كتير بنسمع عن " الكارت الذكي" "القرية الذكية" وطبعًا "الهاتف الذكي" ولكن هل مع كل الذكاء الذي في أيدينا وحوالينا نقدر نقول إن حياتنا نفسها سمارت أو ذكية؟ الحقيقة كتير مننا كشباب بنحس أن الحياة نفسها مملة وسخيفة وتزهق ومالهاش طعم. ساقية بتدور من مذاكرة، لإجازات، لخروجات وحتى الرحلات مافيهاش جديد. والعجيبة يا أخي إنه رغم الفراغ اللي إحنا عايشين فيه، تلاقي الواحد حاسس أنه مش فاضي وماعندوش وقت. مشغول في إيه؟ مش عارف! بس مش فاضي.

هل الحياة بالطريقة دي تبقي سمارت لايف أو حياة ذكية؟ بالحالة دي! لا طبعًا. طيب ليه الله خلقها كده؟ الحقيقة الله لما خلق الحياة عملها سمارت جدًا زي ما هو مكتوب في جامعة 3: 11 " صنع الكل حسناً beautiful في وقته in its time" ونقدر نعتبر ده تعريف الحياة الذكية وهي (عمل كل حاجة صح في الوقت الصح). وعلشان الرب يخلي اللي عمله قاعدة عامة عند البشر يقول: "وأيضًا جعل الأبدية في قلبهم" يعني خلي قلوب الناس كأنها ساعة مظبوطة على توقيت الأبدية وكل دقة من القلب بتقوله قوم اعمل الصح في الوقت الصح لأن حياتك على الأرض محدودة، واعمله وأنت عينك الأبدية.

وبما أن الله قد "حتم بالأوقات المعينة وبحدود مسكنهم" (أع 17: 26).  إذن الوقت اللي بنعيشه هو مورد محدود ينضب بالاستهلاك (زي البترول)، لكن طبعًا بترول العالم كله مايساويش نفس واحدة.                                                    

ولأن الوقت مورد عظيم لازم نعمل له دراسة جدوى "إحصاء أيامنا هكذا علمنا فنؤتى قلب حكمة" (مز 90: 12).  هنا واحد يقولي لو على الإحصاء! سهلة. أنا كده عندي رصيد 24 ساعة في اليوم، 168 ساعة في الشهر، 8.760 ساعة في السنة، ولو عشت 80 سنة يبقى عندي 700 ألف و800 ساعة!! ايه ده؟  بس! آه فعلاً مش كتير زي ماكنت فاكر. وكمان ماتنساش تخصم اللي فات من عمرك. صدق الكتاب لما قال: "ما هي حياتكم؟، إنها بخار يظهر قليلاً ثم يضمحل" (يعقوب4: 14).

طيب أعمل إيه في الوقت الباقي من عمري علشان أعيش سمارت لايف أو (حياة ذكية)؟

1.    بص لقدام: "أنسى ما هو وراء وأمتد إلى ماهو قدام" (في 3: 13) واللي فات من سنين أكلها الجراد الرب قال: "أعوض لكم عن السنين التي أكلها الجراد" (يوئيل 2: 25).

2.    ابتدئ يومك صح: "في الصبح باكراً جداً قام وخرج إلى موضع خلاء وكان يصلي هناك" (مر1: 35).  

البداية الصح من خلوتك، أول ما تصحي اغسل وشك وادخل أوضتك                                                                            وهدي نفسك بترنيمة، اقرأ جزءًا من كلمة الله، صلِ باللي قريته،                                                                                وبعدها اطلب من الرب يقودك خلال اليوم.

3.    حدد أهدافك: في نهاية الخلوة ابتدئ فكر في إيه أهدافك خلال اليوم.                                                                         اكتب الأهداف دي علي ورقة صغيرة بيسموها ال To do list                                                                                  أو قائمة أهداف اليوم.

 الأهداف اللي هاتكتبها لازم تكون سمارت أو ذكية  S.M.A.R.T  وده معناه إن الهدف اللي هاتحدده يكون Specific=S  يعني هدف محدد، Measurable= M يمكن قياسه، Achievable= A قابل للتحقيق، Relevant = R مناسب لحياتك،Time bound =T  وله زمن محدد لتحقيقه.هاديلك مثال غلط ومثال صح نتعلم منه.

مثال1: (عايز أقرأ كتاب النهاردة) ... هل ده هدف ذكي؟ لا طبعًا ده مش مالوش دعوه بالذكاء خالص.

مثال 2: (عايز أقرأ 10 صفحات من كتاب الخلوة مع الله ما بين الساعة 4 إلى 5 مساء)... ده هدف ذكي لأنه

محدد: كتاب الخلوة مع الله، يمكن قياسه: 10 صفحات، يمكن تحقيقه: ممكن، مناسب لحياتك: آه مفيد، محدد بزمن: من الساعة 4 إلى 5 مساء.

4.    كن إنسانًا متكاملاً: "في كل شئ أروم أن تكون ناجحاً وصحيحاً كما أن نفسك ناجحة" (3يو1، 2). خلي عندك أهدافًا في كل المجالات ما بين دراسة كلمة الله، الخدمة، الرياضة، وقت لأسرتك وأصحابك، الترفيه، تنمية مهاراتك من موسيقي ووفنون مختلفة.

5.    رتب أولوياتك: كتير هتلاقي نفسك بتحتار وأنت بتختار وبتاخد قرار. خليها قاعدة عامة "اطلبوا أولاً ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم" (متى 6: 33 ). 

6.    اتعلم تقول لأ: واحد يقول واجيب منين وقت لكل ده؟ إجابة سؤالك في الآية "مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة... ولا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة بل امتلئوا بالروح" (أف 5: 16، 18).  كتير سألت نفسي. إيه علاقة الخمر بالكلام افتداء الوقت؟ فهمت بعدين أن الخمر من الحاجات اللي بتغيب العقل وطبعًا بتضيع الوقت. وأعتقد أن الكلام ينطبق علي الخمر المعنوي من حاجات بتغيب العقل وتضيع الوقت منها الفيسبوك، الواتس أب، الفضائيات، أصدقاء غير منظمين.

7.    راجع ما تم آخر اليوم: "أعط حساب وكالتك" (لوقا 16: 2) وقدم شكرًا للرب على ما تم، واللي لسه هاته بين إيدين الرب ليوم جديد.