عدد رقم 5 لسنة 2010
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
ثوب الزفاف  
«لنفرح ونتهلَّل ونعطه المجد! لأن عُرس الخروف قد جاء، وامرأته هيأت
نفسها.  وأُعطيتْ أن تلبس بزًّا نقيًّا بهيًّا، لأن البَزَّ هو تَبرُّرَاتُ القدِّيسين»
(رؤ 7:19، 8)

كيف ستكتسي العروس في السماء؟ فإننا على الأرض قد لبسنا المسيح نفسه.  والآب يرانا في المسيح مُزيَّنِينَ بكل مجده وفضائله.  لكن الشيء العجيب أن نرى العروس في السماء مُزيَّنة بالثوب الذي هيَّأته لنفسها، الذي نقرأ عنه أنه «نقيٌّ بهيٌّ»، وهذا الثوب يتناسب مع العروس السماوية ومع العريس ومع السماء.

ومِمَ صُنِعَ هذا الثوب؟ من تبررات القديسين – أي أعمال البر التي قام بها هؤلاء هنا على الأرض.  وسوف ترتدي العروس ذلك الثوب الذي تنسجه الآن هنا على الأرض انتظارًا ليوم العُرس المجيد.

أيُّ برٍّ يمكن أن تعمل تلك العروس المخطوبة لعريس بعيد؟ لا بد أن تسلك سلوكًا يتناسب مع العريس، وماذا يجب أن تعمل العروس المخطوبة لرب المجد الذي في السماء؟ لا بد أن تحترص لكي ترضيه، ولا بد أن تشعر بالغُربة هنا، وتعيش منفصلة عن العالم.  وهذا مُتوقَّع منها لأن العالم قد رفض عريسها ولم يُقدِّم له إلا صليب العار وإكليل أشواك.  فهل من عذر لها إذا لم تشعر بالوحدة؟ كيف تستطيع أن يكون لها أصدقاء هنا وهي تعرف كراهيتهم له؟ ونحن نفهم ما قاله يعقوب: «إن محبة (صداقة) العالم عداوة لله» (يع 4:4).

لهذا فإن تبررات القدِّيسين هنا على الأرض إنما تدل على السلوك اللائق بعروس للعريس السماوي المجيد، مُدركة لعلاقتها بالرب المرفوض الذي هو في السماء الآن، ومُجتهدة أن تحيا كل حياتها بتوافق مع تلك العلاقة.

أية حقيقة عجيبة هذه، أن نرى العروس في المجد في السماء مرتبطة بالثوب الذي أعدَّته لنفسها هنا على الأرض.

لقد قرأت مرة عن مؤمن حلم حُلمًا تأثر به.  لقد حلم أنه في السماء وهو يرى عُرس الخروف.  واندهش من رؤية قطع كبير في ثوب العروس، فسأل ملاكًا: ما هذا القطع؟ فأخبره الملاك أن تلك القطعة من الثوب كانت من نصيبه هو ليعملها وهو على الأرض، لكنه لم يعش للرب كما كان ينبغي، ولم يُمثِّل ما كان يجب أن تكون عليه العروس على الأرض.

بالطبع كان هذا مجرد حُلم، فثوب زفاف العروس لا بد أن يكون كاملاً، وعندما يُحضرها المسيح لنفسه ستكون كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن أو شيء من مثل ذلك بل تكون مقدَّسة وبلا عيب.  لكن أ ليس ممكنًا ألا يكون في حياتي تبرُّرات تصلح لصُنع ثوب الزفاف لعروس المسيح؟ ويبقى السؤال لنا الآن: هل سلوكنا كأفراد أو كجماعة يتناسب مع كوننا عروس المسيح؟ وإذا فشلنا أو قصَّرنا في أعمال البر المطلوبة فإن الله سيستخدم آخرين ليعموا العمل ليكمل ثوب الزفاف، أما نحن فسنخسر المُكافأة ومديح السيد.

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com