أخي وأختي أعضاء العائلة المسيحية
تكلمنا في العددين السابقين عن أول عمود من الأعمدة الهامة للبيت المسيحي وهو عمود المحبة. وفي هذا العدد نستكمل حديثنا عن هذا العمود الهام لأي بيت مسيحي ناجح، وبالحق إن حديثنا عن المحبة ممتع ومُلذ لأنه يذكرنا دائمًا بمحبة المسيح لنا، والتي كلما تأملنا فيها نستمد منها طاقة حب غير عادية نستطيع بها أن نقدم الحب في كل الظروف وفي أصعب المواقف.
وسنركز حديثنا في الأفكار الآتية:
صفات المحبة – نتائج المحبة الحقيقية – المظاهر العملية للمحبة العائلية
أولاً: صفات المحبة:
1. بلا رياء: "المحبة فلتكن بلا رياء" (رو9:12). بمعنى أنها تتسم بالصدق والإخلاص والنقاء. إنها تهدف إلى إسعاد المحبوب، ولا ترجو منه شيئًا بل ترجو له كل الخير.
2. شديده: (1بط 4 : 8) "لتكن محبتكم بعضكم لبعض شديدة"، وقوية (نش6:8). أي تصمد مع الزمن وفي الأزمات والامتحانات.
3. ساترة للعيوب: (1بط 4 : 8) "لأن المحبة تستر كثرة من الخطايا". (أم 10 : 12) "البغضة تهيج خصومات والمحبة تستر كل الذنوب". إنها تغفر وتنسى ما مضى، وترى المحبوب جميلاً في أحسن حالاته كما في أسوإ حالاته.
4. لا بالكلام بل بالعمل: (1يو 3 : 18) "يا أولادي، لا نحب بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحق"! فالتعبير عن المحبة بالكلام يجب أن يقترن بالعطاء والبذل والتضحية.
5. ممتزجة بالمودة: (رو12 : 10) "وادين بعضكم بعضًا بالمحبة الأخوية، مقدمين بعضكم بعضًا في الكرامة"، (2بط 1 : 7). "وفي التقوى مودة أخوية، وفي المودة الأخوية محبة". وحسنٌ أن نتذكر المناسبات الحلوة للتعبير عن مشاعر المودة التي تنعش المحبوب.
6. الاستعداد لخدمة بعضنا البعض: (غل5 : 13) "بالمحبة اخدموا بعضكم بعضًا". وهذا يستمر ويزداد مع الأيام مهما حدث من متغيرات، في الصحة والمرض، في الرحب والضيق، في الشباب والمشيب، في النهار وفي الليل. في كل الأحوال يظل الوفاء وتظل الخدمة بروح المحبة الثابتة.
7. أخيرًا جملة الصفات المذكورة في أصحاح المحبة: (1كو13 : 4-7) "المحبة تتأنى وترفق. المحبة لا تحسد. المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ ولا تقبح ولا تطلب ما لنفسها ولا تحتد ولا تظن السؤ ولا تفرح بالإثم بل تفرح بالحق. وتحتمل كل شيء وتصدق كل شيء وترجو كل شيء وتصبر على كل شيء".
أخي الزوج وأختي الزوجة طبق هذه الصفات السابقة على علاقتك بشريك حياتك، واسأل نفسك: هل هذه الصفات متوافرة في زواجي؟ وإن كانت إجابتك بالنفي فإني أدعوك أن تصلي من كل قلبك ليعلمك الرب كيف تحب شريكك المحبة المسيحية الصحيحة.
ثانيًا: نتيجة المحبة الحقيقية:
1. تبني الثقة وتطرح الخوف والشك.
2. تبني علاقات صحيحة ومريحة مع أصدقاء الزوج والزوجة القدامى ومع أفراد العائلتين، وتكون سبب بركة للجميع.
3. تدعم اهتمام الزوجين معًا بأمور هامة مثل خدمة الرب.
4. خروج كل طرف من دائرة ذاته إلي الاهتمام بالطرف الآخر واحتياجاته والعمل على راحته وإشباع احتياجاته.
5. تهيئة مناخ روحي وصحي رائع لتربية الأولاد كي ينموا وينضجوا أصحاء روحيًا ونفسيًا وجسديًا – سأل أحدهم أبًا: ما هي أعظم هدية تقدمها لابنك؟ فكانت إجابته: أن أترك له نموذجًا رائعًا يتأصل في أعماقه عندما يراني أحب أمه.
ثالثًا: المظاهر العملية للمحبة:
لم أستطع إلا أن أصيغ بعض المظاهر في صورة أسئلة حتى أضع القارئ في امتحان لنفسه ولشريك حياته وأقترح قراءة ومناقشة هذه الأسئلة من الزوجين معًا:
1. كيف تودع شريك حياتك وأنت ذاهب إلى عملك يوميًا؟
2. كيف تستقبله عند عودته من عمله؟
3. هل تتصل به في عمله للاطمئنان عليه، أم أن هذا يحدث فقط عند الاحتياج لطلبات منزلية؟
4. ما مدى التواصل والحوار بينكما في البيت بعد ساعات العمل؟
5. ما هو تقديرك لشريك حياتك أمام نفسك وأمام الآخرين؟
6. ما هو تقديرك واحترامك لأهله وأصدقائه حتى وإن كان البعض منهم لايروق لك؟
7. كيف تتصرف عندما يخطئ الطرف الآخر أو يقصر في شيء من واجباته؟
8. ما هو شعورك عندما يمرض شريك حياتك؟ هل تحتمل وتشجع وتخدم دون كلل؟
9. ما هو شعورك وأنت تساعد شريكك في أعمال تخصه؟ مثلاً في الأعمال المنزلية.
أخي الزوج وأختى الزوجة إن إجاباتك على الأسئلة السابقة سيكون مؤشرًا قويًا لك عن مستوى محبتك للطرف الآخر.
أصلي من كل قلبي لأجلكم كعائلة حتى تنمو وتزداد محبتكم لتقترب في نوعيتها وجودتها من محبة ربنا يسوع المسيح للكنيسة (أف5: 25) "أيها الرجال، أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضًا الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها".
وإلى اللقاء في العدد القادم مع عمود جديد من أعمدة البيت المسيحي.
إذا كان لديك أي استفسار أو سؤال يمكنك مراسلتنا على العنوان: الأسرة المسيحية - 3 شارع أنجه هانم – شبرا – القاهرة. أو أرسل لنا على البريد الالكتروني: egyptfamily17@gmail.com