عدد رقم 3 لسنة 2010
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
فخ التأجيل  

«لا تفتخر بالغد لأنك لا تعلم ماذا يلده اليوم»
(أم 1:27)
لقد أُعطيَ الحاضر للإنسان لكي يعمل فيه للمستقبل.  وتأجيل عمل اليوم للغد غلطة مؤسفة كم أتلفت حياة الكثيرين! يقول مَثَل أسباني: "إن طريق التأجيل تنتهي إلى العدم"، ويقول مَثَلٌ آخر: "إن الطريق إلى الجحيم مرصوف بالنوايا الحسنة".  وجمعينا ميَّالون، بكل أسف، لأن نُرجئ للغد ما ينبغي أن نعمله فورًا.  لكن ظاهرة التأجيل الممقوتة هذه، لا تتجلَّى بأكثر وضوح، مثلما تتجلَّى فيما يتعلق بأمر خلاص النفس.  فكم من مرة شدَّد الكتاب على أهمية تسوية هذه المسألة ذات الخطورة البالغة.  فمرة يقول: «هوذا الآن وقتٌ مقبول، هوذا الآن يومُ خلاص» (2كو 2:6).  وأخرى «اليوم إن سمعتم صوته فلا تُقسُّوا قلوبكم» (عب 7:3).  هذا قليل من كثير من الدعوة الصارخة للبت في هذا الأمر.  ومع ذلك فكم هو شيء مألوف أن تجد الناس يؤجلون التسوية النهائية حتى يحصلوا على وقت مثلما تصوَّر فيلكس (أع 25:24).  ولكن هيهات أن يحصلوا عليه! فإن الصحة ليست مضمونة، ولا العقل، ولا الفرصة المتاحة، ولا الحياة نفسها.  وكلها تهيب بنا قائلة: «لا تفتخر بالغد».
والآن نُذكِّر القارئ العزيز بهذه الأمور الخمسة:

   أولاً: إن كل يوم يُقضَى في الخطية هو يوم ضائع.  فالحياة الحقَّة إنما هي الحياة التي نحياها لله.  وكل الذين خلصوا يأسفون لأنهم لم يرجعوا للرب مُبكِّرين أكثر مما فعلوا.

ثانيًا: كل يوم ينقضي في التسويف يُضاعف عدد المشاكل التي لا تستطيع حلها، تلك المشاكل الناجمة عن آثار الخطية البدنية والزمنية المختلفة.

ثالثًا: من المحتمل أن تفقد النفس في أية لحظة الاقتناع بخطورة الخطية، إذ لا يعود الله يُكلِّم الخاطئ بروحه القدُّوس ويجاهد معه.

رابعًا: إن الموت قد يطلبك قبل حلول الغد.  ومرة قال داود: «إنه كخطوة بيني وبين الموت» (1صم 3:20).  وهكذا الحال مع كل واحد منا.

خامسًا: وأخيرًا يجب أن تذكر أن الرب يسوع سيأتي ثانية في أية لحظة ليدعو إليه مفدييه ليكونوا معه (1تس 13:4- 18).  وقد تأتى هذه اللحظة الآن قبل أن تنتهي من قراءة هذه السطور، فينتهي بذلك يوم النعمة وتبدأ ساعة الانتقام لأولئك الذي رفضوا أو أهملوا خلاصًا هذا مقداره.  لذلك نناشدك أن تغتنم الفرصة الآن لئلا تتحسَّر عليها في عذابات الجحيم.

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com