عدد رقم 6 لسنة 2012
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
لو كنت مكاني  
أهلاً بكم أعزائي الشباب مع عددٍ جديٍد من بابكم "لو كنت مكاني"   
   
     كنا قد طرحنا في العدد السابق رسالة وصلتنا من الصديق "ريمون" يقول فيها: 
   "أنا اسمي ريمون، عمري 25 سنة، تعرفت على الرب كمخلص شخصي لي في إحدى الفرص الكرازية منذ ستة أشهر.  ومن يومها وأنا أعيش أيام السماء على الأرض، لكن هناك شيئًا بدأ يقلقني، فقبل الإيمان كانت لي سلوكيات خاطئة وعلاقات غير طاهرة كثيرة، وكنت مستعبدًا للمخدرات، وهذا اضطرني كثيرًا أن أمد يدي للسرقة لكي أصرف على ملذاتي، لذلك فهناك ضحايا كثيرون قد سرقت أموالهم مثل والدي ووالدتي وأختي وبعض أصدقائي.  أنا أشكر الرب قد تغيرت تمامًا، لكن هناك عدم راحة داخلية تجاه هذه المبالغ المسروقة، لست أدري هل أذهب وأردها لأصحابها، وهل إذا صارحتهم بهذا أليس هذا يمثل لي فضيحة؟ أم أكتفي بكوني مخلصًا، وأن الرب غفر لي فلا لزوم للفضايح؟ أرجوكم ساعدوني.                                                                                                         (ريمون)
وفور نشر هذه الرسالة ورد إلينا على صفحتنا على  facebookعددٌ من مشاركات  الشبان والشابات تجاوبًا مع مشكلة صديقنا (ريمون)، والتي سأسرد هنا بعضًا منها:
ساهر عاطف – حدايق شبرا 

عزيزي ريمون 
الكتاب المقدس عندما سرد قصة زكا، الذي بعد لقائه مع الرب قال إنه سوف يرد ما سرقه 4 أضعاف، لم نسمع أن الناس فضحت زكا، بل بالعكس، ربما كان تصرفه هذا دليلاً مقدمًا للناس على تغييره.  فلو أنت قد تغيرت حقًا من القلب وليس تأثيرًا مؤقتًا، فإن تصرفك هذا في رد المسلوب سيكون درسًا لك وللجميع.

صفوت إبراهيم – الشامية
إننا نشكر الله على اختيارك طريق التوبة، ورغبتك المُلحَّة في قطع جذور الماضى. ثق أنك بار أمام الله نتيجة عمله الذي عمله على الصليب، ولا تعذب نفسك كثيرًا بالماضى, بل اطلب من الله أن يساعدك على رد ما أخذته بطريقة مقبولة مباشرة أو غير مباشرة حسب استطاعتك.  لا تقف كثيرًا عند هذه النقطة بل تخلص منها سريعًا بقوة الله التي خلصتك.
***
وبعد أن استعرضنا مشاركات بعض القراء، اسمح لي عزيزي ريمون أن أهمس في أذنيك ببعض النقاط الهامة الخاصة برسالتك.

أولاً: أهنئك من كل قلبي 
نعم دعني أولاً أهنئك على أجرأ وأحكم قرار قد اتخذته في حياتك، ألا وهو قرار قبولك المسيح مخلصًا وربًا لحياتك في سن الشباب.  فلا يوجد ربح ولا استثمار للحياة أعظم من تقديم وتسليم حياتك للمسيح في سن الشباب، فالحكيم يقول: "فاذكر خالقكَ في أيام شبابك قبلَ أن تأتيَ أيامُ الشر أو تجيءَ السِنون إذْ تقول: ليس لي فيها سرور!" (جامعة 12 :1).

ثانياً: ماذا يحدث عندما تؤمن؟ 
يعلمنا الكتاب المقدس أن الروح القدس يظل يجاهد مع الإنسان الخاطئ مستخدمًا كلمة الله، وفي توقيت معين يتجاوب الإنسان مع جهاد الروح القدس إذ تُرسم أمام عينيه كل مشاهد الجهل والخطايا والشهوات والفجور التي ارتكبها، وفي ذات اللحظة  يُرسم أمام القلب عمل المسيح على الصليب ومحبته اللانهائية، فيقود الروح القدس النفس للتوبة وإدانة النفس والرجوع إلى الرب كمن هو المخلص الوحيد.  عندئذِ يرحب الرب بالتائب ويفي بوعده: "من يُقبل إلىََّ لا أخرجه خارجًا" (يوحنا6: 37)، بل يجري في الشخص عمل الولادة الجديدة وينال الحياة الأبدية، والتي هي صنف حياة الله ذاته. 

ثالثًا: مظاهر الحياة الجديدة ( الحياة الأبدية) 
لقد ذكرت في رسالتك يا صديقي ريمون، أنك منذ أن قبلت المسيح مخلصًا شخصيًا لحياتك وأنت تعيش أيام السماء على الأرض.  نعم يا صديقي، فعندما يولد الإنسان ثانية ويمتلك الحياة الجديدة (الحياة الأبدية) تتولد في قلبه رغبات جديدة للمحبة والقداسة والطاعة وحياة التقوى والبر وإرضاء الرب، وعندئذ يستحضر الروح القدس السماء إلى قلب المؤمن فيبتهج بفرحِ لا ينطق به ومجيد (1بط8:1).  ثم تبدأ هذه الحياة الجديدة في التعبير عن نفسها بإظهار ثمر الروح الذي هو "محبة فرح سلام طول آناة لطف صلاح إيمان وداعة تعفف" (غل5: 22). 
وكنا يا صديقي ريمون قد ذكرنا في عدد شهري يناير وفبراير 2012 بعضًا من مظاهر ودلائل الولادة الثانية مثل:
التغيير كما يقول الكتاب: "إذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ. هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا" (2كورنثوس5: 17).
الاشتياق الدائم لله ولمحضره وكلمته: "كَمَا يَشْتَاقُ الإِيَّلُ إِلَى جَدَاوِلِ الْمِيَاهِ، هكَذَا تَشْتَاقُ نَفْسِي إِلَيْكَ يَا اللهُ" (مز 42: 1).
الاشتياق إلى حياة القداسة وكراهية الشر: "كأولاد الطاعة لا تشاكلوا شهواتكم السابقة في جهالتكم، بل نظير القدوس الذي دعاكم كونوا أنتم أيضًا قديسين في كل سيرة، لأنه مكتوب: كونوا قديسين لأني أنا قدوس" (1بط1: 14-16).
الشهادة للمسيح كما فعلت السامرية إذ قالت: «هَلُمُّوا انْظُرُوا إِنْسَانًا قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ. أَلَعَلَّ هذَا هُوَ الْمَسِيحُ؟!» (يو4: 29).
لكنني أود هنا أن أضيف نتيجة هامة من نتائج الولادة الثانية وهي تتعلق برسالتك، ألا وهي "رد المسلوب".
رد المسلوب، ما هو؟
يعلمنا الكتاب المقدس بأنه " قَدْ ظَهَرَتْ نِعْمَةُ اللهِ الْمُخَلِّصَةُ، لِجَمِيعِ النَّاسِ،، مُعَلِّمَةً إِيَّانَا أَنْ نُنْكِرَ الْفُجُورَ وَالشَّهَوَاتِ الْعَالَمِيَّةَ، وَنَعِيشَ بِالتَّعَقُّلِ وَالْبِرِّ وَالتَّقْوَى فِي الْعَالَمِ الْحَاضِرِ" (تيطس 2: 11،12).  أي أن النعمة المخلصة التي خلصتنا، هي أيضًا النعمة التي تعلمنا أن ننكر الفجور وأن نتبع البر، فينبغي على المؤمن أن يترك ويرفض كل ما هو مرتبط بهذا العالم النجس الملوث بالفجور والشهوات وأن يسلك في جدة الحياة (أي الحياة الجديدة).  فالنعمة التي منحتك حياة الله يا صديقي ريمون هي التي جعلتك ترفض من داخلك ماضيك الشرير كما ذكرت في رسالتك من إدمان وفجور وسرقة، وهي أيضًا التي أشعلت مشاعرك وأيقظت ضميرك لكي ترد المسلوب وتعوض من أسأت إليهم، وهذا هو رد المسلوب يا صديقي.

هل تتذكر ما جرى مع زكا العشار؟ هل تتذكر كيف كانت حياته قبل أن يقبل المخلص في بيته؟ هل تعرف كيف كان يسلب ويظلم ويهدد؟ لكن بمجرد أن قبل الرب وتغيرت حياته، كان الثمر الواضح للتغير هو رد المسلوب، فلقد قال للرب: "ها أنا أعطي نصف أموالي للمساكين، وإن كنت قد وشيت بأحد أرد له أربعة أضعاف" (لو8:19).  وتذكر ما قاله بولس لفليمون عن أنسيموس: "إن كان قد ظلمك بشيء أو لك عليه دين، فاحسب ذلك عليَّ ... أنا أوفي" (فل 18).  

أخيرًا يا أخي ريمون 
   أؤكد لك أن ما تولد في داخلك من كراهية لماضيك، ومن رغبة لرد ما سلبته،  لهو من عمل النعمة وحدها ومن نتائج الحياة الجديدة.  فتحلى بالعزم وتوكل على الرب طالبًا معونته واذهب عوض من ظلمتهم وبرهن على تغييرك بخطوات عملية، فهذا جزء في الشهادة. 

   وإن كنت لا تمتلك المال الكافي لرد المسلوب، فيمكنك أن تتحلى بالشجاعة وتشرح موقفك لمن ظلمتهم  مبديًا طريقة عملية لجدولة الديون على دفعات، ولعل وقتها يجعل الرب في قلوبهم رأفة ويسامحونك، وحتى إن لم يحدث فيكفيك أنك طرحت من على ظهرك حملاً ثقيلاً قد أتعب ضميرك. 
   كذلك يا صديقي لا تخشى من نظرة الناس لك ومن آرائهم فيك، وثق بأن الرب مسيطر على قلوب وآراء البشر، ويكفيك رضى الرب عليك ونظرته الحانية لك، لا رضى الناس.  فلا تحرم نفسك من لذة راحة البال وراحة الضمير، ولعل تصرفك هذا ينشئ في من ترد أموالهم شوقًا ليلتقوا مع المخلص العجيب الذي يحول السارق إلى قديس.  "لكي لا يسرق السارق فيما بعد، بل بالحري يتعب عاملاً الصالح بيديه ليكون له أن يعطي من له احتياج" (أف28:4).
***
   والآن أصدقائي الشباب أعرض عليكم رسالة جديدة جاءتنا من الأخ "نادر" يقول فيها: 
   أعزائي في باب "لو كنت مكاني" 
   "أنا اسمي نادر من إحدى محافظات الصعيد، أعمل مدرسًا، وزوجتي أيضًا تعمل مُدرسة. لقد تزوجنا منذ أكثر من 7 سنوات وأكرمنا الرب ببنت وولدين. مشكلتنا أنا وزوجتي متعلقة بكيفية إدارة دخلنا المالي كأسرة، أي طريقة الصرف في البيت، فكما تعلمون أن مرتب واحد لا يكفي لسداد الالتزامات المالية الشهرية للأسرة، مما يضطرني لإعطاء بعض الدروس الخصوصية والتي تستهلك وقتًا كبيرًا على حساب الروحيات والأسرة.
   المشكلة تكمن في أن زوجتي المُدرسة أيضًا، تتدخر مرتبها بالكامل ولا تريد أن تشارك في نفقات الأسرة، فحتى لو وصل رصيد الأسرة إلى صفر، لا يحرك لها هذا ساكنًا ولا تريد أن تساعد بأي شيء.  وكلما أناقشها في هذا الموضوع وأطلب منها شيئًا تقول: "أنت الرجل وعليك بالصرف وتحمل المسؤولية". 

   أرجوكم ساعدوني، كيف أتصرف معها وماذا أعمل؟  أخوكم نادر. 

   إن كان لديكم مشاركة أو رأي أو نصيحة مقدمة إلى نادر، يمكنكم إرسالها إلينا، ونحن سنعرض في العدد القادم ما نراه مناسبًا لمساعدته.
برجاء ألا تزيد المشاركة على خمسة أسطر أو 80 كلمة.  أيضًا  إذا كان لديكم  مشكلة أو تساؤل أو استفسار في أي موضوع، يمكنكم مراسلتنا على:
 البريد الالكتروني   ayad.zarif@gmail.com    
 أو انضم إلى الجروب  lawkontmakany على الـ facebook 
 أو أرسل لنا رسالة قصيرة SMS إلى 01006650876
                                                                 المحب في المسيح 

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com