عدد رقم 4 لسنة 2011
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
الفَلَك يُخبر بعمل يديه  
 «ارفعوا إلى العلاء عيونكم وانظروا، مَنْ خلق هذه؟» (إش26:40).
 على بُعد 93 مليون ميلاً من كوكب الأرض نجد أقرب نجم لنا وهو ما يُسمَّى ”الشمس“.  إنها عبارة عن كرة مُلتهبة ومُتقدة بالنيران.  فهي ليست كما اعتدنا أن نرسمها كأطفال، لطيفة وسعيدة وهادئة بوجه مُبتسم وهي تُشرق في السماء.  إن درجة حرارتها تبلغ 10000 ف. عند السطح، وهي ذات طاقة هائلة تعادل ملايين القنابل النووية التي تنفجر كل ثانية.  إنها قوية للغاية وترسل أشعتها الضوئية للخارج بسرعة 186000 ميل/ ثانية.  وشعاع الضوء الواحد يحتاج نحو 8 دقائق فقط ليقطع هذه المسافة التي تبلغ 93 مليون ميلاً حتى يصل إلى الأرض.  هذا النجم الهائل الذي يحوي هذه الطاقة الجبارة، هو أكبر من حجم الأرض مئات المرات، ولقد تكوَّن بكلمة واحدة من فم القدير، «هو قال فكان، أمر فصار» (مز9:33).  هذا يرينا عظمة إلهنا وقوته.  والمسافة بين الأرض والشمس ثابتة لا تتغير منذ أن صُنعتْ، وذلك بعناية القدير.  وفي لقطة من معهد الشمس السويدي الذي يقوم بدراسة متخصصة عن سطح الشمس، أظهرت المنظر كأنه ألسنة لهيب من نار بشكل مُرعب.  ويقول العلماء إن مجموع إنتاج الطاقة الأمريكية بالكامل لمدة 7 مليون سنة يعادل ما تنتجه الشمس من طاقة في ثانية واحدة فقط!!! وهذا مجرد نجم واحد بين بلايين النجوم في مجرة درب اللبانة التي ننتمي إليها، والتي بدورها مجرة واحدة بين مئات البلايين من المجرات في الكون المعروف حتى الآن الذي خلقه الله ويحمله بكلمة قدرته.

   وإذا ابتعدنا أكثر في هذا الفضاء الواسع، مستخدمين مقياس السنة الضوئية والذي عرفنا أنه يعادل 5.88 تريليون ميلاً، وهي المسافة التي يقطعها الضوء بسرعة 186000 ميل / ثانية لمدة سنة، سنكتشف أن مسافة ال93 مليون ميلاً التي تبعدها الشمس لا تُحسب شيئًا.  والآن لنأخذ قفزة كبيرة في الفضاء لمسافة 440 سنة ضوئية، وهناك سنرى شيئًا بديعًا حقًا، وقد ورد ذكره في الكتاب المقدس وبالتحديد في سفر أيوب أصحاح 38 حيث نسمع كلمات الرب لأيوب وهو يحاججه ليشعره بضآلته قائلاً:

 «هل تربط أنت عُقد الثريا، أو تفك رُبُط الجبار»؟ (أي31:38).

 وكان الرب يشير إلى ذلك النظام البديع لهذه المجموعات التي تظهر على شكل الثريات العنقودية المرتبطة معًا بسلاسل في الفضاء الفسيح على هذا البعد الشاهق من الأرض.  وأيوب في بساطة الطفل كأنه يجيب: لا.  لكن القدير هو الذي صمَّمها بهذا الشكل ويحفظها مرتبطة معًا هكذا! ولنعلم أن الذي يحمل الفَلَك بكلمة، يحمل الحملان في حضنه وعلى كتفيه، فما أعظمه وما أمجده! ما أحلاه وما أقواه!
                                             عن عالم فضاء مسيحي أمريكي في وكالة ناسا    

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com