عدد رقم 1 لسنة 2013
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
المخ  
هو مركز الحياة والإحساس والحركة والتفكير والكلام، وهو المُتحكم في كل أفعال الجسم، وكذلك ردود الأفعال، فهو الذي يستقبل ويُحلِّل ويشعر ويستجيب للضوء والصوت والمؤثرات المختلفة.  ولكي يؤدي وظائفه المعقدة فهو يحتاج إلى كم هائل من الأوعية الدموية التي تمده بالغذاء والأكسجين.  وإذا تم توصيل الأوعية الدموية بالمُخ بشكل متصل فسوف يبلغ طولها حوالي 160.000 كم، مما يكفي أكثر من 4 لفَّات حول كوكب الأرض!

يحتوي مُخ الإنسان على حوالي 100.000.000.000(100 بليون) خلية عصبية! وبمجرد أن يصل الإنسان إلى سن الخامسة والثلاثين يبدأ في فقد 7000 خلية عصبية من مُخه يوميًّا، وهذه الخلايا لا تُجدَّد مرة أخرى، ولكن هذا الفقد لا يؤثر بطريقة ملحوظة إذا وضعنا في الاعتبار العدد الكلي الهائل للخلايا العصبية.  يبلغ قطر الخلية العصبية الواحدة 4 ميكرون، أي أن رأس الدبوس يمكنه حمل 30.000 خلية عصبية.  وهذه الخلايا تتصل بعضها ببعض، فعدد الوصلات للخلية العصبية الواحدة يتراوح بين 1000 و 10.000 وصلة، مما يكوِّن شبكة عملاقة تحتوي على 10.000.000.000.000 (10 تريليون) وصلة عصبية، تنتقل فيها الإشارات بسرعات مختلفة طبقًا لأنواع الخلايا، وقد تصل سرعة هذه الإشارات في بعض الخلايا إلى 432كم/ساعة.  وهذه الإشارات عبارة عن تفاعلات كيميائية، بحيث يحدث في الثانية الواحدة 5.000.000.000.000 (5 تريليون) عملية كيميائية! ولهذا، وبعد كل هذا فإننا نهتف من أعماقنا: «ما أعظم أعمالك يا رب، كلها بحكمة صنعت»! (مز24:104). 

ويمكننا أن نتعلم مما سبق ثلاثة دروس في غاية الأهمية:

أولاً:  أن المسيح هو الرأس ونحن أعضاء الجسد، والرأس يشعر بآلام الجسد ويدبر احتياجاته، ولكي يؤدي العضو وظيفته يجب أن يتصل بالرأس بشكل
 صحيح.

ثانيًا: أهمية هذا العضو الصغير الذي لا يتعدى وزنه 1.5 كجم، خاصة إذا عرفنا أن عدد الأفكار التي نفكر بها في اليوم العادي تقدر بـ 70.000 فكرة.  مما يعني التأثير الرهيب الذي قد يتسبب فيه.  وبالقطع ما نفكر فيه سيُحدد توجهاتنا.  وإذا أدركنا حجم الخطر فعلينا أن نسرع إلى الله لكي نتعلم كيف يجب أن نحفظ أفكارنا في طاعته، وسنجد الإجابة في قوله: «تغيروا ... بتجديد أذهانكم» (رو12: 2)، مستخدمين في ذلك كلمته الحية والفعالة (عب4: 12).  بحيث تخرج كل الأفكار في توافق مع الله وليس بحسب الطبيعة القديمة المعادية لله (رو8: 7).  ويجب أن نعرف أن الله يفهم أفكارنا من بعيد (مز2:139) فنعمل له حسابًا. 

ثالثًا:  عظمة هذا الإله غير المحدودة، والفارق الشاسع بين أفكاره وأفكارنا نحن، «لأن من عرف فكر الرب أو من صار له مشيرًا» (رو 11: 34)، فكما علت السماء عن الأرض علت أفكاره عن أفكارنا، بحيث لا يمكننا أن نستقصي أفكاره وطرقه (رو11: 33).  لكن المؤكد أن أفكاره من نحونا صالحة دائمًا، وأنها أفكار سلام لا شر.  وهذا كفيل بأن يعالج كل ارتباك وحيرة عندنا حتى إذا لم نفهم كل شيء من معاملاته معنا، فهو كلي المحبة والحكمة والقدرة، ويعمل الكل حسنًا في وقته. 
                                                                                                                                 قام بهذا البحث

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com