الأصوات المختلفة. 

فالأذن هي أداة لالتقاط الأصوات، والتي تقوم بعد ذلك بتحويل هذه الأصوات أي الموجات الصوتية إلى نبضات عصبية يتم إرسالها إلى المخ، الذي يقوم بالعمل الهام ألا وهو إدراك هذه الموجات وتمييزها. 

والعجيب أن الأذن لا تتوقف أبدًا عن العمل، حتى في وقت النوم.  فبينما تستمر الأذن في التقاط الأصوات، يقوم المخ بصد هذه الأصوات، ولهذا في بعض الأحيان يمكن للشخص أن يسمع بعض الأصوات وهو نائم ولكنه يعجز عن فهم معانيها.

يحتاج الصوت إلى وسط لينتقل فيه، بحيث تبلغ سرعة الصوت في الهواء حوالي 1230 كيلومترًا في الساعة، بينما تبلغ سرعته في الماء أربعة أضعاف لما هو عليه في الهواء.  وعندما تغني الحيتان بعضها لبعض في المحيطات ينتقل صوت الأغنية لمسافة قد تصل إلى 800 كم في الماء. 

والطريف أنه إذا تم تشغيل ترددين صوتيين مختلفين في نفس الوقت من خلال سماعات الأذن، بحيث تسمع كل أذن تردد مختلف، يتماشى تردد موجة المخ في هذه الحالة مع الفارق بين الإثنين. فعلى سبيل المثال إذا تم تشغيل صوت في الأذن اليمنى بشكل متصل ذات تردد 400 ميجا هيرتز، وتم تشغيل في نفس الوقت صوت في الأذن اليسرى ذات تردد 410 ميجا هيرتز، سوف يؤثر على تردد موجة المخ بحيث تصبح 10 ميجا هيرتز.  وجدير بالملاحظة أن هذا التردد (10 ميجا هيرتز) يُطلق عليه ”تردد جاما“ وهو متواجد في المخ في حالة النوم العميق أو التأمل العميق. 

وبعد أن تحدثنا باختصار شديد جدًا عن الخطوات العديدة التي تحدث، بداية من اهتزاز الأجسام إلى إدراك الأصوات عن طريق المخ، قد نشعر للوهلة الأولى أننا نفهم معنى الأصوات والكلمات بطريقة أوتوماتيكية، ولا دور لنا في ذلك، بينما يأتي تحريض الكتاب واضحًا: «انظروا ما تسمعون» (مر24:4)، أي أننا علينا أن نركز ونتأمل في كل ما نسمعه حتى يمكننا فهم الأمور بطريقة صحيحة، وأن نتنبه إلى ما سمعنا لئلا نفوته، ولئلا «يأتي الشرير ويخطف ما قد زرع» (مت13: 19).  وهكذا علينا أن نحفظ أقوال الله ونتفكر بها في قلوبنا.  ثم يأتي الدور الأخطر والأهم وهو التنفيذ العملي لما فهمناه كما يقول يعقوب: «كونوا عاملين بالكلمة لا سامعين فقط خادعين نفوسكم» (يع1: 22).  هكذا قال داود: «خبأت كلامك في قلبي لكيلا أخطئ إليك» (مز11:119).  إنها بركة ان تظل حاسة السمع تستقبل رسالة من الله حتى إذا ضاعت بقية الحواس، و«من له أذنان للسمع فليسمع» قبل أن يُسلَّم للقضاء فلا يستطيع أن يسمع أو يفهم.
                                                                                                                                 قام بهذا البحث

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com