عدد رقم 2 لسنة 2018
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
خاف فبنى فُلكًا لخلاص بيته  


«بالإيمان نوح ... خاف، فبنى فُلكًا لخلاص بيته، فبه دان العالم، وصار وارثًا للبر الذي حسب الإيمان» (عب11: 7)

   كان نوح كارزًا بالبر، ويحمل شهادة لعالم الفجار عن الدينونة القادمة التي ستمحو الحياة من على الأرض.  لقد تلقى إعلانًا مباشرًا من الله أنه سيرسل طوفانًا على الأرض.  ورغم أنه لم يفهم طبيعة هذه الكارثة لكنه خاف، وصدق الإعلان، وتعامل معه بكل جدية وارتعاد، وهذا هو الإيمان الحقيقي.  وآمن كذلك أن هناك وسيلة نجاة وحيدة من هذه الدينونة، وهي الفُلك.  لذلك بنى الفُلك لخلاص بيته.  ونتيجة ذلك أنه دان العالم كله الذي رفض الإيمان بمجيء الطوفان، ورفض الملجأ الوحيد الذي أعده الله للخلاص.  و«كل من لا يصدق الله فقد جعله كاذبًا». 

   كان نوح يتطلع إلى العالم حوله ويقول: سأكون وارثًا لكل هذا في يوم قادم، لأني احتميت من الدينونة إذ آمنت بالله.  فالإيمان يرث كل ما يعطيه الله.  والعظماء في هذا العالم الآن ليسوا هم المالكين الحقيقيين لكل ما بين أيديهم.  ولكن الرسول يقول للمؤمنين: «كل شيء هو لكم ... وأما أنتم فللمسيح» (1كو3: 22، 23).

   لقد دان نوح العالم، وشهادته بكتت العالم على خطية عدم تصديق إعلان الله، ورفض طريق الخلاص الوحيد الذي رتبه الله.  وصار هو وارثًا لكل ما يعطيه البر الذي بحسب الإيمان.  وعندما خرج من الفُلك تطلع إلى عالم جديد، هو المالك الوحيد له.  كان مالكًا وحاكمًا وسيدًا لكل العالم.  وقد صار كذلك بواسطة الإيمان الذي تمسك بأقوال الله.

   وإذ نطبق هذا بطريقة بسيطة لا نشك بأن هناك فُلكًا أجمل للاحتماء من الدينونة نجده في المسيح وصليبه.  وربما تطلع رجال العالم القديم في أيام نوح وهزأوا قائلين: لا يوجد أي دليل على طوفان قادم.  وبالتالي رفضوا فُلك النجاة.  واليوم يستهزئ العالم كما كان في أيام نوح، وهذا ما قاله رب المجد: كما كان الناس في أيام نوح، كذلك في مجيء ابن الإنسان.  كانوا يأكلون ويشربون، ويتزوجون ويزوجون، ويهزأون بفكرة الدينونة.  ولكن كما جاء الطوفان على عالم الفجار في أيام نوح وأهلك الجميع، هكذا ستنصب الدينونة على الفجار والمستهزئين في الأيام الأخيرة.  وبينما يقولون سلام وأمان سيدركهم هلاك بغتة كالمخاض للحُبلى فلا ينجون.

   أخيرًا .. كان نوح سبب بركة وخلاص لعائلته، وقادهم للاحتماء في الفُلك، فهل أنت تقود أولادك نحو المسيح المخلص لينجو من الغضب الآتي؟

    

 

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com