عدد رقم 4 لسنة 2012
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
إبراهيم وروعة الطاعة  
 
   إن كان للطاعة جمالها وروعتها، فبالتأكيد لها بركاتها ومكافأتها، لذا عندما نقرأ (تك 22) وبعض فصول العهد الجديد، نجد أن إبراهيم قد تحَّصلَ على بركات عظيمة نتيجة لطاعته، كانت كالتالي:
1- تمتع بأن ناداه ملاك الرب مرتين – وهو فوق جبل المريا – في المرة الأولى طالبه أن يرفع يده عن الغلام، وفي المرة الثانية وعده أنه سيباركه.
2- حصل إبراهيم على شهادة من الرب نفسه بأنه خائف الله في عالم ليس فيه خوف الله البتة، وما أعظمها شهادة! إذ قيل له: «لأني الآن علمت أنك خائف الله» (تك 22: 12).
3- لأن الله شبع للغاية بما فعله إبراهيم، فقد عبَّرَ عن سروره وتأثره بطاعته بأنه لأول مرة في كل الكتاب المقدس وعد بقسم أنه سيباركه، إذ قال: «بذاتي أقسمت يقول الرب...» (تك22: 16).
4- بركة جديدة: بحسب (تك15) بارك الرب نسل إبراهيم بأن جعله كنجوم السماء في الكثرة، «وقال انظر إلى السماء وعد النجوم إن استطعت أن تعدها...هكذا يكون نسلك» (تك15: 5)، أما هنا في (تك 22: 17) فنقرأ عن بركة جديدة؛ بأن نسله سيكون كالرمل الذي على شاطئ البحر: «أكثِّر نسلك تكثيرًا كنجوم السماء، وكالرمل الذي على شاطئ البحر».
5- لم يُحْرَمْ إبراهيم من السجود: كان إبراهيم قد سبق وقال للغلامين: «أنا والغلام .. نسجد ثم نرجع إليكما»، وها هو الرب لم يَحْرِمه من ذلك، بل جعله وابنه يسجدان بتقديم الكبش محرقةً للرب.
6- شرفٌ كبير لإبراهيم أن يُسَجَل عنه هذا الحدث في رسالتين من العهد الجديد: أولاً في (عب 11: 17-19)، يقول الكاتب: «بالإيمان قدم إبراهيم إسحاق وهو مجرب، قدم الذي قَبِلَ المواعيد وحيده...»، وثانيًا في (يع 2: 22،21) إذ يقول الرسول: «ألم يتبرَّر إبراهيم أبونا بالأعمال إذ قدم إسحاق ابنه على المذبح....» .
7- هذه القصة الجميلة والحادثة الرائعة أصبحت أكثر من مجرد قصة أو حدث.  فلقد أصبحت رمزًا لقصة أروع بما لا يقاس، ألا وهي قصة الحب العجيب وكيف أن الله المحب لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين.  فيا للشرف! 
   عزيزي إن الطاعة هي الطريق للبركة، والطاعة الحقيقية ليست شعارات نتشدق بها بل حياة نحياها.  وسيدنا الكريم الذي أطاع حتى الموت كوفئت طاعته بأن رفَّعه الله ومجده.
                                                                 

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com