عدد رقم 6 لسنة 2018
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
كذب العلماء  

   بعد أن تناولنا في الأعداد السابقة القواعد الأساسية القائمة عليها نظرية التطور، ورأينا عدم اتفاقها بل تعارضها مع العلم، نتناول الآن ادعاءً أخيرًا، وهو وجود حفريات انتقالية بين أنواع الكائنات، مما يوحي بالتغير التدريجي للنوع إلى نوع آخر، وبالطبع لن نذكر هنا كل هذه الحفريات المزعومة بل سنكتفي بعرض أشهرها، والتي توضح بدورها خداع وغش وكذب بعض العلماء في محاولة إثبات نظريتهم.  فقد زعموا اكتشاف حفريات تدل على وجود مراحل انتقالية بين القرود والإنسان، نذكر اثنان فقط منها:

1-        حفرية ”بيلت داونPiltdown Fossil  

حيث أعلن عالم الآثار (شارلز داوسونCharles Dawson ) في عام 1912 اكتشافه حفرية تدل على وجود الإنسان الإنجليزي القديم، والذي يشترك في صفات القرود والإنسان معًا، ويعتبر من المراحل الانتقالية الهامة التي تثبت صحة التطور، وظلت هذه الحفرية تعرض في المتاحف على مدار 40 سنة كدليل وإثبات للتطور، إلى أن قام (د. كينيث أوكلي Dr Kenneth Oakley,) في عام 1953 باكتشاف أن الجمجمة تخص إنسانًا عاديًا، بينما الفك يخص نوعًا من القرود اسمه “Orangutan” وقد تم دهان أسنان الفك ومعالجتها بالحمض، لتبدو بهذا الشكل، وقد تم تركيبها على الجمجمة البشرية، ليتم تصنيع الـ Piltdown.  وتم الإطلاق على هذه الحفرية في برنامج تلفزيوني على قناة BBC2 الإنجليزية  ”خدعة بريطانيا العظمى “[1]

2-        حفرية ”نبراسكا مان Nebraska man

عندما قام الجيولوجي (هارلود كوك Harold Cook,) في عام 1917 باستخراج سِنة “Tooth” من الأرض في غرب نبراسكا، وقام بإرسالها إلى (د. هنري أوسبورن Dr. Henry Osborn) من جامعة كولومبيا، رئيس المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي، الذي أكد أن هذه السنة تنتمي بنسبة 100% إلى إنسان الغابة[2]، وأنها تشترك في خصائص أسنان الشمبانزي. ويعتبر أول إنسان وجد في أمريكا[3]. وأطلقوا عليه اسم لاتيني Hesperopithecusharoldcookii وقام الفنان (أميدي فوريستيرAmedee Forestier,) برسم صورة كاملة لهذا الإنسان بناءًا على تخيله المستوحى من هذه السنة الواحدة.  إلى أن أعلن (سناك جريك Snake Greek,) في عام 1927 أن هذه السن تخص فصيلة من الخنزير الوحشي، ولا تمت للإنسان بأي صلة.[4]

وفي النهاية أتعجب من هؤلاء الذين يصدقون العلماء ويثقون بهم ثقة عمياء، ولا يريدون تصديق الحق! وأتعجب من كل من يقتنع بهذه ”النظرية“ التي تحتاج إلى كم رهيب من الإيمان، الذي يتعارض تمامًا مع العقل والعلم، والذي يفوق كثيرًا ذلك الذي نحتاجه لنؤمن بالله، الذي يبرهن على وجوده روعة التصميم في خليقته.  ولكن قد يزول العجب عندما نفهم أن «هذَا يَخْفَى عَلَيْهِمْ بِإِرَادَتِهِمْ» (2بط3: 5)، ذلك لأنهم يحبون الباطل ويبتغون الكذب (مز4: 2).

                                                             قام بهذا البحث: 



[1] “Britain’s Greatest Hoax,” Timewatch, BBC 2, November 21, 2003, http://www.bbc.co.uk/programmes/p032kj2p.

[2] Osborn, Henry Fairfield, 1922

[3]American Museum Novitates, 37, p. 2

[4] The fourteenth edition of the Encyclopaedia Britannica (1929, 14:767)

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com