عدد رقم 3 لسنة 2018
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
كيف لا إيمان لكم  

(مر4: 40)

   «أين إيمانكم»؟ قالها الرب لتلاميذه المضطربين بسبب العاصفة، عندما أيقظوه قائلين: «إننا نهلك».  وكانت كلماته فاحصة مُميزة أفكار القلب ونياته، كاشفة عن عدم إيمان دفين.  ولم يسجل الكتاب جوابًا من التلاميذ.  كانوا حيارى وخجلين، لأنه أي عذر لمؤمن لا يثق في الرب عند الأزمات، خاصة بعد أن رأوا مجده في كثير من المواقف؟  لقد كانت في صرختهم نغمة يأس تحت الشعور بالخطر، إذ نسوا إمكانيات الرب الموجود معهم.  ولو عمل الإيمان في قلوبهم لتمسكوا به ووثقوا في محبته واستندوا على حكمته وآمنوا بقوته.  لكن خوفهم كشف ضعف إيمانهم فصرخوا: «يا معلم إننا نهلك» (لو8: 24).  وماذا نحن فاعلون وسط الأنواء التي تهددنا ونحن نعمل عمل الرب؟ إن رياح التعاليم الفاسدة التي يثيرها الشيطان من خلال معلمين كذبة، وأمواج الروح العالمية التي تلاطم السفينة وتشتتها وتعيق تقدمها، تريد أن تحطم بنيان الجماعة التي تتماسك معًا للشهادة للرب.  هل نثق بالرب في هدوء ويشدنا الإيمان معًا، أم أننا خائرون وخائفون؟ هل أخذتنا رعدة فصرنا نصرخ: يا معلم إننا نهلك، أو أن الأساسات تتزعزع، والثوابت تنهار، وكثيرون ممن كانوا بارزين قد ارتدوا عن الحق؟ في حين أنه قال: إن أبواب الجحيم لن تقوى عليها.  يا لنا من تلاميذ حيارى مثقلين لمعلم راسخ الخُطى لا يخون!  ليت كلماته التي قالها لتلاميذه قديمًا تدخل إلى أعماقنا «كيف لا إيمان لكم»؟  هل سفينتنا الصغيرة والرب في وسطها يمكن أن تغرق بهجمات الشر والأعداء؟ هل نؤمن أن الرب في وسطها فلن تتزعزع، وأنه قادر أن يحفظنا غير عاثرين ويوقفنا أمام مجده بلا عيب في الابتهاج؟

   إن هذه الحادثة تتحدانا، وفي نفس الوقت تعزينا.  إننا أحيانًا نرى ريحًا جارفة تهز كيان الجماعة، وسمومًا خبيثة ينفثها العدو بين البعض، وبوادر انقسام وخراب روحي تلوح في الجو، ويبدو كأن الرب صامت لا يتحرك ولا يقول كلمة ذات سلطان آمر لكي تهدأ الأمور.  فلنتشجع وليكن لنا إيمان واثق في الله وسط النوء أو في الصحو والهدوء.  لنثق أن الرب معنا وهو سيد الموقف مهما كانت هجمات العدو.

                                                                              

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com