عدد رقم 6 لسنة 2012
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
الكوخ المحترق  

تحطَّمت سفينة أثناء سفرها في عباب البحر ولم ينجُ إلا واحد من ركابها جَرَفته الأمواج وألقته على جزيرة صغيرة غير مأهولة بالسكان.  ولما أفاق الرجل، الذي كان تقيًا يخاف الله، لم يجد وسيلة أمامه سوى الصلاة إلى الله.  وكان يدور ببصره في عرض البحر لعلَّه يجد في الأُفق سفينة تأتي لتنقذه، ولكنه لم يجد شيئًا. 

وإذ أُرهق من البحث والتعب، قرر أن يبني كوخًا صغيرًا من بقايا الخشب العائم بجانب الشاطئ ليأويه من البرد القارس، وليحفظ حاجياته القليلة التي بقيت معه. 

لكنه ذات يوم، وبعد أن تجوَّل ليجمع من حوله ما يجده صالحًا ليقتات به، رجع إلى كوخه الصغير ليجده يشتعل بالنار، والدخان الكثيف يتصاعد منه إلى السماء. 

وما أسوأ الكارثة التي حدثت، إذ ضاع كل شيء! وامتلأ الرجل بالحزن واليأس صارخًا: لماذا يا رب تفعل بي هكذا؟ ومن الحزن والتعب نام. 
وباكرًا جدًا في اليوم التالي، استيقظ على صوت سفينة تمخر عباب البحر وتطلق سرينتها.  فقام لتوِّه وشاهد سفينة تقترب من الجزيرة وكأنها آتية خصيصًا له! لا شك أنها أتت لتنقذه. 

وحالما وصلت، توجَّه الرجل المغموم نحو قائدها، وسأله: كيف عرفت أني أنا هنا؟
فرد عليه القبطان: لقد رأيتُ الدخان الذي أصعدته أنت عاليًا، وهذه علامة عندنا نحن البحارة بها نعرف أن شخصًا ما يطلب النجدة!
من السهل أن تثبط همَّتنا حين يُصيبنا مكروه، ولكن ينبغي ألا نيأس أو يخور قلبنا فينا لأن الله هو مدبِّر حياتنا، حتى ونحن في عمق الألم والمعاناة. 
تذكَّر في كل مرة تحترق آمالك وأحلامك، أو يضيع كل ما وضعت عليه رجاءك، أن الدخان الصاعد منه هو الذي يستدعي نعمة الله ومعونته لإنقاذك. 
وحينما نواجه البلايا والمحن ونتكلَّم مع أنفسنا بالسلبيات، يردُّ علينا الله بالإيجابيات:
   أنت تقول: مستحيل. 
والله يقول: غير المستطاع عند الناس، مُستطاع عند الله (لو 18: 27).  وأيضًا هل يستحيل على الرب شيء؟ (تك14:18).  
   أنت تقول: لقد تعبت جدًا. 
والله يقول: أنا أُريحك (مت 11: 28). 
   أنت تقول: أنا أضعف من أن أُكمِّل. 
والله يقول: تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تُكمل(2كو 12: 9). 
   أنت تقول: لا أقدر. 
والله يقول: أنا الله القدير (تك1:17). 
   أنت تقول: ما يحدث هو أسوأ ما كنت أتوقع. 
والله يقول: كل الأشياء تعمل معًا للخير (رو 8: 28). 
   أنت تقول: ليس هكذا يا أبي. 
والله يقول: علمت يا ابني علمت (تك18:48 ،19).
يا حبيبي ساعدني  أشكر ... وأسلم      واستريح
واخضع لك ربي واصبر ... وانت حكمك صحيح
 

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com