عدد رقم 6 لسنة 2018
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
«ها أنا آتي سريعًا وأجرتي معي» (رؤ22: 12)  

   لقد خلَّصنا المسيح من هذا العالم الحاضر الشرير، وكلما ازداد بريق العالم كلما نحتاج أن نتذكر أننا للمسيح وليس للعالم.  نحن لسنا من العالم، ولا نحبه ونصادقه لأنه رفض وصلب ابن الله.  وإن كان لزامًا على المسيحي أن يكون لطيفًا في تعامله مع أهل العالم، كما كان المسيح، إلا أن قلبه يجب أن يكون مع المسيح فقط.  إن محبة العالم هي عداوة لله وخيانة للمسيح.

   ونحن مثل أُناس ينتظرون سيدهم متى يرجع، لتكن أحقاؤنا ممنطقة، وسرجنا موقدة.  هناك شهادة ينبغي أن نقدمها بوضوح حتى يعرف الناس مَن هو المسيح.  وقبل أن نقدم الحق للنفوس ينبغي أن نطبقه على أنفسنا، وهذه قوة الشهادة.

   نحن نفتخر بمسيحنا الذي نقدمه للآخرين، الذي هو الآن في يمين العظمة في الأعالي، مُكللاً بالمجد والكرامة.  لقد بذل نفسه لأجلنا، وسيأتي عن قريب ككوكب الصبح المنير ليأخذنا إليه، وحيث يكون هو سنكون نحن أيضًا معه ومثله إلى الأبد.

   والصفات التي ينبغي أن تُميِّز المسيحي الآن هي أنه ساهر ومستعد للحظة اللقاء بكل اشتياق، فرحًا بالرجاء، صابرًا في الضيق، مواظبًا على الصلاة، باذلاً كل اجتهاد ليحفظ نفسه بلا دنس من العالم، وليخدم السيد خدمة مرضية بكل إخلاص.

   ورغم غياب السيد في الفترة الحاضرة، لكن الشخص الأمين يعلم أنه هناك يرى ويسمع ويسجل كل شيء، وأنه سيأتي قريبًا للمحاسبة.  إنه يعيش في ضوء هذه الحقيقة، يحتمل المشقات والتجارب والأحزان، دون أن يعبأ بها، فهو لا يفكر في نفسه بل في الوكالة التي يؤتمن عليها، وسيعطي عنها حسابًا، منتظرًا أن تكون له الغبطة والسعادة ورفعة الرأس عندما يقف أمام كرسي المسيح، ويسمع من فمه الكريم: «نعمًا أيها العبد الصالح والأمين».  نعم سيأتي سريعًا وأجرته معه ليجازي كل واحد كما يكون عمله.  ليتنا نعمل حسابًا للمجازاة، ولا نخجل منه في مجيئه.

أعنَّا لنخدم اسمَك القدوس       ونُعلن جمالَك لكل النفوس

نتَّجرُ            بوزناتنا        إلى       أن       تجيء

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com