عدد رقم 5 لسنة 2019
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
ثياب رئيس الكهنة وأمجاد المسيح  

"وَتَأْخُذُ الثِّيَابَ وَتُلْبِسُ هَارُونَ الْقَمِيصَ وَجُبَّةَ الرِّدَاءِ وَالرِّدَاءَ وَالصُّدْرَةَ، وَتَشُدُّهُ بِزُنَّارِ الرِّدَاء"

 ( خروج 29 : 5).

في وصف ثياب هارون المقدَّسة، يلفت أنظارنا شيء لم يُذكر في أصحاح 28، وهو أن أسلاك الذهب مدّوها خيوطًا، وتم نسج الرداء منها، وكان لمعانها رمزًا للمعان المجد الإلهي لرئيس الكهنة العظيم، الذي كان يسطع بين مشاهد إنسانيته.  ولنأخذ أمثلة على ذلك من البشائر الأربع، فمرة كان سيدنا نائمًا على وسادة في سفينة في وسط بحيرة طبرية، وفي اللحظة التالية أمر، فأسكت العاصفة وهدأ البحر، حتى قال الذين في السفينة: «مَنْ هو هذا، فإن الريح أيضًا والبحر يطيعانه؟» (مر 4: 41).  ومرة أخرى بكى عند قبر لعازر، وبعد برهة أقام الميت الذي كان قد أنتن (يو 11)!  ولقد قَبِل أن يدفع الجزية، لكنه أحضر الدرهمين من فم سمكة خضعت له وأطاعته باعتباره خالقها (مت 17: 24-27).  وهكذا مع كل تحرك لرئيس الكهنة العظيم، كانت تلمع خيوط الذهب منه، ويسطع مجد لاهوته، رغم أنه كان يبدو للذين حوله مجرَّد يسوع الناصري المُحتقر. ونلاحظ أن ثياب رئيس الكهنة كانت مترابطة معًا بسلاسل وضفائر وأطواق وأحجار، والمدلول الروحي لهذا أنه لا يمكن فصل أحد أمجاد المسيح إلا وتجد نفسك قد أنكرت كل الحق الخاص به.  وبكل أسف، فإن تاريخ الكنيسة يحدثنا عن كثيرين لم يخشوا أن يفعلوا هذا الشيء. ليت الرب يحفظنا مقدرين كل الأمجاد الأزلية والأدبية والرسمية، التي تكسو ربنا المعبود يسوع.

 

                                                                

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com