عدد رقم 6 لسنة 2018
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
ثم بعد ذلك الدينونة  

   لقد ماتت أمه وتركته صبيًا في الخامسة عشر من عمره، ولم تكن تخشى الموت لأنها كانت مسيحية حقيقية، وكانت تعلم أن الموت ليس إلا جسرًا ينقلها إلى السماء لتكون مع المسيح، وكان كل اهتمامها هو خلاص ابنها الوحيد.  كانت تُصلِّي لأجله كثيرًا ولم تنسه حتى وهي على فراش الموت، فطلبت إليه أن يركع بجانبها ويعدها بأنه سيلتقي بها في السماء ... عندئذ استودعته بين يدي الله، ورقدت في سلام ... لكن سرعان ما نسي هذا الابن أمه وصلواتها لأجله، وبالتالي نسي إله أمه، وأصبح وهو في سن العشرين سِكِّيرًا مُدمنًا، وأصبحت حياته تعيسة لدرجة أنه فضَّل عليها الموت.  لقد كانت المسافة بين منزله وبين الجسر المُقام على نهر الراين قصيرة، ولم تستغرق منه سوى دقائق قليلة دفع بعدها آخر ما يمتلك من المال ضريبة لعبور الجسر، وعندما وصل إلى منتصف الجسر ووضع يديه على الحاجز مُتأهبًا لإلقاء نفسه في النهر، إذا به يسمع صوتًا خفيًا يدوي في أعماقه يقول: «ثم بعد ذلك الدينونة».

   فزع الشاب من هذا الصوت وترك الحاجز، ومضى مسرعًا في شوارع المدينة وسط جمع من المشاة، وكان اليوم مطيرًا، فهرع إلى إحدى قاعات الاجتماعات التي كان يعقدها خادما الرب مودي وسانكي، وكانت الترنيمة حينئذ: أين أنت يا ابني العزيز الآن ... سروري وبهجتي وموضوع عنايتي ... موضوع محبتي وصلاتي ... أين أنت ... أين أنت الآن ... وعندما سمع الشاب هذه الترنيمة، تذكَّر منظر موت أمه وصلاتها الأخيرة من أجل خلاصه، وتذكَّر شروره الكثيرة وبُعده عن الله، ومحاولته الانتحار في تلك الليلة ... فأخذ يجهش بالبكاء مغطيًا وجهه بين يديه.  كان حمل خطاياه ثقيلاً على نفسه، وقد قاده هذا الشعور إلى التوبة.

   لقد استجاب الله صلوات أمه ونظر إلى دموعها، وأعطاه الحياة الأبدية والنجاة من الدينونة، وحصل على الغفران لجميع خطاياه، وتمتع بالسلام مع الله، وتيقن أنه سيكون مع المسيح في السماء، وسيقابل أمه هناك.

   أيها القارئ العزيز .. قد لا تكون سِكِّيرًا كهذا الشاب، لكن الكتاب يقول عنك وعن الجميع أنهم خطاة.  وقد لا تقودك خطاياك للانتحار، ولكنها ستقودك حتمًا، إن لم تتب، إلى الموت والدينونة والهلاك في الجحيم.  أنت تحتاج إلى الرب يسوع المخلص الذي أحبك ومات لأجلك، فليس بأحد غيره الخلاص.  وهو على استعداد أن يغفر لك مهما كانت خطاياك عظيمة، ويعطيك الراحة والسلام إن كنت ترجع إليه بدموع التوبة.  فهل تأتي بقلبك المُتعَب لتستريح؟ تعال وهو سيفتح قلبه مُرحِّبًا بك.  

 

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com