عدد رقم 4 لسنة 2019
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
إدارة الوقت  

مقدمة:

هل شعرت يومًا بالإحباط إذ قد انتهى يومك دون أن تُنجز شيئًا يُذكًر، وتعجبت كيف وأين ضاع الوقت دون أن تدري؟!  هل حلمت يومًا بأن يكون يومك أكثر من 24 ساعة؟  هل تفتقر حياتك إلى التوازن بين حياتك المهنية والروحية والشخصية؟  هل ترغب في ممارسة هوايتك المفضلة ولا تجد لها وقتًا؟  إذا كانت إجابتك على هذه الأسئلة بنعم، فتابع قراءة هذا المقال لعلك تجد بعضًا من هذه الإجابات.

هل تعلم؟

- هل تعلم أن إدارة الوقت بطريقة جيدة هي الخطوة الأولى نحو النجاح في الحياة؟  ودعني هنا أذكرك بما قاله الرسول يوحنا إلى ”غَايُسَ“ «أيُّهَا الْحَبِيبُ، فِي كُلِّ شَيْءٍ أَرُومُ أَنْ تَكُونَ نَاجِحًا وَصَحِيحًا (be in health)، كَمَا أَنَّ نَفْسَكَ نَاجِحَةٌ» (3يو2).  فالكتاب المقدس يُحدثنا عن نجاح في كل مناحي الحياة، وأؤكد لك أن إدارتك لوقتك بطريقة فعّالة سوف تحقق لك هذا.

- هل تعلم أن الادارة الصحيحة للوقت تُضيف إلى حياتك ساعات؛ فإضافة 15 دقيقة إلى يومك تعني إضافة 13 يوم عمل كل عام، وإضافة نصف ساعة يوميًا تعني إضافة 26 يوم عمل، أي شهر تقريبًا كل عام.  فهل من العسير عليك أن تفتدي نصف ساعة يوميًا فيُصبح عامك 13 شهر؟!

- في أحسن الحالات وُجد أن متوسط إنتاجية الموظف العربي في بعض الدول العربية تصل إلى (3) ساعات يوميًا، أما في بعض الدول العربية الأخرى، فقد أشارت تلك الدراسات إلى مستويات متدنية قد لا تصل إلى ساعة واحدة ونصف يوميًا في المتوسط.[1]  فهل تود أن تلحق بهم؟!  أم تود أن تكون مختلفًا كشاب مسيحي يُريد أن يُحقق مشيئة الله في حياته.

- في دراسة حديثة[2] أجريت على 9000 شخص في 9 بلدان في العالم تتضمن الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا، تبين أن الإنسان (متوسط العمر 71 سنة) يقضي حوالي 8995 يومًا في مشاهدة التليفزيون أو الموبايل أو الكومبيوتر بما يوازي 41% من عمره!  فإذا أضفت سنوات نومك والتي تعادل 33% فماذا يتبقى لك؟!!  وهل لازلت تعتقد أنه لا يوجد لديك وقت؟

أهمية دراسة إدارة الوقت.

بالإضافة إلى ما سبق أرجو أن تنتبه معي إلى الأمور التالية، والتي ستدفعك بنعمة الرب إلى الاهتمام بكيفية إدارة وقتك:

(1) أمر كتابي: يقول الكتاب: «فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْلُكُونَ بِالتَّدْقِيقِ، لاَ كَجُهَلاَءَ بَلْ كَحُكَمَاءَ، مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ لأَنَّ الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ» (أف5: 15-16).  الكلمة ”مُفْتَدِينَ“ تأتي في بعض الترجمات الإنجليزية  ”Make The Best Use Of أي الاستعمال الأفضل للوقت.  فاسأل نفسك دائمًا: هل ما أفعله الآن هو أفضل استخدام لهذا الوقت تحديدًا؟  فقد تكون ممارسة الرياضة أو الراحة الجسدية هي أفضل استخدام للوقت، وقد تكون الصلاة ودراسة الكلمة هي أفضل استخدام للوقت.

(2) الوقت هبة: نعم إن الوقت هبة من الله مثل الصحة والمال، وسوف تعطي عنها حسابًا أمامه (مت25: 14-31)، فكيف تقضيه؟

(3) الوقت هو مادة صنع الحياة: ينتشر القول الشائع أن ”Time is money“ أو ”إن الوقت هو مال“، لكن دعني أؤكد لك أن ”Time is life“ أو ”إن الوقت هو الحياة“، فإذا فقدت دقائق من وقتك دون أن تستخدمها أفضل استخدام، فقد فقدتها من حياتك إلى الأبد.

(4) الوقت مورد محدود: إن اليوم كما خلقه الله هو 24 ساعة (تك1)، فلن يُمكنك أن تجعله أكثر من ذلك كما ترغب، لكن الخالق والمصمم العظيم رأى أن 24 ساعة هي كافية تمامًا لإتمام كافة ما يلزم لإتمام مشيئة الله في حياتك.  فإذن ليست العبرة في قلة الوقت المتاح، بل في طريقة إدارتك لوقتك.

(5) لا يمكن إيقاف الوقت: إن عقارب الساعة لن تتوقف حتى لو قمت بتحطيمها، فكما قال أحد القديسين: ”حينما تقول الآن تصبح حينئذ“.

 (6) الوقت لا يُجمع ولا يُخزن: «فَاذْكُرْ خَالِقَكَ فِي أَيَّامِ شَبَابِكَ، قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَ أَيَّامُ الشَّرِّ أَوْ تَجِيءَ السِّنِينَ إِذْ تَقُولُ: لَيْسَ لِي فِيهَا سُرُورٌ» (جا12: 1).  فلن تستطيع تخزين ما ضيعته من وقت في أيام شبابك في أمور لم تحسن فيها استخدام وقتك، إلى أيام اعتقدت فيها خطأً أنه يمكنك استرجاع ما فاتك في أوقات شيخوختك.

وفي الحلقة القادمة سنناقش بنعمة الرب بعض الطرق العملية لإدارة الوقت.

أسامة يوسف

 

 

 

 

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com