عدد رقم 4 لسنة 2012
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
في بيتنا باب  


   في حجرة صغيرة فوق سطح أحد المنازل عاشت الأرملة الفقيرة مع طفلها الصغير، البالغ من العمر أربع سنوات، حياة بسيطة متواضعة في ظروف صعبة، إلا أن هذه الأسرة الصغيرة كانت تتميَّز بنعمة الرضا وتملك القناعة التي هي كنز لا يفنى. 

   لكن أكثر ما كان يزعج الأم هو سقوط الأمطار في فصل الشتاء، فالغرفة عبارة عن أربعة جدران، ولها باب خشبي غير أنه ليس لها سقف. 

   وخلال الأربع سنوات منذ ولادة الطفل، لم تتعرض المدينة سوى لرخات قليلة وضعيفة من الأمطار.  ولكن ذات يوم تجمعت الغيوم وامتلأت سماء المدينة بالسحب الداكنة.  ومع ساعات الليل الأولى هطل المطر بغزارة على المدينة كلها، فاحتمي الجميع في منازلهم، أما الأرملة والطفل فكان عليهم مواجهته.
   نظر الطفل إلى أمه نظرة حائرة واندس في أحضانها، لكن جسد الأم مع ثيابها كان غارقًا في البلل، أسرعت الأم إلى باب الغرفة فخلعته ووضعته مائلاً على أحد الجدران، وخبأت طفلها خلف الباب لتحجب عنه سيل المطر المنهمر.  فنظر الطفل إلى أمه في سعادة بريئة وقد علت وجهه ابتسامة الرضا وقال لأمه: ماذا يا ترى يفعل الناس الفقراء الذين ليس عندهم باب حين يسقط عليهم المطر؟!!! 

   لقد أحس الصغير في هذه اللحظة أنه ينتمي إلى طبقة الأثرياء، ففي بيتهم باب! فما أجمل الشعور بالرضا! إنه مصدر السعادة وهدوء البال، ووقاية من أمراض المرارة والتذمر وعدم تقبُّل الحال.  

   صديقي .. هل تُقدِّر المراحم البسيطة التي يحيطك بها الله؟ هل فكَّرت أن تشكر لأجل السلامة اليومية لك ولأفراد أسرتك، ولأجل كل يوم يعبر بسلام لآخره دون مشاكل؟ هل تشكر لأجل البيت والعمل والدخل حتى لو كان قليلاً؟ هل تشكر لأجل الاجتماعات الروحية والشركة مع المؤمنين؟ إن ما تعتبره شيئًا تلقائيًا هو حُلم يتمناه الكثيرون الذين حُرموا منه.  إن الله في عطفه لا يحرم من كل شيء، كما أنه في حكمته لا يعطينا كل شيء.  ليت عيوننا تُفتح على ما أغدقته علينا نعمة الله وليس على ما سمحت حكمته أن نُحرم منه، وليتنا نعد المراحم فنلق العجب، ولا ننسى كل حسناته.
  
   «شاكرين كل حين على كل شيء في اسم ربنا يسوع المسيح لله والآب».  «اشكروا في كل شيء، لأن هذه مشيئة الله في المسيح يسوع من جهتكم»

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com