عدد رقم 4 لسنة 2019
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
تاريخية قصة الخلق (تكوين 1)  


س: هل قصة الخلق في الأصحاح الأول من سفر التكوين ليست قصة تاريخية حقيقية؟ 

 ج: ينادي الليبراليون بعدم حرفية وعدم وتاريخية قصة الخلق في تكوين 1 وخلق الأنسان في تكوين 2، بل ويعتبرونها ليست إلا تفاصيل قصصية أو شعرية أسطورية، تقدم لنا مغزى روحي.

لكننا هنا فقط نود الإشارة إلى أن أقسام الكتاب المقدس تتميز بتنوع الصور الكلامية، ما بين أسفار تاريخية، يغلب عليها الطابع القصصي، مثل أسفار موسى وباقي الأسفار التاريخية.  وأسفار نبوية، يغلب عليها الطابع الرؤي مثل أسفار الأنبياء.  وأسفار شعرية موضوعة في قالب شعري.  وعليه ينبغي لنا تمييز النص الكتابي ومفرداته، إن كانت تاريخية، أم رؤية أم شعرية.

فعلي سبيل المثال عند الإشارة  إلى عظمة الخليقة في مزمور 19: 1، فقد استخدم الروح القدس صورًا مجازية شعرية لأنه سفر شعري فقال: «اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ، وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ».  فلأن القالب هو قالب شعري فقد شبَّه السماوات والفلك بإنسان يحدث ويخبر.  وهذا هو طابع النص الشعري.

ومع أن تكوين 2: 23، 24 عبارة عن قصيدة شعرية نظمها أدم عن حواء.  إلا أن الطابع العام لكل سفر التكوين عامة، ولقصة الخلق الواردة في الأصحاح الأول من التكوين، ليس طابعًا مجازيًا شعريًا، وإنما هو الطابع القصصي التاريخي (Narrative)، المُحدَّد بأشخاص وأسماء ومناطق جغرافية حقيقية محددة، وهذا كله من مستلزمات التاريخ والتأريخ.  ويتميز هذا الأسلوب القصصي السردي في الكتابة بالترتيب الموضوعي والتتابع.  لذلك يبدأ النص الكتابي في تكوين 1: 1 بفعل ماضي تام «فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ (إيلوهيم) السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ»، ثم تأتي كل الأفعال تباعًا، وورد حرف العطف في اللغة العبرية ”واو“ ”וַ“ في تكوين 1–3 حوالي 100 مرة.  وجدير بالذكر أن نشير إلى تكرار الفعل خلق وبالعبرية  ”بارا – בָּרָא"   حوالي 50 مرة في العهد القديم، مرتبطة بالله، وهي تشير إلى الخلق دون الحاجة إلى مادة أولية، أي أنه خلق من العدم.


 

 

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com