عدد رقم 4 لسنة 2011
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
أروع معنى للحياة  

   عرف فيليب، الفتى الصغير، الرب منذ طفولته كالمخلص الشخصي له.  وكان رغم صغره مصابًا بمرض خطير أثَّر على شكله وصحته العامة بشكل خطير، كما أنه كان يعلم تمامًا أن حياته على الأرض قصيرة.  ورغم ما كان يناله من سخرية من بعض الذين يُقيِّمون الأمور بمظهرها الخارجي، إلا أن الابتسامة لم تكن تفارق وجهه، وكلمات الشكر كانت باستمرار على فمه.  كان يعلم أن الرب هو الذي سمح له بذلك وكان يتقبل الأمور من يده، وكانت آيته المُفضَّلة هي: «نعم أيها الآب لأن هكذا صارت المسرة أمامك».

   وفي ذات يوم وهو يحضر فصل الشبيبة في كنيسته، وبعد درس عن معنى الحياة الحقيقية في المسيح، وزَّع مدرس الفصل على كل واحد من الحاضرين صندوقًا صغيرًا أنيقًا جدًا، وطلب من كل واحد أن يأتي الأسبوع التالي وقد وضع في الصندوق رمزًا لمعنى الحياة كما يراها.
   في الأسبوع التالي، حضر الجميع وطلب منهم المدرس أن يضعوا صناديقهم على المنضدة ليقوم هو بفتحها، وعند فتح كل صندوق على صاحبه أن يشرح لماذا اختار هذا الرمز.

   فتح المدرس صندوقا، فوجد فيه فراشة بديعة الألوان طارت على الفور في حرية، علَّق صاحب الصندوق بالقول: إن الحياة الحقيقية هي حياة الحرية في المسيح من كل قيود الخطية والعبودية من إبليس. وفي صندوق آخر وضع صاحبه فيه زهرة بديعة؛ مُعلِّقًا أن الحياة في المسيح جميلة تفوح منها رائحة المسيح الذكية.  وآخر وضع صورة لقلبين مُوضِّحًا أن الحياة الحقيقية هي الحب.  وآخر وضع صورة طفل وقال: إن السعادة الحقيقية في الحياة هي البساطة والإخلاص مثل الطفل.  وآخر وضع صورة يد أب يُمسك بيد طفله الصغير وقال: إن الحياة هي في الشعور بالأمان وأننا في رفقة الرب الكبير والقدير.

   وهكذا واصل المدرس فتح الصناديق حتى لم يبق إلا الأخير، فتحه المدرس فإذا به فارغ.  علت علامات الدهشة وجوه الجميع، لكن صاحب الصندوق - وكان هو فيليب – قال: لقد قصدت أن أترك الصندوق فارغًا لأن أروع معاني الحياة بالنسبة لي أن قبر المسيح أضحى فارغًا إذ قام منتصرًا على الموت، وكذا كل قبور المؤمنين الذين يرقدون في المسيح ستصبح هكذا فارغة يوم مجيئه، إذ سيكون مكانهم مع المسيح في السماء.  استوعب الجميع قصد فيليب وتأثروا به.

   لم يمر وقت كبير حتى فارق فيليب الحياة ليكون مع المسيح حيث الأفضل جدًا. وفي جنازته سار رفقاؤه في الفصل حاملين لا الورود بل صندوق فيليب الفارغ واثقين أنه سيقوم بجسد المجد، وسيكون بطول الأبدية مع المسيح في السماء.  وأنت يا عزيزي القارئ كيف ترى الحياة؟

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com