عدد رقم 5 لسنة 2007
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
قصة شاب عادي  

إخوتي وأحبائي الشباب

إن قصتي هي قصة شاب عادي جدًا، لكن الرب أكرمه فوق كل تصور أو حلم كان ممكن يحلمه. 

أحكي لكم حكايتي وأصلي إن الرب يستخدمها بركة لإخوتي الشباب اليائسين من أوضاع البلد وصعوبة الظروف الاقتصادية.

لما كنت في ثانوية عامة، كانت كل أحلامى إنى أدخل كلية طب أسنان، وأكمّل تعليمي في الخارج؛ خاصة إن عندي ثلاثة إخوة بالخارج، اثنين منهم يشغلون مناصب عالية بشركات عالمية.  وأنا والحمد لله  شاطر وذكي وإنشاء الله هاجيب مجموع وادخل الكلية اللي أنا نفسي فيها .

لكن تظهر النتيجة وألاقى نفسي ساقط!!!  ساقط!!!  إزاي؟!!

ليه يارب كده؟!  ليه تكسفنى بالشكل ده؟!  إنت كنت قادر إنّك تنجّحني وتدخّلني الكلية اللي نفسي فيها، عشان كده أنا هاخاصمك ومش هاكلّمك!!

والحقيقة إني ما كنتش باذاكر وما كنتش ملتزم، لذلك كان من الطبيعي جدًا إني أسقط .  لكن يا لغبائى ويا لخداع إبليس ليَّ، أحمِّل الرب سبب تقصيري وازعل منه مدة طويلة!!!

وابتدي سنة جديدة لإعادة الثانوية العامة؛ ولكن بالأسف نفس الإهمال واللامبالاة!  ولولا رحمة الرب لي ولوالديَّ كنت سقطت تاني.  في الوقت ده سمح الرب لأخي الأكبر أن يمرض بالسرطان وهو في ريعان الشباب، وكان متزوجًا حديثًا وعنده طفلة عمرها سنة، وأتى ليقيم معنا في البيت.  وكان على الرغم من آلامه يسهر معي يساعدني على الاستذكار، حتى نجحت بمعجزة والتحقت بكلية التجارة انتساب بإحدى جامعات الأقاليم.

وفي السنة الأولى من الكلية يرسل الرب لي أحد الإخوة الشباب لمساعدتي في المذاكرة لأنجح في هذه السنة وبتقدير ”جيد جدًا“!!  وبذلك أمكنني التحويل من كلية التجارة بهذا الإقليم ”انتساب“ إلى كلية التجارة ”انتظام“ بمدينتي!!  في الوقت ده كانت حالة أخي الصحية، بالإضافة إلى حالة أبي وأمي، تحتم وجودي إلى جوارهم، وأعتقد هو ده السبب اللي من أجله أنجحني الرب بهذا التقدير.

ولكن يا لعدم أمانتي ويا لقلبي الشارد؛ لم أهتمّ بإكرام الرب والعيشة بأمانة له رغم إكرامه لي.  حتى تعامل الرب معي بوسائل مختلفة، أظهر فيها محبته ونعمته وصبره عليَّ، ورد شركتي له في أول سنة رابعة.

وفي هذه السنة أجد نفسي طالع بمادة واحدة في الترم الأول (ضعيف)، ولم أهتم كثيرًا، قلت: أكيد حتترفع في الترم التاني، وإنشاء الله هاخلّص الكلية، وبعدين إنشاء الله آخد تأجيل من الجيش، واحضَّر شنطتي وأسافر على طول؛ خاصة أنا معايا فيزا لأمريكا خمس سنين، واخواتي برّه أكيد حيشغّلوني شغلانة كويسة جدًا، وسيبك يا عم من البلد دي!!

وفعلا اجتزت امتحان الترم التاني، ولكن تظهر النتيجة واطلع بمادة ثانية ضعيف!!!  يعني طلعت بمادتين في سنة البكالوريوس!!  والغريب إنه في السنة دي بالذات خلّوا امتحانات التخلف تكون مع امتحانات الترم الأول في شهر يناير وليس في شهر نوفمبر كالمعتاد!!  وده معناه إنه، إذا نجحت، هاتطلع في الآخر الشهادة بتقدير ”مقبول“ ويا ريت كده وبس؛ دي هاتطلع دور يناير مش دور مايو، وكمان تجارة عربي مش انجليزي!!  يعنى إبقى قابلني لو لقيت حد يشغلني!!

أكرمني الرب ونجحت في امتحانات التخلف لكنى كنت قد فقدت دفعتي التي تقدمت في الميعاد الطبيعي للجيش!!  ويجيء ميعاد التحاقي بالجيش (وإنا متخلف دفعة)، وكان الطبيعي إن المتخلف عن دفعته لا يأخذ تأجيل 3سنوات.  وفعلاً قدّمت أوراقي، وعملت الكشف الطبي.  وأثناء الانتظار لمعرفة هل سوف أكون ضابطًا واخدم 3سنوات ولا عسكري بسنة واحدة فقط، يقترب منى شخص لابس ”ملكي“ ويسالني عن صحتي وهل أعاني من أي أمراض؟  وأجاوبه باستخفاف وعدم اهتمام بإني ”زي الفل زي ما انت شايف“.  وبعدين سألت بعض الشباب المنتظرين معي: من هذا الشخص الفضولي؟  ليجيبونى بأنه المسؤول عن اختيار الشباب ليلتحقوا بسلاح الصاعقة!!!!

وفعلا يبدأوا في مناداة الأسماء، لأجد نفسي قد تم اختياري ضابط صاعقة لمدة 3سنوات! 

طبعا كان الخبر ده هو الصاعقة اللي نزلت على راسي، وافتكرت كل الوسايط اللي كنت متكل عليها، وأهي كلّها ما نفعتش.  ففكّرت في الرب، وقلت له: يا رب أنت تعلم كل شيء.  هذه المرة مش باطلب علشاني، لكن علشان عائلتي.

وتمرّ الأيام بطيئة حتى ميعاد الذهاب للجيش، لأعرف الفرقة والتوزيع وأسلِّم نفسي للخدمة.

وتكون المفاجأة: كل الدفعة أخذت تأجيل!!!

شكرًا يا رب من أجل المعجزة دي واستجابتك للصلوات التي رُفعت إليك، ولاستمراري بجانب أخي المريض المحتاج إليَّ بشدة هو وعائلته وكمان والدي ووالدتي المسنين.

نسيت أقول لكم إن دفعتي الأساسية، اللي خلّصت في دور مايو، أخذوها كلها بالجيش ولم تاخد تأجيل!!!  يعني لولا سماح الرب بعدم نجاحي في السنة دي، وكمان بتغيير ميعاد امتحانات التخلف من نوفمبر ليناير، كنت زماني دخلت الجيش.  وده لو كان حصل كان يبقى مشكلة كبيرة لعائلتي وعائلة أخي.

فعلاً يا رب.. أدّ إيه عظيمة ترتيباتك وأوقاتك ومشيئتك الصالحة!  ورغم عدم فهمنا للكتير منها في حينها، ورغم شكوانا واعتراضنا عليها، وشكّنا في محبتك ورعايتك، ورغم عدم أمانتنا وعدم استحقاقنا واعوجاج طرقنا اللي بنرسمها لنفسينا؛ تفضل إنت إله أمين.

تعدّي فترة ليست بقصيرة من الزمن وأنا مشغول بالعناية بأخي وعائلتي، وتبدأ فكرة السفر تراودني بشدة؛ لأني لم أجد أي عمل، رغم بحثي الدؤوب وتقديم الـCV للعديد من الشركات والبنوك، ومحاولتي لأخذ كورسات كمبيوتر ولغة إنجليزية (وذلك لأن لغتي الإنجليزية كانت سيئة).  ولكنى وجدت صعوبة كبيرة لإيجاد أي عمل وذلك للأسباب الآتية:-

  1. خريج تجارة عربي مش انجليزي
  2. تقديري في الكلية مقبول
  3. خريج دور يناير وليس دور مايو
  4. لغتي الانجليزية ضعيفة
  5. سنّي أصبح كبيرًا نسبيًا
  6. معنديش واسطة
  7. اسمي جورج صموئيل

صدّقوني يا إخوتي، في ذلك الوقت كنت مستعدًا للعمل حتى بدون أجر، فقط لقتل الملل والإحساس بعدم القيمة في المجتمع.  في نفس الوقت كنت أشعر بعدم جدوى العمل بمصر (هذا في حالة إن كنت محظوظًا ووجدت عملاً أصلاً) ها اخد كام؟!  وحيعمل إيه المبلغ ده في الزمن ده؟!!  كيف أكوِّن نفسي؟!  وكيف أجد شقة في ظل ارتفاع الاسعارالجنوني؟!  لذلك كانت فكرة السفر تلحّ عليَّ بشدة.  لكن في يوم جاءتني فكرة، أعتقد إنها كانت صوت الرب لي، بيقول: صحيح إن أخوك صحته تحسنت بعض الشيء ولم يعد محتاجًا إليك كل الوقت، لكن ماذا عن والديك اللذين أصبحا متقدمين في السن؟!!

يا إلهى إنا عمري ما فكّرت فيهم قبل كده!!!

ذهبت أتكلم مع أخ وخادم شاب، وهو على علم بكل ظروفنا، نظرًا لصداقته لأخي وقُربه من عائلتنا.  وحكيت له عن ظروفي وصعوبة إيجاد عمل وتفكيري بالسفر للخارج، حتى ولو لمدة سنة واحدة، لادّخار بعض النقود والعودة لبدء مشروع.

ويبدأ الأخ الخادم يحدّثني بأمثلة كثيرة واقعية من الحياة عن أشخاص هاجروا ولم يجدوا أي نجاح لأنها لم تكن مشيئة الله لحياتهم.  وعن آخرين هاجروا ووجدوا السعادة والنجاح واستخدمهم الرب سبب بركة لكثيرين لأنها كانت مشيئة الرب لحياتهم.  وعن آخرين كانت كل أمانيهم هي الهجرة، ورغم محاولتهم الكثيرة لم ينجحوا، لأن مشيئة الرب الصالحة من نحوهم كانت هي بقائهم واستخدامهم هنا في مصر؛ وقد وجدوا سعادتهم وباركهم الرب جدًا.

وأثناء حديث الأخ الرائع معي، شرد ذهني قليلاً، وتخيّلت إني فعلاً سافرت وتحقَّقت كل آمالي من إيجاد العمل المناسب ذو الدخل الكبير، وأصبحت أمتلك منزلاً كبيرًا ذا حديقة جميلة، وربما زوجة فاضلة وأولاد مثل إخوتي؛ ولكن هل كل هذا سوف يحقِّق لي السعادة والرضا بينما أنا أعلم أن عائلتي هنا في مصر في احتياج إليَّ؟  هل سأستطيع النوم هانئًا على وسادتي بينما أنا أعلم أنهم في مصر في احتياج إليَّ؟!!!

وجدت نفسي أجيب بالنفي القاطع.

واستيقظت من شرود ذهني على كلمات الخادم الشاب قائلاً لي: من الواضح من قراءة الظروف المحيطة بك إن الرب يريدك الآن بمصر وليس بالخارج.

خرجت من هذه المقابلة وأنا بداخلي اقتناع شديد وقوي بأن مشيئة الرب لي الآن أن أبقى حيث أنا.  ورغم عدم تغيّر الظروف وعدم وجود عمل، كان عندي سلام؛ وتأكَّدت أن الرب الذي أخرجني من الجيش بمعجزة قادر على إيجاد عمل لي وضمان مستقبلي.  وفى حالة إن مشيئته أن أسافر للخارج، هو نفسه سوف يفتح الباب وييسر كل الأمور، وفي الوقت الذي سوف يراه هو مناسبًا.

وبعد وقت ليس بقصير قابلت أحد الشباب من الاجتماع  طلب مني إعطاءه الـCV الخاص بي لمعرفته بأحد الأشخاص الذين يعملون بواحدة من شركات المحمول.  وفعلاً بعد وقت قصير اتصلوا بي وتم تعيني أنا وزميل أخر لاحتياج الشركة إلى شخصين في مدينتي لمساعدة مسئولي المبيعات في متابعة أرقام المبيعات مقارنة بشركة المحمول المنافسة.

وقد كانت فرصة جيدة جدًا لي لاكتشاف طبيعة الحياة العملية وطبيعة السوق وكيفية تعامل التجارمع بعضهم ومع الشركة ومع الزبائن.  وقد أفادني ذلك كثير في تعاملاتي اللاحقة  في عملي.

وقّعت عقد التعين المبدئي لمدة ثلاثة أشهر (تحت الاختبار)، وفي حالة اجتيازهم بنجاح وبلا مشاكل يتم تثبيتي.  لكني لم أفهم هذا، بل اعتقدت أن عقد عملي هو لمدة ثلاثة اشهرفقط!  هذا ربما لعدم خبرتي ودرايتي بنظام العمل والوظائف.  وفعلاً بعد انتهاء الثلاثة أشهر انقطعت عن العمل لاعتقادي بانتهاء العقد!  ويمضي الشهر لأفاجأ بالشركة تتصل بي للحصول على مرتب الشهر الذي توقفت به عن العمل!!  حيث أن إدارة الشركة كانت تعتقد أني ما زلت أعمل؛ نظرًا لعدم وجود سجل لتوقيع الحضور والانصراف، لأن طبيعة عملنا كانت تتطلب العمل مع التجار في معارضهم خارجًا وليس داخل الشركة!

أعلم أن البعض سوف يسأل: لماذا لم تستغِّل هذه الفرصة وترجع إلى عملك ثانية؟!!  صدّقوني لو أجبتكم أنني حتى الآن لا أعلم!!

يمكن الرب سمح بذلك لأتعلم درسًا أفادني كثيرًا في مستقبلي؛ ألا وهو تقدير قيمة أي فرصة عمل يدبِّرها الرب والمفروض إني أمسك فيها ولا أستهتر.

وهكذا بعد أن كان لي وظيفة رائعة منتسبة لإحدى شركات المحمول أصبحت بلا عمل، وبعد حصولي في نهاية كل شهر على مرتب جيد أصبحت الآن انتظر نقود من والدي!!  استمريت على هذا لمدة تقترب من تسعة أشهر، تعبت جدًا خلالها من البحث عن أي وظيفة.

أخيرًا، التحقت بالعمل بإحدى شركات التأمين وقد افادتنى فترة التدريب  الخاص بهم لتعلم كيف أصبح رجل مبيعات ناجح.  ولكن للأسف لم يتم تعييني لعدم مقدرتي على بيع ولا وثيقة واحدة خلال شهر كامل!  وبالطبع لم أحصل على أي مرتب على الرغم من تعبي وإنفاقي الكثير في المواصلات لمقابلة العملاء المختلفين لإقناعهم بعمل وثيقة تأمين!!

بعد ذلك بأسابيع قليلة، واحدة من صديقات أمي أخبرتها بأن أحد البنوك يطلب موظفين، وفعلاً قدّمت أوراقي، وبعد صلاة كثيرة تم تعييني، ليس بالبنك، لكن بشركة تتبع البنك.  تلقيت التدريب بجدية شديدة وبذلت كل جهدي هذه المرة لكي أتعلم واستوعب كل ما يقولونه.

نعم يا إلهي لقد تعلمت الدرس، وسوف أجتهد في عملي مهما كان شاقًا ومتعبًا، وسوف أقدِّر إكرامك لي بهذه الوظيفة، وسوف أعمل كل جهدي لأكون أمينًا في ما اعطيتنى لأعمل.

انتهيت من التدريب النظري، وحان موعد العملي والخروج لمقابلة العملاء خارج البنك مع بعض الموظفين القدامى اللذين لهم خبرة سابقة.  كان البعض منهم أمينًا فعلا يهتم بتعليمي، بينما كان كثيرون منهم غير مهتمين بتعليمي على الإطلاق.  ولكننى عزمت في داخلي أن أقبَل التحدّي وأن أبذل أقصى جهد للتعلم وتدريب نفسي.

ويومًا بعد يوم كان نجاحي يزداد، وأصبحت معروفًا من جميع مَن في الإدارة.  وأشهد أمام الله كيف كنت أتعجَّب من تفوقي على أقراني الذين حتى وقت قريب كانوا يدربوني!!

ما زلت أتذكر كم من مرات عديدة ذهبت لأتصيّد كبطرس، وبعد بذل مجهودات مضنية وتوقّع تحقيق مبيعات ممتازة تفشل البيعة لأي سبب من الأسباب حتى لو كانت تافهة.  في بعض الأحيان يكون السبب من جهة العميل، وأخرى بسبب مدير البنك أو إدارة الشركة، ومرات لأن اسمك يوحي بديانتك، أو لغيرة البعض من نجاحك أو... أو... 

ولكني أيضًا ما زلت أتذكر، يا إخوتى، وحتى الآن، كم من مرات، وبعد فشل غير متوقع، رفعت عيني إلى السماء وتحدثت إليه، وقلت له: أنت تعلم كل شيء، أنت رأيت تعبي وكدّي وأملي في تحقيق هذه البيعة، ولكنى راجع الآن خائب الرجاء!!

ولكن شكرًا لله لأن لنا آب في السماء عيناه تجولان في الأرض، وهو يعلم كل شيء، وقادر أن يسدِّد بالتمام جميع احتياجات قديسية.  هو إله التعويضات.

بعد حوالي 10 شهور من عملي في هذه الشركة، أفاجأ باتصال تليفوني من أحد البنوك الانجليزية العريقة يعرض عليَّ العمل به نتيجة سمعتي الطيبة في مجال المبيعات في السوق!!  وفعلا تقدّمت للامتحان.  وبعدها بفترة بسيطة تلقيت تليفون آخر منهم لتجهيز أوراقي والتقدم للمقابلة.  وما زلت أتذكر أنه عندما ذهبت، وأنا كلّي حماس وآمال أن أعمل به، وجدت نفسي أقف وأصلي في الشارع: يا رب أنا لا أعرف المستقبل ولا أعرف ما هو الأفضل لي، علشان كده يا رب ممكن أطلب منك إنك تكون أنت مدير ورئيس مجلس إدارة حياتي؟  أنا سبق وسلّمتك حياتي الأبدية ودلوقتي تسمحلي يا رب إني أسلّمك كمان حياتي الزمنية، أنت تديرها كيفما تشاء، وأنا هاكون واثق ومطمئن إنك أعظم مهندس ومخطِّط ومدير يقدر يدير حياتي هنا على الأرض.

عملت المقابلة وكانت جيدة جدًا، لكن لم يتصل بي البنك الانجليزي مرة أخرى.  وعند اتصالي لمعرفة ماذا حدث، اتضح لي أنهم اختاروا واحدًا آخر عنده واسطة!!  رفعت قلبي بالشكر للرب وقلت له: أكيد يارب أنت ترى لي شيئًا أفضل.
بعدها مباشرة قَّررت إدارة البنك الذي أعمل فيه زيادة عدد مديري مبيعات المناطق Area Sales Managers من ثلاثة إلى سبعة، وهذا يعني تعين أربعة آخرين.  وكذلك خلق وظائف جديدة تسمى منسِّق مبيعاتArea Sales Coordinators  يتم الاختيار لها من المندوبين القدامى الذين لهم خبره طويلة وأرقام مبيعاتهم جيدة، ليكونوا مسؤولين عن التنسيق ومساعدة مديري المبيعات في إدارة فريق العمل.  وعلى الرغم من أمنيتي للحصول على هذه الترقية إلا أني كنت أعلم صعوبة تحقيق ذلك، نظرًا لأن هناك الكثير من المندوبين القدامى الذين لهم خبره أكثر مني، وهم الذين درّبوني وعلموني الشغل؛ فكيف أصبح أعلى منهم في المنصب؟!! 

وتتحقق المفاجاء الغير المتوقعة ويتم اختيارى للمنصب، ورغم اعتراض الكثيرين، يكرمني الرب بهذه الترقية.

تم تعيين مديري مبيعات المناطق الأربعة الجدد من أصحاب الخبرة الطويلة فى مجال المبيعات وادارة الفرق Teams.  وبدأ منهم ثلاثة فى استلام العمل وتكوين الفرق الخاصة بهم، ووقع نصيبي مع المدير السابع، والذي نظرًا لظروف عمله السابق تأخر في استلام عملة لمدة شهر!!  وقد تبقّى لهذا السابع، والذي تم ترقيتي للعمل معه كمساعد ومنسّق، خمسة من المندوبين الذين تم تعيينهم حديثًا، ولم يكونوا بكفاءة المندوبين الجدد الآخرين، ولا بالطبع في كفاءة المندوبين القدامى- وذلك لأن المديرين الجدد اختاروا أفضل العناصر، وتركوا هؤلاء الخمسة غير الأكفاء بالمرة للسابع، اللي لسه ماجاش يستلم العمل.

أصبحت أنا الآن مسؤولاً عن هؤلاء الخمسة وعن تدريبهم وتعليمهم، حتى يصل هذا المدير السابع، هذا بالإضافة طبعًا لمسؤوليتي عن تحقيق المستهدف Target الشخصي الخاص بي كمندوب مبيعات!!

آه يارب شكرًا على كرمك لي وعلى الترقية دي!!  لكن يا رب إنت شايف إن المهمة صعبة للغاية، وهولاء المندوبين الخمسة اللي أصبحت أنا مسؤولاً عنهم (تعبانين أوي)، وهايحتاجوا مني لمجهود كبير جدًا لتعليمهم، وفي نفس الوقت التركيز على المبيعات المطلوبة مني!  يا رب أعنّي. 

كيف أنسِّق بين كل هذه المسؤوليات على الرغم من قِصَر المدة؛ لأنه حتى في حالة إني استطعت تحقيق المستهدف الخاص بي ولكني لم استطع جعلهم مندوبين مبيعات جيدين أكون قد فشلت في وظيفتي الجديدة كمنسق مبيعات.

أكرمني الرب جدًا فوق كل تصور، وحدثت المعجزة، لأحقق مبيعات شخصية ومبيعات بهؤلاء المندوبين الخمسة (والذين كانوا موضع سخرية من العاملين سواء الزملاء أو المديرين) أعلى من الفرق الجديدة والتي كانت تتكون من حوالى خمسة عشر مندوبًا و مدير ومنسق، وكذلك مبيعات أعلى من بعض الفرق القديمة!! 

وهنا تحدث المفاجأة العجيبة؛ إذ تُقرِّر الإدارة القادمة من القاهرة ترقيتي إلى مدير مبيعات منطقة، لأكون أنا المدير السابع بدلاً من الذي تأخر وذلك بعد شهر واحد من ترقيتي إلى منسق!!  وكانت أول مرة تحدث فى تاريخ الشركة أن ترقّي واحدًا من مندوبيها ليكون مدير مبيعات، بدلاً من تعيينه من الخارج من أصحاب الخبرات الكبيرة!  ورغم اعتراض مدير البنك بمدينتي، خوفًا من النتائج وعدم قبول هذا من العاملين القدامى، لكن الرب أعطاني نعمة وتمت فعلاً ترقيتي!!!

آه يارب، يا إله التعويضات؛ كنت شايف مستقبل أفضل لي للبقاء بشركتي وعدم الذهاب إلى البنك الانجليزي الشهير.  وإنت سمحت إن المدير السابع يتأخر، ورغم تخطيط الادارة لحلّ الفريق السابع هذا وتوزيعه على باقى الفرق لتوقّعهم فشلة التام، إنت سمحت إني أكون مسؤولاً عن هؤلاء المندوبين غير الأكفاء، لتصنع هذه المعجزة، وتنجحني هذا النجاح الباهر، الذي يبطل حجج وشكوى الكثيرين!!  آه يارب لك الشكر.  والآن هذه هي مشيئتك من نحوي أن أكون مدير مبيعات مسؤولاً عن اختيار وتعيين وتدريب وإدارة فريق كبير الآن مكوَّن من 10 إلى 15 مندوبًا؛ أعطني الحكمة والقدرة، خاصة إن سنين خبرتي في العمل لم تصل حتى إلى سنة واحدة (11 شهر فقط)!!

يعوزنى الوقت، يا إخوتي، لأحكي لكم عن سنة كاملة كنت أتعجَّب في كل يوم: كيف أعطاني الرب كل هذا النجاح، شهرًا بعد شهر، فى تحقيق مبيعاتي.  ما زلت اتعجَّب كيف حماني الرب من غيرة الزملاء وألاعيبهم.  ما زلت اتذكَّرهم عندما كانوا يطلقون على اسم ”المدير أبو شورت“؛ نظرًا لصغر سني مقارنةً بهم.  وكيف حماني من شرور كثيرة حاولوا ضرري بها.  أحكي لكم مثال واحد:

حيث أن كل مدير كان مسؤولاً عن منطقة محدَّدة يعمل بها الفريق الخاص به، وكنتيجة لتحقيقي دائمًا مبيعات جيدة من هذه المنطقة، أصبحت منطقتي مطمعُا لآخرين من المديرين؛ لاعتقادهم بأنها منطقة دسمة مملوءة بالعمل، على الرغم من أنها سابقًا لم يكن أحد يحب أن يأخذها.  ولكن واحد من مديري المناطق حاول مرارًا كثيرة مع إدارة البنك إعادة تقسيم وتوزيع المناطق، رغبة منه فى أخذ هذه المنطقة مني.  ولن أنساه عندما كان يضع إصبعه فى فمه ويشير إلى نابه، ويقول لى: ”أنظر؛ أنا نابي أزرق“؛ إشارة منه انه لن يتركني أهنأ بنجاحي!!  وفعلاً نجح فى جعل الإدارة تعقد اجتماعًا وتعيد توزيع مناطق مدينتي مرة أخرى، كما خطط وسعى.  لتأتي المفاجأة في أنهم يُبقون على منطقتي كما هي، وليس ذلك فقط، بل يعطوني منطقة أخري كبيرة في ناحية أخرى من المدينة مملوءة بالعمل!!

يا إلهى لقد أراد أذيتي وأخذ منطقتي مني، وسمحت له أن يخطّط لتدميري كما اعتقَد؛ ولكنك استخدمت ما حدث لزيادة بركتي!!  هم قصدوا لي شرًا وأنت قصدت به خيرًا! 
آه يا إلهي الصالح.. ما أعظم أعمالك!

وما زلت اتذكر أني كنت أتلقّى الكثير من العروض للعمل فى بنوك أو شركات أخرى نتيجة سمعتي وشهرتي في عالم المبيعات، خاصة البنكية؛ وكيف أعطاني الرب سمعة واسم جيد بالسوق!!  على سبيل المثال: واحدة من كبرى شركات التامين الألمانية تتصل بي لتعرض عليَّ تولّي منصب مدير، لإعادة ترتيب وتكوين فريق مبيعات الشركة بمدينتي!!

آه يا رب، اللي من قريب ماعرفش يبيع وثيقة تأمين واحدة في شهر كامل تتصل به أكبر شركة وتعرض عليه هذا المنصب؟!  ما أعجب أعمالك..  كم حلوة الحياة معك..  وكم هو رائع أن تكون أنت مدير الحياة!

ذهبت لمقابلة المسؤول لتوقيع العقد، وقرأت العقد قبل التوقيع لأجد كلمه (وكانت مجرد كلمة) لم أرضَ عنها، وطلبت محوها من العقد.   وفعلاً حاول المسؤول إعادة صياغة العقد، ولكن الشؤون القانونية في الشركة اعترضت على إزالتها لأنها الصيغة القانونية للعقد، وليس من الممكن تغييرها أو تعديلها!! فرفضت إمضاء العقد.

غمرني السلام من جديد، وعلى الرغم من إني كنت فى الفترة الأخيرة من عملي في البنك أصبحت أواجه الكثير من المشاكل نتيجة تغيّر المدير المباشر المسؤول وتعيين مدير جديد حاول بعض مديري المبيعات الآخرين أن يعطوه  صوره مشَّوهة عني وعن عملي ونجاحي، والإيحاء له بأن المدير السابق هو الذي كان يساعدني ويحابيني عنهم!!  وقد بدأت أتعجب: ماذا حدث يا رب؟!  لماذا أصبحت أواجه كل هذه المشاكل مره واحدة؟!

ولكني بعد فترة اكتشفت لماذا سمح الله بأن أواجه كل هذا.  فقد كان عند الرب خطة ثانية لي!!  ولذا سمح بتعرضي لهذه الضغوط، ليهيئني بها لممارسة دور جديد.

بدأت أفكر فى أنه ربما يكون قد حان وقت التغيير، ولأول مرة منذ ترقيتى جددت الـCV الخاص بي، وبدأت تقديمه فى البنوك.  وتذكرت أنه ذات مرة، أثناء عملي كمندوب، كنت قد ذهبت إلى بنك فرنسي شهير، لبيع منتجات بنكي للموظفين العاملين به، وقابلت وقتها مدير خدمة العملاء، وقد أُعجب بي وبأسلوب عرضي للمُنتج، وطلب منى إعطاءه الـCV الخاص بي.  وعندما تذكرت ذلك ذهبت لمقابلته، وذكّرته بنفسي وحدّثتة عن منصبي الحالي، وقلت له إني أتمنى أن تُتاح لي فرصة العمل معهم.

خرجت ولم أضع أملاً كبيرًا على ذلك.  وتابعت عملي وتقديمي للـCV في أكثر من بنك آخر.

بعد عدة شهور اتصلت بي إدارة هذا البنك الفرنسي لتحديد موعد لإجراء عدة مقابلات  Interviews مع الإدارة العليا بالقاهرة.  كانت مفاجأة سارة، على الرغم من تحذير الكثرين بأن هذا البنك مشهور عنه أن التعيين به لا بد أن يكون بواسطة قوية، كما أن أحد كبار المسئولين به متعصب!!

سافرت لعمل المقابلات.  قابلت أولاً مدير عام التجزئة المصرفية، كان فرنسيًا، وعلى الرغم من جنسيته إلا أنه بدأ الحديث معي عن من هو واسطتي الذى قدم لي للعمل بالبنك!  وكان يتحدث الإنجليزية بلكنة فرنسية تمامًا؛ مما جعلنى لا أفهم الكثير من أسئلته، وأجاوب بطريقة خاطئة.  وقد كانت أسوأ مقابلة عملتها في حياتي، لكنه رغم ذلك كان ودودًا معي!

ثاني مقابلة كانت مع مدير الموارد البشرية، ولم تكن مقابلته سهلة، لأن اسئلته كانت مستفزه لأقصى درجة، كما لم يعجبه ضعفي فى اللغة الإنجليزية، وكوني بدأت عمل فى سن كبير (25سنة)، وكذلك لم يعجبه تقدير مقبول؛ يعني مش عاجبه ولا حاجة فيَّ!  وبعدها قابلت مدير عام البنك وهو ده المشهور بتعصبه، والذى أصبح الآن رئيس مجلس الإدارة، لكن كانت مقابلة جيدة إلى حد ما.

عُدت الى مدينتي ولم أضع أملاً في العمل بهذا البنك.  إلا أنه بعد شهر تقريبًا اتصلوا بي لإخباري بأنه قد تم قبولي، وعليَّ أن أكمل أوراقي وأعمل الكشف الطبي للتعين!!

سافرت لتوقيع العقد، ولم أهتم كثيرًا بمحتوى العقد من مرتب أو منصب؛ نظرًا لأني كنت حاسس إن الرب هو الذي رتّب لي هذا العمل.  وفعلاً تم تعييني فى فرع قريب جدًا من منزلي!!  وكانت المفاجاة أن يتم تعيين مدير جديد لهذا الفرع، هو مدير خدمة العملاء الذى ارسل الـCV الخاص بي للإدارة!!  وما زلت أتذكّر مديري هذا الرائع، وكيف ساعدني في بداية عملي، وكيف شجّعني، على الرغم من تسبب ذلك فى إثارة غيرة وحنق باقي الزملاء، مما سبب لى الكثير من المشاكل؛ ولكن الرب أعطانى نعمة في النهاية، وأنجحني معه في هذا الفرع بطريقة لافتة للنظر!!

بعد ذلك بفترة قصيرة، جاءني عرض آخر من بنك إنجليزي شهير، لأعمل معهم بمرتب ثلاثة أضعاف مرتبي.  وعلى الرغم من نصيحة مديري العزيز بقبول هذا العرض، إلا أنني، بعد صلوات وصيام كثير، رفضته؛ لشعوري أن الرب يريدني الاستمرار في ما أنا فيه، وربما بسبب حبي لمديري.

وذات يوم، فوجئت مع زملائي بأن مديري المحبوب يترك العمل بالبنك للعمل بإحدى الدول العربية.

آه يا رب.. أنا كنت باحبّ الراجل ده، وده كان واحد من الأسباب اللي شجّعتنى على البقاء في هذا البنك ورفض عرض البنك الانجليزي المغري.  أنا كنت دايمًا باشكرك على إنك وضعته في طريقي، وهو كتير حماني من مشكلات وغيرة زملائي الآخرين، خاصة النائب الذي لم يكن يحبني، وحاول أكثر من مرة أن يؤذيني.  آه يا رب..  المدير دا خلاص ماشي، وأنا ما عنديش واسطة فى البنك دا زي باقي الموظفين، وكمان النائب علاقته بي مش حلوة.. هاعمل إيه دلوقتي؟  أنا ماعنديش غيرك انت..  أنا هارمي نفسي عليك وعلى أمانتك.

أصبح الفرع من غير مدير لفترة، وحاول نائب المدير أن يصبح هو المدير، ولكنه كان محتاجًا إلى أن يُظهر أنه قادر على تحقيق أرقام جيدة وأرباح من مبيعات الفرع؛ فلم يجد غيري، نظرًا لتميّزي في مجال المبيعات، لمساعدته.  وفعلاً اجتهدت جدًا في تلك الفترة لعمل شغل جيد، لتحقيق مبيعات جيدة، لمساعدته.  ويلاحظ هو ذلك فتبدأ علاقتة بي تتحسن تدريجيًا. 

ولكن الإدارة كان لها رأي آخر، فأتت بمدير آخر من فرع آخر ليصبح هو المدير!!  ولكنه هو الآخر رحل بعد شهر لدولة عربية أخرى للعمل بها!!

ويستمر الفرع في العمل لفترة أخرى، طويلة نسبيًا، حتى ترسل لنا الإدارة مديرًا آخر!!  وفي هذه الأثناء، منذ رحيل مديري ورحيل المدير الآخر، كانت مديرة المنطقة تأتي فى أحيان كثيرة لزيارة الفرع ومتابعة أرقامه ونتائجة.  وكانت هذة المرأة معروفة بحدّة الطباع في العمل، حتى مع مديري الفروع.  ولكن يا للروعة يا رب.. أنت تعطيني نعمة غير طبيعية فى عيني هذه المرأة، إذ نتيجة لزياراتها المتكرره للفرع فى تلك الفتره، أتيح لها ملاحظة أرقامي ومبيعاتي، وكيف أنها مختلفة وبعيدة عن أرقام الآخرين!

وبعد عشرة شهور تقريبًا من عملي بهذا البنك يأتي اتصال تليفوني من المركز الرئيسي بترقيتي لأصبح نائب مدير البنك، لكن في فرع آخر!

امتلكني الذهول! 

يا إلهي دي مش مجرد ترقية!  دي نقلة رهيبة لمنصب كبير جدًا جدًا عليَّ!

آه يا سيدي الرب.. إني أعلم علم اليقين أن رئيس مجلس الإدارة لو كان عنده ابن في سني وبمثل ظروفي مكانش يقدرإطلاقًا يعيّنه في المنصب ده! 

شكرًا ليك يا إلهى لأنه لا مثل لك.. تقدر تبارك وتعطى أكثر جدًا مما نطلب أو نفتكر.  شكرًا لك يا إلهي المحب؛ لأنك في فترة قصيرة، مش بس أكرمتني زمنيًا، لكنك غيِّرت الكثير في شخصيتي وحياتي الروحية، بل واستخدمتني لأكون بركة لكثير من إخوتي لتعيينهم فى وظائف من خلال عملي.  بل ولكي تعطيني فرصة الشهادة لك في عملي.

*    *    *    *

وأخيرًا أقول لإخوتى الشباب الذى يعانون من عدم وجود عمل أو الذين يتطلعون الى الهجرة: انظروا إلى حياتي:

شاب حاصل على مجموع صغير بالثانوية العامة، بعد ما أعاد السنة! خريج كلية تجارة عربي وليست تجارة إنجليزي!  خريج بتقدير مقبول (دور يناير وليس مايو)!  لغتة الأجنبية كانت ضعيفة!  ليس عنده واسطة!  ليست لدية خبرة كبيرة في سوق العمل!  شاب مثل هذا، قبل أن يبلغ الثلاثين من عمره، يصبح نائبًا لمدير فرع واحد من أكبر البنوك الأجنبية العاملة مصر!!!!

أحبائي إن إله يوسف ودانيآل ونحميا لم يتغير.  فدعونا نتكل عليه، ونعيش بخوف قدامه، ولننتظر كل يوم عجائبه.

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com