عدد رقم 2 لسنة 2018
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
الانفجار الكبير 2  


نقد التطور1 –  BIG-BANG

 

بعدما وضع العلم، العلماء الملحدين في مأزق كبير، وهو أن الكون غير أزلي، بل له بداية، قبلها لم يوجد شيء على الإطلاق، حاول العلماء إيجاد تفسير لبداية الكون بدون تدخل لله كقوة خارجية، وأشهر هذه المحاولات هو ما يسمى "بالانفجار الكبير" أو “البيج بانج”.  ولكن في الواقع ظل “البيج بانج” عاجزًا على إجابة أهم الأسئلة: كيف أوجد العدم المادة؟ أو كيف أتت المادة من لا شيء بواسطة لا شيء؟ فالبيج بانج تبدأ بوجود مادة تنفجر (أو تتمدد بقوة)، ولكنه لا يشرح من أين أتت هذه المادة، وأكثر العلماء إلحادًا يعترفون حتى يومنا هذا: “نحن لا نعلم الآن، ولكننا اقتربنا من إجابة هذا السؤال”.  أما بعضهم فحاول الشرح بطريقة علمية كيف أتت المادة من العدم، وأقل ما يقال على هذه الشروحات أنها مضحكة للغاية لِما تحويه من كم ضخم من التخيلات السخيفة والساذجة! كما أن كل هذه المحاولات بُنيت على وجود شيء أوَّلي مثل الجاذبية؛ التي لا يمكن أن توجَد بدورها بدون مادة، كما أن الجاذبية نفسها لا يمكن أن تُسمى عدم! أو ما يُسمى بشحنات موجبة وسالبة متعادلة، وهذا أيضًا لا يُسمى العدم.  كما احتاجت لعوامل تحدث في وقت معين وهذه العوامل أيضًا لا تُسمى العدم! وعمومًا، فإن أي نموذج لنشأة الكون من العدم يتضمن شروطًا أولية ويتطلب حالة أولية، دون أن يفسر سبب نشأة هذه الظروف ولا هذه الحالة.  بالإضافة إلى التعارض الصريح مع القانون الأول للديناميكا الحرارية الذي ينص على أن: “المادة والطاقة لا تفنى ولا تُستحدَث من العدم، لكن تتحول من شكل إلى آخر”، مما يجعل هذا النموذج مرفوضًا كرد علمي على السؤال السابق.

تبدأ نظرية “البيج بانج” بوجود حالة أولية ساخنة وكثيفة جدًا.  في هذه الحالة تجمعت كل مادة الكون في نقطة واحدة، وكانت كثافتها لا نهائية.  فإذا اتفقنا على هذا الافتراض الذي لا تفسير له، نجد أنه افتراض ضد العلم الذي يتعامل مع كل ما هو طبيعي.  فطالما نتكلم عن شيء لا نهائي، نحن نتكلم بذلك عن شيء خارق للطبيعي وليس طبيعيًا! وتُعلِّم النظرية بحدوث عدة انفجارات (أو تمددات) هائلة منذ أكثر من 13.7 بليون سنة أنشأت الكون الذي نراه الآن! ولكي لا ندخل في تفصيلات كثيرة معقدة، سوف نكتفي بالرد فقط على فكرة “الانفجار الذي يولد نظام”.  إذ أن الانفجار في حد ذاته يتعارض مع القانون الثاني للديناميكا الحرارية الذي ينص على “وجود ميل طبيعي للأنظمة المنعزلة للتحول إلى أنظمة أكثر عشوائية”.  فكيف تكوَّن 90 عنصرًا طبيعيًا نتيجة انفجار عشوائي؟! وكيف أنتجت العشوائية البحتة، نظامًا في غاية الدقة والتعقيد يظهر في النجوم والمجرات وكل شيء نراه؟ وعليه فإن الاعتقاد بأن انفجار محرك سيارة قد ينتج طائرة نفاثة، يُعَد أكثر عقلانية من الاعتقاد بأن هذا الكون المعقد جاء نتيجة انفجارات عشوائية لمواد أتت من العدم وبفعل العدم!

                                                              قام بهذا البحث: 

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com