عدد رقم 4 لسنة 2019
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
الكيميا العميا  

باسم: تصدق!  حاسس أنه فيه كيميا          بيني ما بين الواد ماجد.  دمه خفيف وشغال.

مينا: ماشي ياعم، بس خد بالك لأنه بحالات وتصرفاته غريبة شويتين.

باسم: ياعم فكك طالما الكيميا شغالة بينا بيقى قشطة.

وتمر شهور...

نتيجة بحث الصور عن ‪emoji sad‬‏مينا: مالك يا باسم، شكلك مش عاجبني       ؟!

نتيجة بحث الصور عن ‪emoji angry‬‏باسم: مش عارف يا أخي فيه ايه!  ماجد بقي غريب، ومعاملته بقت ناشفة أوي، وكتير بيجرحني بكلامه قدام الناس، مع أني حذرته أكتر من مرة، بس هو ولا هنا، لدرجة آخر مرة شدينا مع بعض، وصوتنا كان عاليًا وقلبت       بخناقة         ومن ساعتها واحنا فاصلين.

(تمت)

كتير دخلنا صداقات وندمنا واتبهدلنا، وطبعًا كل ما طولت مدة الصداقة واتعمقت كان الجرح أصعب.

صورة ذات صلةنتيجة بحث الصور عن ‪emoji thinking‬‏فين المشكلة يا ترى؟  رأيي       في "الكيميا العميا".    

الكيميا شعور متبادل بالراحة بين شخصين كل ما يتقابلوا، الشعور ده بيحفز الجهاز العصبي يخليه يفرز هرمون الدوبامين اللي بيعمل حاجتين:

(1) يديك إحساس بالسعادة والنشاط، ويخليك تشوف كل الحاجات الحلوة في الشخص ده، وتحب الوقت معاه.

(2) يضعف النظرة الموضوعية الناقدة عندك، يعني يخليك ما تشوفش العيوب اللي فيه وتعديها له.

قالت الكاتبة إليزابيث بولدوين في كتاب ”شرار كيمياء العلاقات 2007“. 

”إن الكيمياء من أخطر المشاعر الإنسانية وأكثرها تدميرًا إذا أُخِذَت دون فحص وتدقيق، لأنها تجعل الناس يدخلون في العلاقات معصوبي العينين ومتجاهلين كل علامات التحذير التي تراها عقولهم، وتصلهم من الآخرين، والتي تحاول أن تُنبههم أن مثل هذه العلاقة لا تناسب، أو أن هذا الشخص غير متوافق“.

يعني الكيميا بتعمي القلب والعقل.  وهنا أسأل نفسي: طيب إزاي ها أختار علاقاتي صح، إذا كان قلبي وعقلي ممكن يخدعوني؟!  عايز الجد؟!  مافيش حد فينا كبير علي الخداع.  والمشكلة إن التمن اللي بندفعه من نهاية صداقات ماكنش ليها لازمة بيكون غالي أوي، زي جروح وتشوهات نفسية، وقت ضايع مايرجعش، فشل دراسي أو مادي والضحية الأكبر هي علاقتي مع الله.

من هنا أنا محتاج دليل ثابت، مضمون ومتجرب وشايل خبره سنين أرجعله قبل ما أدخل في أي علاقة وما اخليش الكيميا تعميني وتدمر حياتي وده اللي خلي الكتاب يسأل نفس السؤال ويقول إزاي «يُزَكِّي الشَّابُّ طَرِيقَهُ؟  بِحِفْظِهِ إِيَّاهُ حَسَبَ كَلاَمِكَ»(مزمور119: 9).

يعني اللي عايز ينجح في علاقاته يختارها حسب كلام الله، وعن تجربة!  ما فيش غيرها ينفع.

مثلاً شوف الكتاب وهو بيقولك إن لازم يكون ليك صديق، لأن الوحدة بتعلم الأنانية، والصداقة تعلم التضحية «الْمُعْتَزِلُ يَطْلُبُ شَهْوَتَهُ» (أمثال18: 1).   

ولأن الصداقة قوة مضاعفة «اِثْنَانِ خَيْرٌ مِنْ وَاحِدٍ، لأَنَّ لَهُمَا أُجْرَةً لِتَعَبِهِمَا صَالِحَةً» (جامعة 4: 9).

 بس خد بالك!  الصداقات مش بـ كترها لأن «اَلْمُكْثِرُ الأَصْحَابِ يُخْرِبُ نَفْسَهُ، وَلكِنْ يُوجَدْ مُحِبٌّ أَلْزَقُ مِنَ الأَخِ» (أمثال18: 24).

يعني لو ما اخترتش كويس ها تنضر «اَلْمُسَايِرُ الْحُكَمَاءَ يَصِيرُ حَكِيمًا، وَرَفِيقُ الْجُهَّالِ يُضَرُّ» (أمثال13: 20).

لأن الأصحاب بترمي علي بعضها، وهتلاقي نفسك بعد شويه بقيت زيه «لاَ تَسْتَصْحِبْ غَضُوبًا، وَمَعَ رَجُل سَاخِطٍ (يعني عصبي) لاَ تَجِيءْ، لِئَلاَّ تَأْلَفَ طُرُقَهُ (يعني تبقي زيه)، وَتَأْخُذَ شَرَكًا إِلَى نَفْسِكَ» (أمثال22: 24، 25).

ده مش معناه إن الصداقات حاجة باردة مافيهاش شد وجذب، لأ فيها بس بيكون لأننا خايفين علي بعض «أَمِينَةٌ هِيَ جُرُوحُ الْمُحِبِّ، وَغَاشَّةٌ هِيَ قُبْلاَتُ الْعَدُوِّ» (أمثال 27: 6).

واللي بيخلينا نرجع لبعض مهما كان الشد هو المحبة غير المشروطة «اَلصَّدِيقُ يُحِبُّ فِي كُلِّ وَقْتٍ، أَمَّا الأَخُ فَلِلشِّدَّةِ يُولَدُ»(أمثال17: 17).

والنوع ده من المحبة مايعرفش يعيشه غير اللي داق واتعلم من محبة المسيح «لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ (أو أصدقائه)» (يوحنا15: 13).

وأعرف منين إن صداقتنا مبنية علي المحبة الحقيقية؟  تمام، لازم تلاقي:

 احترام المتبادل مش شتيمة وألفاظ «اَلْمُحْتَقِرُ صَاحِبَهُ هُوَ نَاقِصُ الْفَهْمِ» (أمثال11: 12).

وحفظ الأسرار ... أخباره ايه؟!  «أَقِمْ دَعْوَاكَ مَعَ قَرِيبِكَ، وَلاَ تُبحْ بِسِرِّ غَيْرِكَ» (أمثال25: 9).

الجدعنة والعشرة وصون العيش والملح «لاَ تَتْرُكْ صَدِيقَكَ وَصَدِيقَ أَبِيكَ» (أمثال27: 10).

أصل فيه ناس كتير بتوع مصالح «اَلْغِنَى يُكْثِرُ الأَصْحَابَ» (أمثال19: 4).

وتخيل إن صداقتنا الحقيقية المبنية علي كلمة الله دي أفضل شهادة للمسيح. أيوه الرب نفسه قال كده «بِهذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلاَمِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضًا لِبَعْضٍ» (يوحنا13: 35).

والدليل إن الصداقة الحقيقية والشركة اللي كانت بين المسيحيين الأوائل في اجتماعاتهم كانت سببًا في انضمام الناس للحياة الجميلة اللي كانوا عايشينها كل يوم بشكل طبيعي مع بعض «وَكَانُوا يُواظِبُونَ عَلَى تَعْلِيمِ الرُّسُلِ، وَالشَّرِكَةِ، وَكَسْرِ الْخُبْزِ، وَالصَّلَوَاتِ ... وَكَانُوا كُلَّ يَوْمٍ يُواظِبُونَ فِي الْهَيْكَلِ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ ... وَكَانَ الرَّبُّ كُلَّ يَوْمٍ يَضُمُّ إِلَى الْكَنِيسَةِ الَّذِينَ يَخْلُصُونَ»(أعمال2: 42-47).

وهي دي عظمة المسيح لما يدخل الحياة، يرجع العلاقة المدمرة بين الله والإنسان، وبين الإنسان والإنسان، وده سبب فرحتنا في الحياة «الَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِ، لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ أَيْضًا شَرِكَةٌ مَعَنَا. وَأَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ الآبِ وَمَعَ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَنَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هذَا لِكَيْ يَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً» (1يوحنا1: 3، 4).

 

 

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com