عدد رقم 2 لسنة 2018
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
بقيت راحة لشعب الله  


 (عب4: 9)

   ما أبعد الفرق بين ما سيكون عليه المؤمن في السماء، وبين ما هو عليه هنا.  هنا الغربة والعناء والشقاء، ولكن في السماء لا يوجد أي نوع من الأتعاب.  هنا يشتاق أن يخدم سيده، ولكنه يجد أن قدرته غير متكافئة مع غرضه، ولذا فإن صرخته الدائمة هي: أعني لأخدمك بكل قوتي يا إلهي.  وإذا كان نشيطًا في الخدمة فسيكون أمامه عمل كثير، ولذلك سيصرخ: إنني لا أتعب من العمل ولكني أتعب فيه بسرور.  إن يوم التعب لن يدوم إلى الأبد، والشمس قد اقتربت من الأفق، وشتشرق ثانية بيوم جديد أكثر لمعانًا من أي يوم رأته عيناك على الأرض، وعندئذ ستستريح من أتعابك، وتنسى كل أحزانك.  هناك هو نفسه سيتمنطق ويتكئنا ويتقدم ويخدمنا.

   قد تجد هنا على الأرض راحة جزئية، ولكن هناك الراحة الكاملة.  هنا لا يحصل المؤمن أبدًا على استقرار، فهو يشعر دائمًا بأنه لم يصل إلى مبتغاه، لكن هناك سيستقر كل شيء إذ نصل إلى قمة الجبل عندما نصعد إلى السماء ونستريح في حضن حبيبنا.

   أيها العامل التاعب والجندي المحارب، تذكر ذلك اليوم حينما تسمع من شفتي سيدك: ”كفاك قتالاً متعبًا“.  هنا تتعرض زهورنا الجميلة للذبول، وإنساننا الخارج يفنى، وتختفي أسعد أيامنا في ظلام الليالي، وتنكسر أمواج مد السعادة مُخلفةً جَزر الأحزان.  ولكن هناك كل شيء خالد وبهيج.  تظل القيثارة جديدة للأبد، ولا يلحق الصدأ بالتاج، ولا يصيب العيون كلل، ولا يخفت الصوت، والقلب لن يعتريه الوهن.

   يا له من يوم سعيد! عندما يُبتلع المائت من الحياة بلبس الأجساد المُمجدة، ونُخطَف جميعًا في السحب لملاقاة الرب في الهواء، ويبدأ سبت الراحة الأبدي، وفي النهار الأبدي نساكن الحبيب.

ما أبهَى  مكانًا  أُعِدَّ  لنا  ...  زانَه  جمالُ  شخصِ  ربِّنا  

                      فيه  نستريحُ  من  أتعابنا ...  ونرى  الحبيبَ  مَنْ  أراحنا

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com