إن أكثر الانتصارات حلاوة هي التي أحرزناها في الأوقات التي كنا فيها نخشى الهزيمة، وألمع الأغاني هي التي تغنينا بها في اليوم الشرير، عندما ألزمنا شره أن نستند على الله وحده.
إنه بكل وسيلة يفطمنا الرب عن هذا العالم كي يعلقنا بالعالم الآخر الذي لأجله عملنا كخليقة جديدة.
يد الله دائمًا أفضل من يد الإنسان. وحتى قسوته الظاهرية هي أفضل من عطف العالم. ذلك لأن المحبة دائمًا هي التي تحرك هذه اليد. والمحبة تحركها الحكمة الكاملة التي سوف نفهمها فيما بعد. والمعونة التي يمدنا بها في أوقات التجربة تفوق في حلاوتها مرارة التجربة.
لم يستفض الروح القدس في الحديث عن رخاء أيوب وراحته، لكنه أعطانا تفاصيل دقيقة عن تجاربه وآلامه. فإن ذلك كان شيئًا له قيمته لكل شعب الله في كل العصور. هناك نجد عمل الله في النفس الذي يُنقي ويُشكل، وما أعظم أن نستريح ونثق في يده الحكيمة.
إن الكنيسة زُرعت بدموع ابن الله. لقد تعب وتألم كثيرًا ومات لكي تتكون، وفي يوم قادم سوف يرى من تعب نفسه ويشبع. كذلك في كل خدمة ، حيث تكون هناك بركة حقيقية، لا بد أن تكون هناك أحزان بسبب مقاومة العالم. بل حتى في دائرة المؤمنين نقابل أحزانًا وفشلاً ممن كنا نتوقع أن نرى فيهم المسيح ظاهرًا.
إن الطبيعة البشرية تستعفي من الألم، ولقد اختبرت أن توقع التجربة أصعب بكثير من الوجود فيها. إنها ستجعلنا نرتمي على الرب أكثر وهناك سنختبر الفرح والقوة والتعزية. وتأكدوا أيها الأحباء أنه إذا كان العمل المطلوب يمكن أن يُعمل بدون ألم فالرب لن يسمح بالألم. إن محبته أفضل جدًا مما تريده إرادتنا الذاتية.