عدد رقم 5 لسنة 2018
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
الرسالة الأخيرة من السماء  


«يقول الشاهد بهذا نعم.  أنا آتي سريعًا.  آمين تعال أيها الرب يسوع» (رؤ22: 20)

   هذه هي الرسالة الأخيرة الموجهة للكنيسة، إنها الكلمة الأخيرة من السماء إلى أن يجيء الرب.

   لقد مر على الكنيسة وقت تعب وانتظار ومعاناة، لكن مجيئه سوف يبدل ظلام الليل إلى سرور وفرح أبدي.  إن ظلال الزمن ها هي تنحسر، وأول خيوط أشعة اليوم الأبدي، الذي لا يعرف الليل أو الدموع تلوح.  تشدد أيها السائح المُتعَب، ففي الصباح ترنم.  إننا لا ننتظر تحقيق النبوة، لكن ننتظره هو من السماء.  فهل مجيئه حقيقة حية لنفوسنا؟ هل يؤثر على حياتنا ويُكيف سلوكنا ويشد أزرنا؟

   يجيب يوحنا، كالممثل للكنيسة، على إعلان الرب بكلمات تُعبِّر عن أشواقه هو أيضًا.  لقد أُعلنت حقيقة مجيء الرب بواسطة الآتي نفسه، فاهتز لها قلب الرسول الشيخ، لكنه تحت قيادة الروح القدس لم يُعبِّر فقط عن مشاعره الخاصة بل عن مشاعر الكنيسة كلها، فقال: «آمين تعال أيها الرب يسوع».

   آه يبدو أن انتظاره طال، لكن بُناءً على الحساب الإلهي لقد مَرَّ يومان فقط (2بط3: 8).  إن اضطهاد وأحزان إسرائيل، خطايا ومآسي الأرض الملعونة، يأس وحيرة الكنيسة، كلها تتطلب مخلصًا.  فالحاجة ماسة إلى يد حاكمة قوية تُصحح الأوضاع، ولا يمكن أن يسد هذه الحاجة إلا الرب يسوع المسيح.  أما نحن فلسنا إلى هذا نتوق، بل إلى شخصه.  لقد مات لأجلنا والآن حي لأجلنا وسيأتي ثانية لأجلنا.  «آمين تعال أيها الرب يسوع»، وهذا هو النداء الحار للكنيسة.

تاقت لك العروس      حنت لك النفوس

طال  اغترابنا         يا صادق الوعود

   وفي الختام «نعمة ربنا يسوع المسيح» مع جميع القديسين، الأقوى والأضعف، الآباء والأولاد، هم غرض نعمته على السوية.  إن نعمته تفيض عليهم من خلال الغيوم أو الشمس الساطعة، في الليل أو النهار، في الرحب والضيق، نعم في كل الأوقات والظروف لا تفشل بل تسندهم وتقويهم إلى النهاية.

                                                                                 والتر سكوت  

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com