عدد رقم 4 لسنة 2011
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
"لو كنت مكاني"  
أهلاً بكم أعزائي الشباب مع عددٍ جديٍد من بابكم "لو كنت مكاني" 

نشكركم لأجل تجاوبكم الرائع وردود أفعالكم المشجعة تجاه ما قدمناه في العدد السابق بخصوص رسالة صديقنا إيهاب والذي يشكو من مشاكل وخلافات مع زوجته تهدد سلامة البيت، والآن أقدم  إليكم بعضًا من مشاركاتكم التي وردت إلى صفحتناlawkontmakany  على facebook:
"لا بد من وجود محبة باذلة في فعلها مهما كان شريك الحياة ومهما كانت المشاكل التي غالبًا سببها الأنانية والذات.  وإذا قدم كل طرف للآخر محبة قوية ولم يفكر في نفسه بل كيف يرضي الآخر فإنه لا أحد يستطيع أن يقاوم هذه المحبة الصادقة، وستكون وجهات النظر متفقة مع بعض ولا داعي للاختلافات"   نانسي نادر. 

يقول الوحي المقدس: "كونوا ساكنين بحسب الفطنة مع الإناء النسائي كالأضعف"،  والتي نفهم منها ومن غيرها من الآيات اختلاف نفسية المرأة وفكرها عن الرجل حيث أنهاعاطفية وحساسة أكثر في أمور حياتها وقراراتها.  هذا ليس تقليلاً من شأنها لكن قصد الله منه هو بنيان وتكميل الطرفين لبعضهما.  فرجاء مراعاة ذلك وأن يتسع صدرك لزوجتك، ولا تخف على بيت مبني على الصخر من أي اختلافات بل سلما أموركما للرب، ومع الصوم والصلاة ستتحدا في مشيئة الرب الصالحة"   رفيق نادر

والآن صديقي إيهاب دعني ألقي الضوء على بعض النقاط الخاصة بموضوع رسالتك، ثم أختم حديثي معك ببعض النصائح الروحية والعملية التي أصلي- حتى وإن كانت قصيرة وضعيفة- أن يستخدمها الرب لتشجيعك وإرشادك.

أولاً: نقاط مضيئة في رسالتك:

لقد أشرت في رسالتك أنك مؤمن ولك علاقة بالرب يسوع، وأنك صليت لأمر زواجك وكانت زوجتك هذه استجابة صلاة.  وهذا في حد ذاته كفيل أن يطمئنني جدًا عليك يا صديقي.  لأن الرب الصالح لا ولن يتخلى أبدًا عن إرشاد وقيادة من سلموه حياتهم وتعلقوا به في كل قراراتهم. 

ثانيًا: صدمات ما بعد الزواج:

نأتي هنا للموضوع الهام جدًا والذي يسبب الحيرة للسواد الأعظم من المتزوجين حديثًا.  فكثير من الأزواج والزوجات يحمل آمالاً وتطلعات كبيرة، قد يكون بعضها وهميًا وبعضها الآخر واقعيًا، ومهما كان الزواج سعيدًا، أو مهما كانت درجة التفاهم والتناغم بين الزوجين، تبقى هناك أمور واقعية لم تكن في حساب أحد الطرفين.  ومن الصدمات التي قد تواجه الزوجين بعد الزواج، وخصوصًا بعد انتهاء فترة شهر العسل والتي قد تستمر لسنة أحيانًا:
1- انخفاض مستوى الشوق واللهفة للقاء عما كنتما عليه في فترة الخطبة.  وهذا ليس مؤشرًا على قلة المحبة وإنما واقع الحياة، ووجودكما المستمر مع بعضكما دائمًا بخلاف أيام الخطبة عندما كنتما تعيشان في بيتين مستقلين.
2- انكشاف بعض الأمور والطباع التي لم تسمح فترة الخطبة كشفها، سواء لطبيعة العلاقة المتحفظة أو لمحاولة كل طرف أن يرضي الآخر وأن يظهر في أحسن صورة أمامه.
3- الشعور بالوحدة الناتج عن انشغال أحد الطرفين بعمله طول اليوم خارج المنزل.
4- تعلق أحد الزوجين  بعائلته حتى بعد الزواج، وعدم الموازنة بين معنى أن يترك الرجل أباه وأمه وبين أن يكرم والديه.  هذا التعلق المستمر يؤدي إلى بعض الخلافات بين الزوجين.

فهم الاختلافات يجنبكما الخلافات:

«أحمدك من أجل أني قد امتزت عجباً. عجيبة هى أعمالك، ونفسي تعرف ذلك يقينًا» (مز 14:139).
   هناك حقيقة هامة جدًا ينبغي على كل زوجين معرفتها، وهذه الحقيقة هي أن الرب عندما خلق الإنسان خلقه ذكرًا وأنثى، وبالتالي فالرب بارك هذا التميز، تميز المرأة عن الرجل وتميز الرجل عن المرأة.  وبالرغم من التشابه والتقارب الكبير بين الرجل والمرأة، إلا أنه توجد اختلافات عديدة بينهما صنعها الرب بإتقان لكي تحقق التكامل، على سبيل المثال: 

أولاً: الاختلافات الجسدية:

حجم المخ: فحجم مخ المرأة أصغر من مخ الرجل بنسبة 10 إلى 15 % مع قيامهما بنفس الوظائف.  وعند تركيز الرجل في شيء ما فإن بعض خلايا مخه تضيء وتتنبه، بينما عندما تركز المرأة في شيء فإن معظم خلايا مخها تضيء وتتنبه.  وهذا يفسر لماذا عندما يركز الرجل في شيء لا يستطيع ملاحظة بعض الأشياء الأخرى، على العكس من المرأة التي يمكن أن تركز في أكثر من شيء في نفس الوقت.  لذلك فإن عدم فهم هذا الاختلاف يولد مشاكل بين الزوجين إذ تظن الزوجة أن زوجها يتجاهلها لأنه منهمك في شيء آخر ولا يستطيع أن يستقبل منها أي معلومة أو طلب أثناء ذلك. 
وفي مجال التعبير عن المشاعر يلجأ الرجل إلى الأفعال والانفعال كتعبير عن الغضب، أما المرأة فتعبر عن غضبها بالكلام. 
المرأة تتكلم كثيرًا أكثر من الرجل، فالدراسات أثبتت أن متوسط عدد كلمات المرأة في اليوم يصل إلى 20000 كلمة أما الرجل فمتوسط عدد كلماته يصل إلى 7000 كلمة.  أي بمعدل كل كلمة للرجل يقابلها 3 كلمات للمرأة.  ومعظم الرجال يستنفذون كل كلماتهم في العمل خارج المنزل وعندما يعودون متعبين ومجهدين تكون المرأة ما زالت تحتفظ بآلاف الكلمات وتريد أن تفتح حوارات مع زوجها، وعندما لا تجد رد فعل منه فإنها تظن أنه يتجاهلها ويرفض الحوار، ومن هنا تبدأ الخلافات.
يختلف مخ المرأة عن مخ الرجل في استقبال الأصوات.  ذلك أن حاسة السمع لدى المرأة أقوى منها عند الرجل، فهي قادرة على التقاط همسات الآخرين في حين قد يلاحظ الرجل ما يجري دون أن يلتقط الهمسات، كما أن المرأة غالبًا تفضل نبرات الصوت المنخفض  .
اختلافات الهيكل العظمي، فعدد خلايا العظم أقل عند المرأة، كما أنها لا تستطيع أن تقوم بالمهام التي تحتاج إلى عضلات قوية.  بل وأيضًا هي أكثر عرضة لمرض هشاشة العظام.  كما أن حجم قلب المرأة وحجم الرئتين أقل من قلب ورئتي الرجل، مما يجعلها تشعر بالتعب من أقل مجهود أكثر من الرجل.  وإن لم يتفهم الزوج هذا فإنه يلوم زوجته كثيرًا على شكواها من التعب المستمر نتيجة المجهود البدني، وتأجيل بعض المهام المنزلية.

ثانياً: الاختلافات النفسية:

  الرجل يستمد قيمته من عمله بينما المرأة تستمد قيمتها من نجاح العلاقات.

الرجل لديه حساسية تجاه أي تعليق على إنجازاته وقدرته على تسديد احتياجات أسرته، أو قوته العضلية وحماية أسرته.  أما المرأة لديها حساسية تجاه أي تعليق على دورها كزوجة وكأم كما على مظهرها وجسدها وأنوثتها وملابسها.   
الرجل أمام المشاكل ينغلق ويدخل في وجوم ويصمت، أما المرأة فتتكلم أكثر وتتواصل وتتباحث في الموضوع مع آخرين.

ثالثاً: الاختلافات العاطفية: 

المرأة تتفاعل مع الأحداث بعاطفتها وأيضًا تعبر عن نفسها بانفعال، أما  الرجل يميل أكثر نحو المنطق والموضوعية والعقلانية.
يوجد لدى المرأة ما يُسمى بالحدس، وهي القدرة على التخمين وتوقع الأشياء، وهي عند المرأة نتيجة أن لها قدرة طبيعية على متابعة التفاصيل، كما أنها تستطيع التركيز في أكثر من أمر في نفس الوقت، مما يمكنها من استنتاج الأشياء أو تكوين انطباع معين عنها غالبًا ما يكون صحيحًا.  وعلى الرجل أن يحترم ذلك ويأخذه في الاعتبار. 
التغيرات المزاجية عند المرأة أكثر حدة بسبب التغيرات الهرمونية، فتكتئب بسرعة وتعود بسرعة، أما الرجل فيأخذ وقتًا سلبًا أو إيجابًا.  كما أن المرأة تحب الاستقرار وتفزع من التغيير المفاجئ، بينما الرجل ليس عنده مشكلة في القرارات السريعة.  
الأدراج والدولاب: الرجل حياته مقسمة إلى أدراج أو صناديق، ولكل شيء صندوقه الخاص به مثل صندوق العمل أو صندوق البيت أو الأمور الروحية .. الخ، وهو يركز في صندوق واحد فقط.  أما المرأة فحياتها كلها دولاب واحد أو صندوق واحد مما يجعلها تفكر في كل شيء في وقت واحد، ولو حدث خلل في أي جزئية فإنه يؤثر على باقي حياتها.

المراجع المقتبس منها هذه الاختلافات بين الرجل والمرأة هي:  
 Fiona Macrae : http://www.dailymail.co.uk/femail/article-419040/Women-talk-times-men-says-study.html
Amber Hensley :http://www.mastersofhealthcare.com/blog/2009/10-big-differences-between-mens-and-womens-brains/ 
Mark Gungor  : : http://www.laughyourway.com

وما العمل إذن؟!

لقد قصدت من سردي لهذه الاختلافات بين الرجل والمرأة يا صديقي القارئ أن تعلم أن شريك حياتك ليس نسخة منك، وإنما هو كيان متميز عنك، له طريقة تفكيره وطريقة تعبيره وردود أفعاله التي تختلف عن طرقك وردود أفعالك تمامًا.  وبالتالي عليك بالآتي:
التمس العذر لشريك حياتك ولا تتوقع منه أن يكون نسخة متطابقة منك. 
إن كنت قد عرفت بناء على هذه الدراسة مواصفات شخصية شريك حياتك واختلافه عنك، فعليك أن تختار المفتاح والأسلوب المناسب لشريكك مما يضمن التقارب بينكما ويحميكما من التضاد.
أشكر الرب على هذا التميز والاختلاف بينكما، فإن الغرض منه هو أن يكمل أحدكما الآخر.
اطلب حكمة من الرب في التعامل مع شريك حياتك في الأوقات التي تشعر فيها أن قواك على الانتظار والتكيف معه قد خارت.  ودع الرب يتدخل لأنه هو الذي صنعكما وميزكما، ويستطيع أن يقربكما ويضمن دوام علاقتكما في جو المحبة والسلام.
لذلك صديقي إيهاب، لا تعتبر ما ظهر من اختلافات بينكما بعد الزواج هو دليل سوء اختيارك لشريكك، وإنما اقبل شخصية شريكك كما هي كتكميل لشخصيتك، ولتكن شخصيتك تكميل لشخصية شريكك، واطلب قيادة الرب لخطوات حياتك القادمة.
"كذلكم أيها الرجال كونوا ساكنين بحسب الفطنة مع الإناء النسائي كالأضعف معطين إياهنّ كرامةً كالوارثات معكم نعمة الحياة لكي لا تعاق صلواتكم" (1بطرس7:3).
****
والآن دعوني أعزائي أسرد عليكم قصة أخرى وردت إلى بابنا من شاب يريد المساعدة .

"أنا اسمي رؤوف، أعرف الرب منذ سنوات وكانت لي شركة معه أثناء دراستي الجامعية، وكافحت حتى إنهاء دراستي لكي ألتحق بوظيفة توفر لي حياة كريمة أنا وأسرتي ماديًا، إلا أنني وجدت نفسي بعد التخرج كما آلاف مثلي لاجئيين يوميًا على أبواب الشركات بحثًا عن أي فرصة عمل ولم أجد.  ثم أكرمني الرب من حوالي 9 أشهر بعمل في شركة تسويق أكسبني خبرة جيدة وكنت ناجحًا ومسرورًا بها.  ولكنني وجدت نفسي بعد أحداث 25 يناير في الشارع، حيث تم الاستغناء عني ولم أجد أي فرصة عمل أخرى.  لقد أصبت بالإحباط  وفي داخلي مرارة لما يحدث لي.  لماذا سمح الله بهذا وما الذي بيدي لأعمله؟ "
                                                                                             رؤوف
إن كان لديك مشاركة أو رأي أو نصيحة مقدمة إلى رؤوف، يمكنك إرسالها إلينا، ونحن سنعرض في العدد القادم ما نراه مناسبًا لمساعدته.
أرسل تعليقك أو نصيحتك فيما لا يزيد عن خمسة أسطر أو 80 كلمة، كما لو كان لديك  مشكلة أيضًا أو تساؤل أو استفسار في أي موضوع، يمكنك الكتابة على أحد العناوين التالية:
"لو كنت مكاني"  - 3 شارع أنجه هانم – شبرا – القاهرة 
أو أرسل لنا على البريد الالكتروني   ayad.zarif@gmail.com
أو انضم إلى الجروب  lawkontmakany على الـ facebook 
أو أرسل لنا رسالة قصيرة SMS إلى 0106650876
                                                                     المحب في المسيح  
                                                                                                                                               

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com