عدد رقم 3 لسنة 2010
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
التجربة  
 
«إن كان يجب تُحزنون يسيرًا»
(بط6:1 )
إن المسيح لا يكسر إلا لكي يربط النفس به أكثر.  وإن كنا نتعلَّم ولو القليل عن محبته وعن شخصه من خلال الألم، فهذا يستحق كل الألم بل وأكثر.
لا يوجد إنسان تخلو حياته من الآلام.  إلا أن البعض يكون نصيبهم منها أكثر من غيرهم.  ولكن على أية حال هي «فترة يسيرة»، وهي أيضًا «إن كان يجب».  لا تقلقوا أيها الأحباء فالشخص الذي يُمسك بزمام «إن كان يجب» هو الله المُحب.  إنه لا يُسَر بإذلالنا.  وهو عندما يرى أننا نحتاج إلى ذلك سيسمح لنا بجرعة الألم، وذلك إلى حين.

أحيانًا نجد صعوبة بالغة في أن نأتي إلى الله بأحزاننا.  قد يقول البعض: كيف أفعل ذلك وهذه الأحزان هي ثمرة خطيتي؟ هل أستطيع أن آخذ آلامي وأحزاني إليه وأنا أعلم أنني أستحق ذلك؟ نعم.  فإن المسيح كان على الصليب لأجل خطاياي.  هذه هي الأرضية التي عليها أقترب إلى الله.  والله على استعداد أن يقف في صفي ويقابلني في كل أحزاني لأن عمل المسيح كان كاملاً.  إن السبب الرئيسي لكل ألم هو الخطية.  وكل المعونة مؤسَّسة على الكفَّارة.  لا يوجد وضع يمكن أن يوجد فيه القدِّيس إلا ويستطيع أن يأتي إلى الله طالبًا المعونة.

لقد كنت سعيدًا جدًا خلال مرضي لأنه جعلني أشعر أكثر من أي وقت آخر أن السماء وحضن الله هما بيتي وراحتي.  لقد رأيت أنني سأكون معه إلى الأبد.
الكبرياء واحتقار التأديب لا يفيدان شيئًا.  هذا لن يجذب النفس إلى الله.  على العكس سيحفظها بعيدًا عنه.  ينبغي أن نتواضع تحت يد الله القوية لكي نستفيد من التأديب.

عندما يكون الحزن كاملاً، وعندما أشعر أنني بلا معونة، فإن هذا يجعلني أشعر بالانتماء أكثر إلى الله كالملجأ الوحيد الذي يريد ويستطيع أن يعطي المعونة.
لا يوجد وقت، للنفس التي تثق في الله، أحلى من وقت التجربة.  وعندما ننظر إلى الوراء سنجد الكثير لنشكر عليه لأجل تجاربنا أكثر من أي شيء آخر.
   سيأتي وقت فيه تنتهي كل أحزاننا.  ولكن الرب كالصديق سيبقى لنا إلى الأبد.


© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com