عدد رقم 5 لسنة 2010
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
لو كنت مكاني؟  
     أهلاً بكم مرة أخرى أعزاءنا الشباب في باب "لو كنت مكاني"، ونشكركم لأجل تجاوبكم وردود أفعالكم تجاه ما قدَّمناه في العدد السابق بخصوص رسالة صديقنا مايكل، حيث كان يشكو من الفشل في تكوين علاقات طبيعية مع الفتيات في المرحلة الجامعية.  وإليكم بعض ما ورد إلى بابنا من مشاركات:

   فلقد أرسل لنا  صديقنا (جاسر ناجح – عزبة الوجاك – دير مواس)  يقول :

   لا مانع من فكرة الاختلاط ولكن تحت الشروط التالية:

•    التعامل مع الطرف الآخر في وسط مجموعة من الأشخاص وليس تعامل الثنائيات أو تعامل العزلة.

•    تجنب الأحاديث التي تسبب الإثارة والميول العاطفية.

•    عدم تمييز شخص عن آخر في التعامل، أي تكون المعاملة واحدة للكل.

•    عدم التطرق لموضوع الارتباط في المرحلة الجامعية، فليس هذا هو الوقت الصحيح.

   كذلك أرسل لنا صديقنا ( وفيق مجدي – ملوي)  يقول :

   "من وجهة نظر شخصية واختبارية، فإن الاعتدال فى التعامل مع أى شخص سواء كان شابًا أو شابة هو شيء مهم ويُعتبَر من علامات النضوج وله بعض الفوائد مثل :

 1- يصنع منك شخصية مُتزنة نفسيًا وروحيًا.

2-  به تعرف كيف يفكر الجنس الآخر وماذا يفضل وماذا يكره وهذا سيفيدك مستقبلاً.

3-  يفيدك فى طريقة تفكيرك ونظرتك للأمور إذ يعطيك بُعْدًا جديدًا لم تكن تعرفه، فنظرة الشاب تختلف عن نظرة الشابة فى كثير من الأمور.


   أخي المحبوب مايكل، بعد أن رأينا مشاركات أصدقائك الشباب، لي الآن بعض الكلمات البسيطة التي سأهمس بها في أذنيك مُصليًا أن يستخدمها الرب سبب تشجيع لنفسك وردًا على أسئلتك.

إيجابيات في رسالتك :

دعني في البداية أهنئك، لا تستغرب فإني حقًا أريد أن أهنئك لأجل بعض الأمور الجميلة التي رأيتها في رسالتك:

•    أولاً – دعني أهنئك لكونك ابنًا لله، لأنك قد امتلكت أعظم عطية وهي الحياة الأبدية.

•    ثانيًا – دعني أهنئك لكونك لك علاقة وشركة مع الرب منذ الصغر من خلال قراءة الكتاب المقدس وحضور الاجتماعات، فإنك بهذا يا صديقي قد ربطت نفسك بكل مصادر التقوى والنمو الروحي لفهم مشيئة الله، فلا يوجد هناك خوف على مؤمنٍ – شابًا كان أم شيخًا- ربط نفسه بكل مصادر الحياة والتقوى (2 بط 1 :3).

•    ثالثًا - دعني أهنئك لوصولك لكلية الهندسة بتفوق، فتفوقك هذا بالتأكيد يُحَصِّل مجدًا للرب الذي صرنا له.

•    رابعًا – دعني أهنئك أخيرًا لوجود أبوين تقيين مثل والديك، فكثير من الشباب مثلك يفتقدون إلى أبٍ وأمٍ يوجِّهون وينصحون للنفع والبركة ( أم 23 : 22).

   والآن هيا نلقي الضوء على بعض الأمور موضوع حيرتك في رسالتك:

   العلاقات :-

   ليس هناك طرفٌ جانٍ وآخر مجنيٌّ عليه في رسالتك يا صديقي مايكل، فوالداك قد تعبا في تربيتك بإخلاص، وما نصحاك به من عدم مخالطة الجنس الآخر كان من شدة محبتهم لك وحرصهم على تأسيسك رجلاً جادًا مُنضبطًا تحظى باحترام الجميع.  ولا أعتقد أنهما كانا يقصدان أن الجنس الآخر شرٌ يجب القضاء عليه أو الهروب منه، لأن الله الخالق قد خلق الإنسان مُتميِّزًا ذكرًا وأنثى، وهو قد بارك هذا التميُّز.  بالإضافة إلى ذلك فإننا:

•    يجب أن نفهم من البداية أن الإنسان كائنٌ اجتماعيٌ، يحتاج أن يُنشئ علاقات مع المحيطين به سواء كانوا من جنسه أو من الجنس الآخر، وسواء كانوا من نفس عمره أو كانوا مختلفي الأعمار، يؤثِّر فيهم ويؤثِّرون فيه، وتُعتبر هذه العلاقات الاجتماعية - والتي تخضع لضوابط سنتطرَّق لها الآن - من الأمور الهامة والضرورية لتكوين شخصية سوية ناضجة وقادرة على الاندماج في المجتمع.

•    يجب أن نفهم أيضًا أن التعامل بين الجنسين تُحتمه مجالات الدراسة والعمل، والعلاقات العائلية العادية، فهو واقع لا بد منه ولا يمكن تجاهله، ومن الخطإ محاولة منع هذا التعامل بالقوة، لأن ذلك سوف يخلق حواجز نفسية بين الجنسين، تؤثِّر تأثيرات سلبية على نموهم النفسي والاجتماعي والروحي.

   ماهي ضوابط التعامل الأمثل التي تمجد الرب بين الجنسين في كل الميادين مثل الدراسة، العمل، الخدمة ... الخ؟

   يجب أن نعرف أن التعامل بين الجنسين حتى وإن كان واقعًا مفروضًا وضرورة تقتضيها دورة الحياة اليومية، إلا أنه يخضع لضوابط وحدود قد أرست قواعدها كلمة الله، ومن ضمن هذه القواعد ما يلي:

•     يجب أن تكون لك شركة قوية مع الرب ومع كلمته، ففي جو الشركة تستطيع أن تسمع صوت الروح القدس مشجعًا أو مُحذرًا من التعامل مع أي شخص.

•    يجب أن تتعامل بطهارة: فلقد أوصى بولس الرسول ابنه تيموثاوس الشاب أن يتعامل مع الحدثات ( الشابات ) كأخوات بكل طهارة (1 تي5 :2).

•    يجب أن تكون نظرتك بسيطة، فإن كانت عينك بسيطة، فجسدك كله يكون نيِّرًا (مت 6: 22).

•    يجب أن يكون التعامل مرتبطًا بمسبب التعامل، فمثلاً الدراسة في الجامعة تقتضي التعامل بين الجنسين، هنا يكون التعامل في إطار التعليم والدراسة فقط ولا ينحرف عنه.   

•    يجب أن يكون تعاملاً جماعيًا وليس خصوصيًا: فالمحبة والاحترام للجميع بدون تخصيص، أما تكوين الثنائيات بعيدًا عن الزواج هو لعب بالنار وإهدار لسمعة الطرفين، وانحراف عن مشيئة الله تجاهنا في علاقاتنا.

•    ليس هناك ما يُسمَّى بصداقات بريئة بين شاب وفتاة، فالصداقة شيء والتعامل الجماعي بين الجنسين لزوم الدراسة أو العمل شيء آخر، لأن الصداقة تستلزم معرفة أسرار وكتم أسرار وتقديم مشورة ومعونة في أي وقت، وهذا ما لا يمكن ممارسته بين شاب وفتاة إلا في إطار الزواج عندما يصيران جسدًا واحدًا.

•    يجب أن يكون التعامل بوقار واحترام: ينبغي أن يقوم التعامل بين الجنسين على الاحترام المتبادَل لشخص "الآخر"، وهذا يُلزِم الشبان والفتيات بالسلوك بوقار خاص أمام الله والناس.  

•    يجب أن يكون التعامل في النور وليس في الخفاء، حتى لا نعطي للشيطان فرصة للعمل.

•    يجب أن يكون التعامل في حدود، فالشاب يمكن أن يلتقي مع صديقه في أي وقت وفي أي مكان ولأي مدة، أما بين الشاب والفتاة فالوضع يختلف، ذلك لأن الاختلاف الجنسي بينهما يجعل هناك بعض التحفظات الأخلاقية والروحية طبقًا لتقاليد المجتمع الذي نعيش فيه.

•    يجب أن يكون التعامل عقلانيًا وواعيًا وليس عاطفيًا.

•    يجب أن يكون التعامل مسيحيًّا: فالمسيحي يخضع للروح القدس السّاكِن فيه (1كو 6: 19-20).

نصائح ختامية:

في ضوء هذه القواعد السابقة للتعامل مع الجنس الآخر صديقي مايكل، تستطيع أن تكون في كليتك شابًا مسيحيًا سويًا شاهدًا، غير منعزلٍ، ولا تقلق بخصوص مجال العمل واختيار شريك الحياة فيما بعد، فكل هذا يحظى بعناية وترتيب أبيك السماوي الذي يعلم ما تحتاجه قبل أن تسأله ( مت 6 : 8) .

وفي النهاية  تذكَّر هذه الكلمات التي ترسم ملامح حياة المسيحي على الأرض

«فَإِذَا كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ أَوْ تَشْرَبُونَ أَوْ تَفْعَلُونَ شَيْئًا، فَافْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ لِمَجْدِ اللهِ.  كُونُوا بِلاَ عَثْرَةٍ لِلْيَهُودِ وَلِلْيُونَانِيِّينَ وَلِكَنِيسَةِ اللهِ.  كَمَا أَنَا أَيْضًا أُرْضِي الْجَمِيعَ فِي كُلِّ شَيْءٍ، غَيْرَ طَالِبٍ مَا يُوَافِقُ نَفْسِي، بَلِ الْكَثِيرِينَ، لِكَيْ يَخْلُصُوا»(1كو 31:10-33).

٭٭٭

   أما الآن صديقي القارئ، فتعال معي لنقرأ رسالة جديدة وصلتنا من صديقنا أيمن تقول:

" أنا اسمي أيمن، وعمري 29 سنة، من إحدى محافظات الصعيد، من أسرة متوسطة الحال.  لي علاقة بالرب يسوع المسيح وبكلمته المقدسة.  تخرجت من كلية التجارة  منذ 7 سنوات بعد مشوار طويل من الدراسة والاغتراب، وظننتُ أنه قد ولَّى وقت الزرع بالدموع، والآن قد جاء وقت الحصاد بالابتهاج، وما يتضمَّنه من وظيفة محترمة بمرتب محترم يعوضني عن أيام المعاناة، إلا أنني صُدمت بواقعٍ لا يختلف عليه اثنان من الذل والمهانة، فلا وجدت وظيفة محترمة، ولا غير محترمة، ولا حصلت على مرتب عالٍ ولا حتى على إعانة بطالة، لقد طرقت كل أبواب العمل من الشركات الكبري الى الصغرى إلى الورش، وكل الأبواب موصدة في وجهي.  أشار عليً صديقٌ ما أن أقدِّم على هجرة عشوائية لأمريكا لعل في هذا يكون الفرج، وقد سرد على سمعي عشرات القصص عن شباب هاجروا وعملوا مبالغ خيالية، ولكنني أيضًا أعرف عشرات مثلهم هاجروا وفشلوا ولا يملكون ثمن تذكرة الرجوع، لا أخفي عليكم أن السفر بالنسبة لي يعتبر انطلاقًا من السجن الذي أعيش فيه، بالنظر للظروف الاقتصادية الصعبة، ولكني حائرٌ وخائف.

ترى هل مشيئة الرب لي أن أعيش هنا في مصر أم أن أسافر؟ إني أخشى الفشل هناك كما أنا هنا.  وهل سأجد الجو الروحي الذي يساعدني على الحياة الروحية الناجحة؟  ليتكم تساعدوني.

                                                                      الحائر أيمن

 إلى هنا عزيزي الشباب انتهت مشكلة أيمن، ولكن بقي دورك ودورنا في مساعدته.

•    بماذا تنصح أيمن لكي يتأكد إن كانت الهجرة في مصلحته وفي مشيئة الرب أم لا ؟

•    ما هي الطرق العملية البديلة للحصول على عمل لو أراد أيمن أن يستمر في مصر لكي يخرج من ضيقته ؟

   إن كان لديك مشاركة أو رأي أو نصيحة مُقدَّمة إلى أيمن  لتساعده، يمكنك إرسالها إلينا، ونحن سنعرض في العدد القادم ما نراه مناسبًا لمساعدته.

   أرسل تعليقك أو نصيحتك فيما لا يزيد عن خمسة أسطر أو 80 كلمة، كما لو كان لديك  مشكلة أيضا أو تساؤل أو استفسار في أي موضوع، يمكنك الكتابة على أحد العناوين التالية:

" لو كنت مكاني"  - 3 شارع أنجه هانم – شبرا – القاهرة
أو إرسل لنا على البريد الالكتروني   lawkontmakany1@gmail.com
أو إرسل لنا رسالة قصيرة SMS إلى 0106650876

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com