«لِذَلِكَ نَحْنُ أَيْضًا إِذْ لَنَا سَحَابَةٌ مِنَ الشُّهُودِ مِقْدَارُ هَذِهِ مُحِيطَةٌ بِنَا، لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْلٍ

وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ، وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ

أَمَامَنَا، نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ»

(عب12: 1، 2)

كان ذلك في بداية فصل سباق الطرق وتخطي الحواجز، وكان المُتدربون يرصدون نتائج جريهم في مختلف الطرق قبل السباق ليختاروا ما يناسبهم.

لاحظ المدرب أن أحد الشباب، وهو يحاول أن يتخطى الحواجز، كان يجد صعوبة بالغة في ذلك الأمر.  لم يكن فقط متأخرًا عن زملائه المتسابقين وهم يتدربون، ولكنه كان دائمًا يصدم الحاجز بقدمه المتقدمة، بما كان يؤدي إلى تعثره وسقوطه.

وبعد أن راقبه المدرب لفترة دعاه جانبًا وطلب منه أن يلاحظ أفضل المتدربين على تخطي الحواجز، ويركز على طريقة حركة ساقيه وهو يتخطي الحاجز، ثم سأله: ماهي العلاقة بين حركة ساقيه والحاجز.

ركز الشاب نظره على زميله المتسابق لفترة، ثم أدرك جيدًا ما قصده المدرب من ملاحظة المتسابق.  لقد كانت كل خطواته قفزات عالية من البداية، وكأنها تتخطى حاجزًا أمامها، وهكذا فكأن الحاجز الفعلي لم يكن موجودًا.

ابتسم المدرب قائلاً: إذا أردت أن تتخطى الحواجز، لا تركز نظرك على الحاجز، ولكن ركز تفكيرك على استمرارك في خُطى واسعة وعالية، ناظرًا إلى خط نهاية الطريق، فإذا تدربت على استمرارية الخطى الواسعة المرتفعة فلن تصطدم بالحاجز، ولن تنشغل بتغيير المسافة بين ساقيك.  إذا ركزت على الحاجز، ستصطدم به لا محالة.  إن الطريقة المثلى للسباق تعتمد على جهة تركيزك.

والآن – إخوتي الأعزاء – فإن الدرس الذي تعلمته واضحٌ تمامًا.  إذا سرنا بخطوات الإيمان العالية مع الرب، بينما نحن نجري في سعينا وجهادنا الحسن، فسنستطيع أن نتغلب على الصعوبات عندما تعترض طريقنا، وسنتخطاها بثبات وخطوات واسعة، تعودنا عليها عندما لم تكن هناك صعوبات.  أما إذا سرنا بتهاون في راحتنا، فعندما تأتينا الصعوبات، سنركز عليها، وتضطرب أفكارنا وتنشغل بكيفية التغلب عليها.  وليس فقط سنتأخر في طريق سعينا، بل سنصطدم بالعقبات ونتعثر، بل وأيضًا قد نسقط.  وتعلمون كم يكون ذلك مؤلمًا.