عدد رقم 3 لسنة 2018
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
الحوت الأزرق  


   بانتحار ابن عضو مجلس الشعب السابق حمدي الفخراني في أبريل 2018 وذكرت أخته أن السبب هو لعبة ”الحوت الأزرق“، تساءل البعض عن ماهية هذه اللعبة.  فنقول:

   اللعبة اخترعها طالب علم نفس روسي اسمه فيليب بوديكين 21 سنة، قال إن هدفه من هذه اللعبة هو "تنظيف" المجتمع من خلال دفع الناس التي ليس لها قيمة إلى الانتحار.
اللعبة مكونة من 50 مستوى تقريبًا.  أول مستوى فيه يطلبون منك أن ترسم رمز
F57 أو حوتًا على ذراعك بآلة حادة وتصوره وترسله للمشرفين على اللعبة لكي يتأكدوا أنك دخلت اللعبة.  والمهمة التي بعدها أن تصحو الساعة 4 أو 5 صبًاحًا، ثم يرسلون لك مقطع فيديو فيه موسيقى غريبة تسبب حالة اكتئاب وحالة تدمير نفسي ويستمر المشترك يحرق في أماكن في جسمه ويحاول أن يؤذي نفسه بأي جروح، ولما يصل للمستوى ال 50  يطلبون منه الانتحار، إما برمي نفسه من شباك أو طعن نفسه بسكينة.  ولو حاول أن يتراجع أو يرفض يبدأون بتزويده بمعلومات جمعوها عن المشترك من خلال كمية ضخمة جدًا من الأسئلة الشخصية عن عائلته وحياة وأسرار المشترك في اللعبة، ويهددونه بها لو حاول أن يتراجع وينسحب من اللعبة بأن يفضحوه أو يفضحوا أهله أو أي معلومات سرية عنه هو قالها لهم، أو يؤذون أهله أو يقتلونهم.  وكل هذه الأسئلة لكي يكسب اللاعب الجديد ثقة المشرفين علي اللعبة ويعملونه حوتًا أزرق.  طريقة تشغيل اللعبة عن طريق ال IP الخاص بموبايل المشترك ويدخلون على IP موبايل المشترك أثناء التسجيل، وهذا يساعدهم أن يعرفوا معلومات وأسرارًا أكثر عن الضحية.  مثلاً يحضرون كل الملفات التي على موبايله، منها الصور سواء له أو لأصحابه أو لأهله وأرقام الموبايلات التي معه، ولو أحب أن ينسحب أو يخرج، فالمشرفون يرسلون له مثلاً رقم أو صورة والده أو والدته ويهددونه أنهم سيقتلونهم أو يفضحونهم أو يؤذونهم!

 وهذه من حالات الانتحار التي ذُكرت:

- إنچلينا داڤيدوڤا 12 سنة.  طرحت نفسها من الدور ال14 في روسيا سنة 2015.

- فيرونيكا فولكوڤا 16 سنة، وانتحرت معها صاحبتها يولا كونستنوڤيا 15 سنة.
- خلود سرحان العازمي 12 سنة بالخفجة بالسعودية.
لكن هيا بنا نذهب لكلمة الله لنرى كم تحذرنا من القائد الحقيقي لهذه اللعبة ألا وهو إبليس، وهو الذي يقود الشباب لتدمير أنفسهم بأنفسهم، فذاك «كان قتالاً للناس من البدء» (يوحنا8: 44)؟

1- قتال للشباب: الرب يريد أن يكون الشباب بطاقاتهم ووقتهم سهامًا مبرية في يده وفي جعبته «كسهام بيد جبار هكذا أبناء الشبيبة.  طوبى للذي ملأ جعبته منهم» (مز127: 4، 5).  فلأن إبليس يرى فيهم رواد المستقبل، يريد أن يتخلص منهم مبكرًا، وهذا ما حاول عمله مع موسى عندما خطط فرعون لإبادة الأطفال الذكور العبرانيين ( خروج1: 22).  وهو ما حاول عمله أيام الرب بقتل هيرودس كل الصبيان في بيت لحم من ابن سنتين فما دون (مت2: 16).  وكم يحاول إبليس تدمير الصغار حتى الآن!

2- طرق عاقبتها الموت: الكتاب يذكر مرتين في سفر الأمثال: أنه «توجد طريق تظهر للإنسان مستقيمة، وعاقبتها طرق الموت» (أمثال14: 12؛ 16: 25).  فربما يجهل كل من دخل هذه اللعبة النهاية المأسوية لها.  وهكذا كل طرق إبليس حتى وإن بدت جذابة في البداية، فهي كالخمر تبدأ مرقرقة وفي الآخر «تلسع كالحية وتلدغ كالأفعوان» (أمثال23: 32).

3- القناص الحقيقي: اصطياد القائمين على هذه اللعبة لضحاياهم هو جزء من مخطط إبليس.  عندما نذهب إلى ألاعيبه بإرادتنا، ففي النهاية سنصبح بلا إرادة، وسنفعل فقط ما يمليه علينا.  لهذا كانت طلبة بولس لتيموثاوس أن يؤدب بالوداعة المقاومين ليستفيقوا من فخ إبليس إذ قد اقتنصهم لإرادته (2تيموثاوس2: 26).

4- امتلاك الأذهان: قال المحللون إن القائمين على هذه اللعبة يؤثرون على مشاعر الإنسان وأفكاره وحالة ذهنه، وفي النهاية يطلبون منه ما يريدون، وهو ينفذ.  وهكذا دائمًا الذهن يقود القدم.  وعندما يحاصر إبليس الذهن ويمتلكه يمتلك الحياة، لهذا فأرض المعركة دائمًا هي الذهن، وأغلب حروب إبليس معنا فكرية، لأنه يعلم جيدًا أن الفكرة لا بد أن تخرج للنور في صورة عمل، حتى ولو كان عملاً مدمرًا.  وهذا ما يحدث مع الشباب الذي يدخل على هذه اللعبة.

5- الموت الأخطر: ينتحر الشباب من خلال خطوات هذه اللعبة خوفًا من الفضيحة أن يقوم القائمون عليها بفضحهم وتعريتهم أمام المعارف ويتناسوا أنهم ذاهبون للعري الأبدي ويبكي ذووهم عليهم لسبب الموت ولا يفكرون كم هو مؤلم الموت الأبدي والذي هو أخطر من انفصال الروح عن الجسد «وأما الخائفون وغير المؤمنين والرجسون والقاتلون والزناة والسحرة وعبدة الأوثان وجميع الكذبة فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت الذي هو الموت الثاني» (رؤيا21: 8).

6- ابتلاع الحوت: يستعيرون اسم الحوت لهذه اللعبة، وفي الحقيقة الحوت بلع يونان ولم تكن هذه نهايته.  لكن الحوت الحقيقي- إبليس يبتلع دون رجعة.  لهذا قال الرسول بطرس: «اصحوا واسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمسًا من يبتلعه هو» (1بطرس5: 8).
وكان رجاء بولس لأجل الشخص الذي سقط ورجع وتاب في كورنثوس أن المؤمنين يقبلونه لئلا يُبتلع من الحزن المفرط (2كو2: 7)، وكم ابتلع إبليس أشخاصًا في اليأس والقنوط وفقدان الأمل.

7- الحوت الأزرق كشف تقصير الأباء: الحقيقة كون الآباء لا يدرون وابنهم قد ذهب إلى المقابر ليأخذ صورًا سلفي هناك، أو يستيقظ باكر ليأخذ صورة على السطح أو سور المنزل، وكونهم لا يلحظون أن ابنهم لا يتكلم معهم عدة أيام، وكونهم لا يلحظون التغير الذي حدث مع أولادهم قبل الانتحار، فهذه هي الكارثة الحقيقية التى توضح أن بعض الآباء يضحون بالأسرة لأجل جمع المال أو لأجل العمل، ويتناسون أن وكالتهم الحقيقية أمام الرب هو أن يربوا أولادهم بتأديب الرب وإنذاره، ويعتنوا بهم.  قد يقول البعض أن أبناءهم مراهقون وينعزلون عن آبائهم، وقد يكون في هذا بعض الحق، لكن ماذا عن التغيرات الكثيرة في السلوك التى تسبق عملية الانتحار؟ ألا تحظى ولو بقليل من الانتباه؟ ليتنا كآباء نقضي وقتًا مع أولادنا، ونكون قريبين منهم لئلا نستيقظ، ولكن بعد فوات الأوان.

ليت الرب يحفظ شبابنا وطاقتنا له ويحفظنا من كل حيل العدو، فنحن لا نجهل أفكاره، إنها مدمرة ومهلكة.

 

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com