عدد رقم 1 لسنة 2008
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
إلى الحموات والكنّات  

شهادة حماة في القطار:

أعرفها منذ أكثر من عشرين سنة.  تحبّ الرب من قلبها بصدق، وتخدمه بكل تفانٍ وسرور.  مَرَّت في ظروف مريرة كثيرة لكنها لم تحوِّل عينيها عنه.  هاجرت هي وزوجها وأولادها منذ فترة طويلة إلى أمريكا.  وجَدتُها إلى جواري في القطار دون ترتيب بشري. 

انطلقت تحكي لي عن أولادها، حتى وصلت إلى ابنها الأخير، وبدأت تتكلم عن زوجته الشابة الصغيرة، أي كنَّتها، فإذ بوجهها يشرق وصوتها يعلو وهي تقول: ”عايز تشوف الرب يسوع تشوفه فيها“، جوهرة لا نستحقها، أشعر بالسعادة الغامرة وأنا أخدمها، ”إن طُلت أحملها على أكتافي وأطوف بها لفعلت“. 


أنا الكبيرة في السن أتعلم منها وهي الشابة الصغيرة التي لا يزيد عمرها عن الخمس والعشرين سنة!!  قليلة الكلام ولم تخطئ خطأً واحدًا منذ أن عرفتها، على العكس عندما أخطئ أنا وأمسك سيرة أحد لا تجاريني فأخجل وأكف عن الحديث! 

عندما تطلبني لأجلس مع بنتها الصغيرة أقوم لأعمل في بيتها، بسعادة غامرة، ما لا تساعدني صحتي على عمله في بيتي!!  وأتعجب من القوة التي تنتابني وقت خدمتها فقط، بل صدِّقني إنني أطلب من الرب كثيرًا، من فرط سعادتي بخدمتها، أن لا يحرمني من الصحة لكي لا أُحرَم من سعادة خدمتها.

أما عن علاقتها بزوجها فهي مدرسة ”باتعلم منها كل يوم الحكمة“، كيف بهدوء ووداعة تحتمل ابني لأنه عصبي للغاية، وهي بهدوء المسيح ووداعته التي فيها تحتمله بشكر وسرور!  مما جعله يزداد حبًّا لها وانبهارًا بها، وأزداد أنا تعجُّبًا من روعة المسيح الذي فيها.

مجتهدة جدًا في كل جوانب حياتها رغم صعوبة الحياة وضيق الوقت في أمريكا، لا تهمل قَطّ شركتها مع إلهها وكتابه، مجتهدة مع زوجها لا تنتظره يطلب شيئًا، مجتهدة مع بنتها ومع إخوتها المؤمنين.  وفوق الكل كانت حامل، وفي أواخر أيام حملها اجتازت امتحانات المعادلة الأمريكية لبكالوريوس الطب ونجحت بتفوق في كل امتحاناتها.
مكتفية دائمًا بما عندها، واضطر أن أخرج أنا لأشتري لها ملابسها، وأشعر بسعادة غامرة وأنا أشتري لها ملابس أو هدايا. 

أشهد أمام الجميع وأقول لهم، بعد عطية الإيمان مباشرة، تأتي هذه العطية من الله لي.

بعد أن تركتها تسترسل؛ استأذنتها أن أكتب هذه الكلمات، لأنشرها فأذنت لي، وبعد ما انتهيت من كتابتهم، سألتها: ”هل هناك شيء أخر تحبي أن تقوليه عن كنتك التي أحبتك وأحببتيها؟“ قالت لو تركتني أتكلم عنها تحتاج أن تكتب كُتبًا وليس صفحة.

أحبائي القراء:

هل رأيتم ما تفعله الحياة التَقَوية في البيوت؟

وهل رأيتم أثر ظهور حياة المسيح على القلوب؟

أختي الزوجة الحديثة:

هل تعانين صعوبة في العلاقة مع حماتك؟

وهل جرَّبتي وسائل كثيرة لربحها وفشلت؟

هل استمعت لنصائح والدتك وغيرها، وأعطيت أذنك لكل من يريد أن ينصح ويشير؛ وكانت النتيجة مزيدًا من التوتر والخلاف؟

هل توتَّرت علاقتك بزوجك وتركت انطباعات سلبية في حياة من حولك بسبب خلافك مع حماتك؟

أرجو أن تتوقفي مع هذه الرسالة لحظات، ثم مع نفسك ومع إلهك ساعات، لكي تتذكري أن حياة التقوى تجعلك كرمة مثمرة في جوانب بيتك، وأن ظهور حياة المسيح فيك يجعلك قوة مؤثِّرة في حياة كل من حولك بل وبركة مستمرة لكل من يحتكّ بك.

لذا هيا ادخلي لمخدعك، واعترفي في الخفاء لأبيك بكل أخطائك،

هيا ارفعي كل عائق من أمام روح الله ليطلق من جديد حياة المسيح فيك.

وإلى الحموات، إن كان هناك حموات من قرائنا الأعزاء، أقول:

أختي العزيزة إن كانت لك مشكلة مع كنتك، فاعلمي أن التغيير لن يأتي بقوتك ولا بكثرة شكواك.

إن كنت أمًّا تقية، فتذكري أن ركبك الساجدة من أجل ابنك وكنتك تغنيك عن كل مجهوداتك الفاشلة.

تذكري أن الجلسات المخلصة مع الرب، وفي نور محضره هي التي ستكشف إن كان العيب فيك أم فيها. 

واذكري أن صلاتك قادرة على تغييرها أو تغييرك.

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com