عدد رقم 1 لسنة 2013
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
لو كنت مكاني  
أهلاً بكم أعزائي الشباب مع عددٍ جديٍد من بابكم "لو كنت مكاني"   
       كنا قد طرحنا في العدد السابق رسالة وصلتنا من الصديق " نادر" يقول فيها:

   "أنا اسمي نادر من إحدى محافظات الصعيد، أعمل مدرسًا وزوجتي أيضًا تعمل مدرسة.  لقد تزوجنا منذ أكثر من 7 سنوات، وأكرمنا الرب ببنت وولدين.  مشكلتنا أنا وزوجتي متعلقة بكيفية إدارة دخلنا المالي كأسرة، أي طريقة الصرف في الأسرة، فكما تعلمون أن المرتب الحكومي للمعلمين لا يكفي لسداد الالتزامات المالية الشهرية للأسرة، مما يضطرني لإعطاء بعض الدروس الخصوصية، والتي لم يسترح عليها ضميري حتى هذه اللحظة. 
   المشكلة تكمن في أن زوجتي المدرسة أيضًا تتدخر مرتبها بالكامل ولا تريد أن تشارك في نفقات الأسرة، فحتى لو كان رصيد ميزانية الأسرة صفرًا، فلا يحرك هذا لها ساكنًا ولا تريد أن تساعد بأي شيء.  وكلما أناقشها في هذا الموضوع وأطلب منها شيئًا تقول: "أنت الرجل وعليك بالصرف".  أرجوكم ساعدوني ودلوني، كيف أتصرف معها وماذا أعمل؟"      
                                                                                                                                                                             أخوكم نادر 

   وفور نشر هذه الرسالة ورد إلى صفحتنا على facebook عددٌ من مشاركات الشبان والشابات تجاوبًا مع مشكلة صديقنا (نادر)، والتي سأسرد هنا بعضًا منها:
   جوزيف حنا – المعصرة - حلوان
   "أنا عندي رأي بخصوص الدروس الخصوصية: لو كنت تقوم بدورك بالتدريس في اليوم الدراسي العادي - أي داخل الفصل وفي مواعيد الدراسة - بشكل يريح ضميرك، وتجيب على أي أسئلة يسألها الطلاب، فأنت قد أديت ما عليك، وبعد هذا إذا طلب منك أي طالب دروسًا خصوصية سواء من فصلك أو أي فصل آخر، فأنا أعتقد أن ذلك لا يجب أن يتعب ضميرك على الإطلاق، لأنك في ذلك مثلك مثل أي شخص يعمل ساعات إضافية في عمله أو في عمل آخر، وهو ما لا يمكن أن نعتبره عملاً غير لائق على الإطلاق".

   عماد - أبوقرقاص – المنيا
   "الله خلق حواء لتكون معينًا لآدم، فواجب الزوجة أن تساعد زوجها في نفقات الأسرة، فحمل المصاريف على اثنين أسهل من أن يكون على واحد فقط. ليت الرب يملأ حياتكما بركة.

Marmar  mero
    "انتم ما سمعتوش وجهة نظر الزوجة، ربما  تكون بتعمل كده لأن زوجها مثلاً مش بيسدد احتياجاتها واحتياجات الأولاد وهي مضطرة تتدخر مرتبها للطوارئ".
***
وبعد أن استعرضنا مشاركات القراء، اسمح لي عزيزي نادر أن أهمس في أذنيك ببعض النقاط الهامة الخاصة برسالتك.

أولاً: عملك هو حقل إرساليتك.
أشكر الرب كثيرًا عزيزي نادر لأجلك ولأجل زوجتك.  فلقد أكرمكما الرب بعمل في الوقت الذي يعاني فيه الملايين من البطالة وانعدام الفرص، ألا يستحق هذا في حد ذاته الشكر الكثير للرب؟!

كما أنني أرى في مهنة التدريس مجالاً وفرصة لخدمة الرب وللشهادة عنه.  فلقد شرفكما الرب أنت وزوجتك أن تتعاملا مع نفوس، وعلى مدار العام أن تشهدا عنه لعشرات، بل ربما مئات الأشخاص.  وما أروع أن تذهب إلى المدرسة كل صباح مصليًا وطالبًا منه أن يعينك كي تكون نورًا وملحًا في المدرسة أمام طلابك وزملائك فتعكس صورة المسيح لمن حولك، فالنجاح الروحي يعطي شعورًا بالرضى والسعادة أكثر من النجاح المادي. 
صدقني أخي نادر، أنني شخصيًا أعرف لا عشرات بل مئات المدرسين المؤمنين الذين كانوا يكرهون التدريس ويكرهون الذهاب أصلاً للمدرسة بسبب قلة احترام الطلاب لهم ومستواهم الأخلاقي المتدني، أو بسبب مضايقات من زملائهم لهم أو بسبب تعنت وتعسف من مديريهم أو بسبب الرواتب الصغيرة .. الخ، لكن عندما أدركوا جميعًا أن عملهم كمدرسين هو حقل إرساليتهم وفرصتهم لتمجيد الرب، تغيرت حياتهم تمامًا وانطلقوا من هذه النقطة يذهبون إلى مدارسهم في الميعاد ليكونوا قدوة للآخرين ويعاملون الجميع بمحبة واحترام ويشهدون عن الرب بسلوكياتهم وكلماتهم فصنعوا فرقًا في مدارسهم.

ثانيًا: الدروس الخصوصية ( نعم أم لا )؟

ذكرت في رسالتك عزيزي نادر، أنك بسبب تدني الراتب اضطررت لإعطاء دروس خصوصية، وضميرك غير مستريح.
دعني هنا فقط أنبر على أمرٍ هام، وهو أن الخطورة في قصة الدروس الخصوصية هي أن بعض المدرسين لا يقومون بواجبهم في المدرسة بأمانة وعلى أكمل وجه كي يفتحون مجالاً للدروس الخصوصية، وهذا ما لا يليق بخدام المسيح. 
ومنهم من يتغيب عن المدرسة بطريقة أو بأخرى ليوفر وقته وطاقته للدروس الخصوصية، وهذا أيضًا لا يليق بخدام المسيح.
لكن إن كنت تذهب إلى المدرسة وتنصرف في المواعيد الرسمية، وإن كنت تؤدي دورك في شرح المنهج المدرسي بأمانة، وإن كنت لا تؤخر ولا تحجب فائدة عن طلابك في الفصل الدراسي، ثم بعد هذا يأتيك من يطلب منك حصصًا خصوصية في المنزل، فرأيي الشخصي أن تعطي هذه الدروس الخصوصية دون أي لوم لنفسك أو أي ثقل على ضميرك طالما لم تقصر في عملك في المدرسة، وطالما لم تسع أنت لذلك.  بشرط ألا يؤثر ذلك على وقتك تجاه عائلتك وتجاه حياتك الروحية (الخلوة، الاجتماعات، .. الخ)، والاتزان مطلوب في كل الأحوال، كما قال الحكيم: "لكل شيء تحت السماوات وقت".

 ثالثاً: كيفية إدارة أموال الأسرة
نأتي الآن إلى نقطة هامة في رسالتك عن كيفية إدارة ميزانية الأسرة.  فمن الجدير بالأهمية أن تعرف أنه مهما كان دخلك كبيرًا أو صغيرًا فليس لك حق التصرف فيه دون الرجوع إلى الرب، فنحن وكلاء على أموالنا وبيوتنا وأولادنا وكل ما لدينا في الحياة، نحن لسنا مُلاكًا بل وكلاء وينبغي أن نكون أمناء على الوكالة "هكذا فليحسبنا الإنسان كخدام المسيح ووكلاء سرائر الله. ثم يسأل في الوكلاء لكي يوجد الإنسان أمينا" (1كو4 :1 ،2).  كذلك أيضًا فإن كان الدخل قليلاً فهذه فرصة ذهبية لممارسة الإيمان والثقة في الله كمن هو الكافي لسداد الأعواز. "أيضا كنت فتى وقد شخت ولم أر صديقًا تُخلي عنه ولا ذريه له تلتمس خبزا" (مز25:37).

أيضًا ينبغي أن تعرفا كلاكما كزوج وزوجة أنكما في الوضع المسيحي لستما بعد اثنين بل جسد واحد، في أسرة واحدة، تشتركان معًا في حمل أعباء ونفقات الأسرة.  فليس من المسيحية في شيء أن تحجب الزوجة دخلها وراتبها بعيدًا عن زوجها ولا تشارك في نفقات المعيشة.  ربما تكون الزوجة متأثرة بالزوجات في الثقافة المحيطة بنا اللواتي يخشين على أنفسهن من غدر أزواجهن وتطليقهن وتركهن، فيحاولن أن يؤمِّنَّ أنفسهن بالادخار للمستقبل من وراء أزواجهن.  لكننا يا عزيزي نادر والزوجة الفاضلة في الجو المسيحي الذي يعلمنا أن كل شريك يحب الآخر ويساعد الآخر ويشجع الآخر ولن يترك الآخر تحت أي ظرف لأنه شبيه بارتباط المسيح والكنيسة. 

وإن كان هذا ما يميز عائلة الله ككل والوسط الكنسي بشكل عام، كما كان في الأيام الأولى عندما كان كل شيء مشتركًا، فبالأولى في العلاقة الأسرية الخاصة بين الزوج والزوجة، حيث لا ينبغي أن يكون هناك استقلالية أو أنانية، فقد صار الاثنان جسدًا واحدًا.  وإن كان الكتاب يقول: ليس للرجل سلطان على جسده بل للمرأة، كذلك ليس للمرأة سلطان على جسدها بل للرجل، فكم بالحري في الأمور المادية.  فحتى وإن كانت القيادة في الأسرة والمسؤولية تقع على عاتق الزوج - وهذا دوره المخول له من الله-  لكن هذا لا يمنع مشاركة الزوجة ومساعدتها إذا لزم الأمر.  "لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ، فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ" (تكوين 2 : 19).

هل تتذكران عزيزي نادر والزوجة الفاضلة "أكيلا وبريسكيلا"، ذلك الثنائي المحترم في الكتاب المقدس؟ هل تتذكران كيف كان كلاهما يعملان في صناعة الخيام، وكيف لم تُلق بريسكيلا بعبء نفقات البيت على أكيلا وحده بل كانت تساعده في صناعته كمعينٍ نظيره؟

رابعًا: نصائح ختامية 
أدعوك صديقي نادر أنت وزوجتك أن تمارسا الثقة في الله، معتمدين على كفايته لتسديد أعواز الحياة، واثقين أن الآب السماوي الذي يهتم بإطعام العصافير وفراخ الغربان، هو بذاته الآب السماوي الذي يعلم احتياجاتكما وهو كفيل بسدادها.

أدعوكِ أختي الزوجة الفاضلة أن تحرري ذهنك من أي أفكار غير مسيحية وغير كتابية فيما يتعلق بالبيت المسيحي.  فالمسيحية أعطتك كامرأة الأمان والضمان عندما أسست لكِ علاقة وشركة مستمرة ودائمة مع زوجك، "والذي جمعه الله لا يفرقه إنسان".  فكوني عونًا ودعمًا لزوجك، وقدمي راتبك ودخلك مساهمةً في سداد نفقات الأسرة، واعلمي أن اليد التي باركت وأطعمت الآلاف بخمس خبزات وسمكتين، هي ذات اليد التي تستطيع أن تبارك في الدخل الصغير فيكفي بل يزيد.

***

والآن دعوني أعرض على حضراتكم رسالة جديدة وصلتنا من الأخت (ن. م . س) تقول فيها:  
    أعزائي باب "لو كنت مكاني" 

" أنا اسمي (ن . م . س)، أنا فتاة في السنة الثالثة في إحدى الكليات النظرية.  نشأت في أسرة مكونة من أب وأم وثلاثة إخوة أصغر مني. والدي يسافر للعمل في إحدى دول الخليج ويأتي لزيارتنا مرة كل عام، وأمي كانت تعمل مدرسة لكنها أخذت أجازة بدون مرتب لتتفرغ لرعايتنا في غياب أبي.
كنت وأنا طفلة في المرحلة الابتدائية متعلقة بأبي جدًا، لكن منذ سفره للخليج وأنا أفتقده تمامًا، بل أكاد أشعر كأني يتيمة بلا أب في الحياة.
منذ السنة الأولى في الكلية تعرفت على زميل لي وتقاربنا جدًا أحدنا للآخر، فكنا نكثر الجلوس معًا بمفردنا، وكنا نخرج معًا بعد اليوم الدراسي. أي نعم كان لنا مجموعة أصدقاء (شلة) لكن أيضًا الشلة كانت على علم بعلاقتنا معًا بنوع خاص.
في بداية الأمر كنت متحفظة بحكم النشأة الأسرية وقيود المجتمع، لكن مع إصراره وكلامه بأنها مجرد صداقة ككل الأصدقاء في الجامعة "الأنتيم" وافقت، ولا أخفي عليكم إنني كنت أجد في هذه العلاقة إشباعًا عاطفيًا وتعويضًا عميقًا لي.
في هذا الوقت تبادلنا بعض الرسائل الخطية، وأيضًا بعض الهدايا مع توقيع كل منا على هديته إلى الطرف الآخر.  لكننا أيضًا التقطنا بعض الصور التي تجمعنا مع أصدقائنا وأيضًا تلك التي تجمعنا بمفردنا.
المشكلة الكبرى أنني اكتشفت بالصدفة، أنه على علاقة أيضًا بفتاة من كلية أخرى ولهما أيضًا خروجاتهما وصورهما ورسائلهما.  وعندما واجهته اتهمني بالجهل والغيرة، ثم بدأ يهددني بنشر ما لديه من رسائل بتوقيعي وصور على الـ facebook. 
أنا مرعوبة جدًا جدًا من اللي ممكن يحصل. أرجوكم ساعدوني.
                                                            أختكم ( ن . م . س)  

   إذا كان لديكم مشاركة أو رأي أو نصيحة مقدمة إلى ( ن . م . س)، يمكنكم إرسالها إلينا، ونحن سنعرض في العدد القادم ما نراه مناسبًا لمساعدتها.
برجاء ألا تزيد المشاركة على خمسة أسطر أو 80 كلمة.  أيضًا إذا كان لديكم مشكلة أو تساؤل أو استفسار في أي موضوع، يمكنكم مراسلتنا على:
 البريد الالكتروني   ayad.zarif@gmail.com    
أو انضم إلى الجروب  lawkontmakany على الـ facebook 
أو أرسل لنا رسالة قصيرة SMS إلى 01006650876


© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com