عدد رقم 4 لسنة 2012
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
لو كنت مكاني  
أهلاً بكم أعزائي الشباب مع عددٍ جديٍد من بابكم "لو كنت مكاني"   
كنا قد طرحنا في العدد السابق رسالة وصلتنا من الصديقة (م . ح) تقول فيها:

   أنا فتاة جامعية من إحدى محافظات الصعيد وسني20 عامًا، أنا الأخت الأكبر لأختين وولد،  قبلت الرب كمخلص لي منذ 7 سنوات، ومن يوم تعرفي بالرب وأنا أعيش أسعد أيامي على الأرض، ولكن دائمًا تأتي المنغصات من والدي، فهو كان ولا يزال قاسيًا عليَّ في تربيتي بطريقة لا تخلو من الإهانة والتحقير، فهو لا يدرك احتياجي إلى الحب والشعور بالقيمة والكرامة خاصة في هذا السن، كما أنه لا يدرك اختلاف الأجيال وطبيعة العصر الذي نعيش فيه.  إنه يفرض عليَّ حصارًا ولا يعطيني مساحة من الحرية كباقي الفتيات، فأنا إلى الآن ممنوعة من امتلاك موبايل أو كمبيوتر شخصي، وأيضًا ممنوعة من التعرف على أصدقاء أو صديقات في الجامعة أو الخروج معهن.  أنا أشعر بمرارة وكراهية تجاه والدي، ولست ادري ماذا أفعل؟ 
                                                                            أختكم (م .ح)


 وفور نشر هذه الرسالة ورد إلينا على صفحتنا على  facebook عددٌ من مشاركات  الشبان والشابات تجاوبًا مع مشكلة صديقتنا (و.ح)، سأسرد هنا بعضًا منها:

لظمي سعد: 
"اشكري الرب لأجل أبوك، فالشكر طريقة رائعة في تقبل الظروف فهو بكل تأكيد يخاف عليك، لذلك لا تظهري روح الكراهية والمرارة بل روح المحبة.  قربي منه بروح الاتضاع، وتحدثي معه علي انفراد، وصلي لكي يغيره الرب ويعطيكي نعمة في عينيه"

 عادل فتحى:
"إن أباك الحلو الذي ربما ببساطة يعمل هذا بسبب ظروف الأيام الحالية، لكن بالتأكيد للفائدة، أقول له إن الإيمان حتى وإن كان يعلمنا الانفصال عن العالم، لكنه لا يعلمنا الانعزال، فنحن لسنا من العالم لكننا نعيش في العالم، وهناك خطر علي الأبناء ولا سيما البنات من الضغط الزائد بسبب الصراعات في الجامعة بين الأصحاب،  فأنصحك أنت أيها الأب أن تعطي لها حرية متزنة وتتابعها بكل محبة كما كان يفعل مردخاي مع إستير، لكي تحبك ولا تكرهك ولكي تكون أبًا صالحًا، ولا تنسى أن الممنوع مرغوب".

فاتن ذكي: 
كثيرًا ما يقسو الأهل على أولادهم، وفي نظرهم أن هذه محبة، ولا بد من الخوف على البنات.  ولا يعلمون أنهم يسببون لهم أزمة نفسية تستمر معهن مدى الحياة، وفي النهاية شخصية البنت تكون ضعيفة، وعندها شعور بالنقص، لكن الله عنده المنفذ.  اطلبي من الله أن يغير والدك ويعطي له قلب أب محب يحنو ويترفق كالآب السماوي. 

وبعد أن تصفحنا معًا مشاركات أصدقائنا، تعالِ بنا أختي العزيزة ( م.ح ) لنحاول أن نقترب من مشكلتك بطريقة عملية، لعلنا نجد ما يساعدك على تجاوز أزمتك.

أهنئك يا أختي 
نعم أختي (م . ح)، فإني أشعر بدافع صادق لتهنئتك من القلب:

أولاً لكونك قد اتخذت أحكم قرار في الحياة ألا وهو قبولك للرب يسوع مخلصًا شخصيًا لحياتك في سنٍ مبكرة، فالكتاب يقول: "اذكر خالقك في أيام شبابك".

ثانيًا: أهنئك لكونك فتاة ناجحة قد وصلت في تعلمك إلى المرحلة الجامعية، وهذا إكرام من الرب لك. 

الأباء إكرام من الرب للأبناء
حري بك أن تشكري الرب لوجود أب لك في هذه الحياة حتى وإن كان قاسيًا، كما تقولين، فكثيرات وكثيرون – وأنا واحدٌ منهم – قد حرموا من نطق كلمة "بابا" لسببٍ أو لآخر، وذاقوا في حياتهم مرارة اليتم، وتمنوا ولو للحظة وجود أبٍ لهم مهما كانت هيئته أو مركزه أو وظيفته، إلا أنه كان للرب رأي آخر صالح، قد كشف لي ولغيري من خلاله، عن شخصه كأبٍ رائعٍ كافٍ في كل الظروف.  أقول لك أهنئك لوجود أبٍ يجاهد بإخلاص من كل قلبه أن يحافظ عليك من غدر الزمان وشراك الحياة - حتى وإن أخطأ التعبير عن محبته لك وتعامل معك بعنف وقسوة، وهذا ما سوف نتكلم عنه في هذا العدد – إلا أنه بلا شك من منطلق محبته الشديدة لك وحرصه الكبير عليك، قد رسم لكِ حدودًا للعلاقات وأرسى لك قواعد للمعاملات.

تربية الأبناء هل بالقسوة أم اللين.

بلا شك، أننا نتفق في أن الأولاد هم عطية من الرب ومصدر بركة وسعادة للوالدين. وإذا أردتِ أن تعرفي ذلك فاسألي أبوين قد تأخر إنجابهما شهورًا وليس سنينًا، أقول لكِ أنك ستجدين نفسك أمام قلبين منكسرين وعينين دامعتين، ولكن بمجرد ظهور أي بوادر للحمل ستجدين أن السعادة قد حلت على ذلك البيت، وتكتمل بولادة هذا الوليد. 

ثم بعد ذلك وفي المرحلة العمرية التي تسبق المدرسة، أي من سن سنة وحتى 6 سنوات فإن الآباء ينقسمون إلى فريقين:

 فريق يرى في القسوة والردع في التربية والمراقبة والحصار والحرمان سواء في الخارج من صداقات المدرسة أو الجامعة، أو في الداخل من تليفزيون وموبايل وانترنت، وسيلة لحفظ أولادهم ولتجنيبهم مغريات العالم ومسببات الفساد والضياع.

أما الفريق الآخر، فريق اللين والتدليل فيجد في ولادة الأولاد فرصة لتحقيق وإنجاز ما لم يحققوه أو ينجزوه هم في طفولتهم.  فترى هؤلاء الآباء يغدقون على أبنائهم العطايا والهدايا دون سقف أو ضابط، بل وتجدهم يتساهلون في تربيتهم بشكل خطير، فلا يعنفونهم أو يوجهونهم إذا أخطأوا، ولا يضعون أي حدود أو قواعد للتربية. 

لكن القسوة في تربية الأبناء تؤدي بكل تأكيد إلى نشوء أبناء مشوهين نفسيًا، فاقدين الأمان والثقة في أنفسهم بأنهم محبوبون ومقبولون، كما أن القسوة تجاه البنات بالتحديد تؤدي إلى كبت مشاعر الاحتياج إلى الحب والاهتمام والمساحات المقبولة من الحرية، وبكل تأكيد سيظهر التعبير عن هذه المشاعر فيما بعد للشخص الذي يظهر الاهتمام والرعاية، وقد يكون هذا الشخص للأسف زميلاً للدراسة أو شخصًا من دين آخر يستغل جوع البنت للحنان وتكون النتائج مدمرة.

وهكذا كثيرون من الآباء أرادوا الحزم فجنحوا نحو القسوة، وكثيرون غيرهم أرادوا اللين فجنحوا نحو التساهل، غير مدركين أن تربية الأبناء تتطلب "حزمًا دون قسوة ولينًا دون تساهل".

" حزمٌ دون قسوة ولينٌ دون تساهل "

هذه قاعدة هامة في علم تربية الأبناء، لكن عظمتها في أن كلمة الله هي التي وضعت أساساتها، فالله الذي أسس العائلة لم يتركها دون دليل أو نور يحدد كيفية ممارسة الأدوار بين أفراد الأسرة، سواء بين الرجل والمرأة، أو بين الأبناء والآباء.  فها كلمة الله تقول للرجال والنساء: 
  "أَيَّتُهَا النِّسَاءُ، اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا يَلِيقُ فِي الرَّبِّ. أَيُّهَا الرِّجَالُ، احِبُّوا نِسَاءَكُمْ، وَلاَ تَكُونُوا قُسَاةً عَلَيْهِنَّ" (كولوسي3: 18 ،19).

كذلك تقول للأولاد والآباء:
"أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، أطيعوا والديكم فِي كُلِّ شَيْءٍ لأَنَّ هَذَا مَرْضِيٌّ فِي الرَّبِّ. أَيُّهَا الآبَاءُ، لاَ تُغِيظُوا أوْلاَدَكُمْ لِئَلاَّ يَفْشَلُوا" (كولوسي3: 20و21).
"أَيُّهَا الأَوْلاَدُ أطيعوا والديكم فِي الرَّبِّ لأَنَّ هَذَا حَقٌّ. أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ، الَّتِي هِيَ أَوَّلُ وَصِيَّةٍ بِوَعْدٍ، لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ خَيْرٌ، وَتَكُونُوا طِوَالَ الأَعْمَارِ عَلَى الأَرْضِ. وَأَنْتُمْ أَيُّهَا الآبَاءُ، لاَ تُغِيظُوا أَوْلاَدَكُمْ، بَلْ رَبُّوهُمْ بِتَأْدِيبِ الرَّبِّ وَإِنْذَارِهِ" (أفسس6: 1-4). 

ومن خلال هذه الأعداد السابقة نتعلم أن:

1- دور الآباء المخول لهم من عند الرب هو التربية، والتربية لا تعني فقط تقويم الخطأ لكنها تعني أيضًا الرعاية والاهتمام والإطعام والتوجيه.  وهذا هو المطلوب من الآباء تجاه أولادهم.

2- على الآباء ألا يغيظوا أولادهم بالطلبات غير المعقولة، والقسوة غير المبررة. 

3- على الآباء أن يربوا أولادهم بتأديب الرب وإنذاره. 

4- التربية يجب أن تكون في الرب، أي يجب أن تتوافق مع مشيئة الله المعلنة في الكتاب المقدس.

5- على الأبناء أن يطيعوا والديهم لأن هذا حق، بغض النظر عن كون الأب مؤمنًا أم غير مؤمنٍ، قاسيًا أم حنونًا، فكونه هو الأب هذا يتطلب من الأبناء الطاعة والخضوع. 

6- طاعة الأبناء لآبائهم يجب أن تكون في الرب، أي كأنها طاعة للرب لأن الرب هو الذي رسم هذا الترتيب وهذه السلطة في الأسرة، لكن طبعًا هذه الطاعة تتوقف عند حد التعدي على حقوق مجد الرب.

7- إن طاعة الوالدين في الرب لهي من مسببات الخير والبركة للأبناء. 

تعويضات الآب السماوي
الأخت (م .ح)، لقد ذكرتِ لي في رسالتك أنك فتاة رقيقة هشة تحتاج إلى الاحتضان، لذلك أرجوك أن تعلمي أن الله المحب والكريم قد أجزل لك الخير بموت ابنه لأجلك على الصليب، وهذا هو البرهان الأعظم أن الله في صفك ويحبك.  كما أنه بقبولك موت المسيح لأجلك على الصليب قد دخلتِ في علاقة حية مباشرة مع الله باعتباره "أبوكِ"، ولكِ أن تتمسكي بهذا الحق، فحتى لو شوهت قسوة الأب الأرضي معنى الأبوة، سيبقى الله هو أبوكِ، وهو بحضنه الدافئ الرحيب يمكنه أن يحتوي حيرتك وضيقتك بل ويحتويكِ بكل مخاوفك واحتياجاتك، فلا تفشلي أبدًا.

حتمية الغفران 
يخطئ الآباء كثيرًا عندما يفقدون الاتزان بين الحزم واللين كما ذكرنا، وفي الانحراف تجاه أي منهما وخاصة تجاه القسوة، يشعر الأبناء بمشاعر مرعبة من الغيظ والمرارة تجاه آبائهم وهذا ما حدث معك.

فكونك فتاة وكونك الابنة الكبرى، هذا جعل والدك يفرط في التقييد على حريتك ظنًا منه أنه يحميكِ لكونك فتاة، ويحمي أخواتك لكونك الكبرى والقدوة لهن، وكما اتفقنا أختي (م .ح) أنه من منطلق حرص والدك عليكِ قد تعامل معك هكذا، لذلك لا تجعلي مشاعر المرارة تتفجر داخلك تجاهه، وإنما عليك بالغفران، فالغفران والغفران وحده هو الذي يستحضر السلام لنفسك، والغفران والغفران وحده هو الذي يستحضرك أنت شخصيًا عند صليب المسيح لتكتشفي شيئين:
أولاً: كم أنت ثمينة ومُقدرة في عيني الله حتى أنه ضحي بابنه على الصليب لأجلك.

ثانيًا: كم كانت إساءتك أنتِ شخصيًا للمسيح أعظم بما لا يقاس من إساءة والدك لكِ، وبالرغم من ذلك قد غفر لكِ الرب، وإن كان قد غفر لك الكثير،
ألا تغفرين أنتِ لوالدك القليل؟ 

إن عدم غفرانك لوالدك، سيجعل شعور المرارة مسيطرًا على حياتك ليتحول إلى شعور بالكراهية ورغبة في الانتقام، وهنا سيكون الشيطان هو الرابح الأعظم، وتكونين أنتِ هو الخاسر الأعظم، كما أن عدم غفرانك لإساءات والدك لك قد تعوقك عن الشركة مع الرب والفرح بالرب والتمتع بكلمته، فإن من أهم شروط الصلاة المستجابة، والشركة الناجحة أن تكون أيادينا المرفوعة للصلاة طاهرة بلا جدل ولا خصام.  لذلك اطرحي كل إساءة عند صليب المسيح وتحرري من ثقل المرارة والرثاء للنفس.

في النهاية أريد أن أقدم نصيحة ختامية موجهة للأب أولاً، ثم نصيحة موجهة لكِ أنت أختنا العزيزة.
أولاً : أخي الكريم والد الفتاة (م . ح)، اعلم تمامًا أن الأبناء عطية وميراث من عند الرب لك، وليسوا ملكًا مباشرًا لك تتصرف فيهم كما تشاء، وإنما أنت وكيلٌ على بناتك ويجب عليك أن تربيهن بحسب منهج وقواعد التربية التي رسمها لك الرب المعطي في كلمته المقدسة.  لذلك يجب أن تحرر ذهنك من كل مبادئ خطأ في تربية الأبناء، ربما تكون قد اكتسبتها من ثقافات أخرى محيطة بنا ترى في الفتاة عارًا وعورة، يجب حبسها وحجبها عن الأنظار، ولا تنسى أن الصلاة لأجل بناتك، وعبادة الرب مع بناتك، والحوار مع بناتك، ومصادقتك لبناتك هو الأسلوب الأمثل والفعال في حفظ بناتك وجعلهن يهربن إليك وليس منك. 

أما أنتِ يا أختي العزيزة، فكما بدأت كلامي معكِ، يجب أن تشكري الرب من أجل وجود أب لك في الحياة مهما كانت قسوته.  وعليك أن تتعاملي مع قسوته على أنها تدريبات من الرب يبغي من ورائها نضوجك الروحي وفطامك النفسي وإعدادك لخدمته لتشجعي من يتألمون مثلك فيما بعد. 
ولا تنسي أن الله هو أبوكِ، وكل ما يخصك من صغير أو كبير هو موضع اهتمامه الشخصي.  لذلك:

صلي لأجل والدك. 

افتحي حوارًا معه عبِّري فيه بصراحة عن شعورك بالمهانة من طريقة تعامله معك.

اجعلي والدك يثق فيكِ ولتزداد مساحات الثقة بينكما.

خذي المبادرة وأظهري اهتمامًا خاصًا به. 

ضعي ثقتك في الرب وانتظريه وحده.
***

   والآن أصدقائي الشباب أعرض عليكم رسالة جاءتنا من الأخ " أكرم " يقول فيها:
   أعزائي باب "لو كنت مكاني": 

   اسمحوا لي أن أعرض عليكم مشكلتي، فأنا شاب في الخامسة والعشرين من عمري، نشأت في أسرة مسيحية تواظب على حياة القداسة والتقوى، كما أن للاجتماعات غلاوة ومكانة خاصة على قلوبنا جميعًا أنا وأبوي وإخوتي. 
   المشكلة بدأت من 5 سنوات، عندما كنت حاضرًا أحد الاجتماعات الروحية، وعقب الاجتماع تجاذب أخوان أطراف الحديث الذي بدأ بعتاب بسيط، ثم تحول فجأة إلى شجار عنيف استُخدمت فيه ألفاظ لم أسمع مثلها من قبل، مما أصابني بذهول لما رأيته وسمعته، ولا سيما أن الأخوين من المتقدمين والمسؤولين في الاجتماع المحلي.
   ومن يومها، ومنذ 5 سنوات، وأنا انقطعت تمامًا عن حضور الاجتماعات، وتعثرت عثرة كبيرة جدًا أفقدتني احترامي للجميع ومصداقية الأمور الكنسية. ماذا أفعل؟
                                                                                                                                                                  أخوكم "أكرم"

إن كان لديكم مشاركة أو رأي أو نصيحة مقدمة إلى أكرم، يمكنكم إرسالها إلينا، ونحن سنعرض في العدد القادم ما نراه مناسبًا لمساعدته.
برجاء أن لا تزيد المشاركة عن خمسة أسطر أو 80 كلمة.  أيضًا لو كان لديكم  مشكلة أو تساؤل أو استفسار في أي موضوع، يمكنكم مراسلتنا على:
 البريد الالكتروني   ayad.zarif@gmail.com    
أو انضم إلى الجروب  lawkontmakany على الـ facebook 
أو أرسل لنا رسالة قصيرة SMS إلى 01006650876

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com