عدد رقم 3 لسنة 2018
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
بعد قليل جدًا  

«لأنه بعد قليل جدًا سيأتي الآتي ولا يُبطئ»

(عب10: 37)

   عندما ذهب يعقوب ليبحث عن زوجة له في فدان آرام، اتجهت محبته إلى راحيل بنت لابان.  وتعهد أن يخدم أباها سبع سنين حتى يأخذها كزوجة، «وكانت في عينيه كأيام قليلة بسبب محبته لها» (تك29: 20).  إن سبع سنين تُعتبر فترة طريلة، ولكن هكذا كانت محبة يعقوب لراحيل قوية وحارة وثابتة، حتى أن السنين الطويلة التي قضاها في التعب والانتظار بدت له «كأيام قليلة».  لقد طوت محبته الشديدة تلك الفترة، وتلذذت هذه المحبة بالأفراح المنتظرة.  وهكذا أيضًا بالنسبة لنا في الوقت الحاضر.  فإن قلوبنا تنتعش بمناظر الأفراح والأمجاد المنتظرة، والروح القدس يحدثنا عن عريسنا وحبيبنا في كل أمجاده وصفاته، ويؤكد لنا أنه سيأتي سريعًا، ويشوقنا إلى لحظة اللقاء وتحقيق الرجاء.  عندئذ سنظهر صبر الرجاء ونتعايش مع الألم والضيق وأشواك الطريق.  إن المحبة تزود الرجاء بأجنحة النسور ليصعد إلى سماء السموات حيث الشخص المبارك الذي نحبه ونتوق إليه وننتظره.

   إذ تنتهي الأيام كالحلم في المنام وأصعد .. أشاهد المسيح بجنبه الجريح .. هناك أستريح وأسعد.  

   وبينما نتوقع مجيئه، فإن الغربة ستهون، وفترة انتظارنا مهما طالت تُصبح بالنسبة لنا «كأيام قليلة»، لأن محبته لنا وأشواقه نحونا تؤكد أنه لن يتأخر.  «الرب نفسه بهتاف .. سوف ينزل من السماء».  وماذا تكون لحظات الانتظار حينما تُقارَن بالأبدية الطويلة التي لا تنتهي، والتي سنقضيها معه، ونكون خلالها في شركة سعيدة وفرح أبدي مجيد، لا يشوبه غيوم، مع الفادي الحبيب والعريس المجيد؟ إننا سننسى سريعًا كل المتاعب والهموم التي صادفتنا هنا في رحلة تغربنا، وهو سيمسح كل دمعة ذُرفت من عيوننا.

   يوم اللقاء فيه تفرح القلوب .. يوم اللقاء فيه ينقضي النحيب .. وأحلى ما فيه نرى وجه يسوع

  يوم اللقاء أحلى أيام الوجود .. يوم اللقاء ندخل العرس المجيد .. وأحلى ما فيه نرى وجه يسوع

                                                                                 

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com