عدد رقم 4 لسنة 2017
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
يأخذني أسكن البيت الرحيب!  

«أيها الآب أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي ... لينظروا مجدي» (يو17: 24).

   ما أحلى هذه الكلمات! ألا تترك فينا سرورًا عظيمًا إذا فهمنا معناها؟! وأي تأثير بالغ يتركه فينا هذا الحق: أن الله يريدنا أن نسكن معه شخصيًا في مسكنه لكي يسعدنا بالوجود الأبدي معه.  إنه لم يسكن قبلاً مع آدم في الجنة، بل كان يأتي لزيارته فقط.  فالجنة في الأرض لم تكن مكانًا لسكنى الله.  كذلك زار إبراهيم في خيمته، لكنه لم يسكن معه.  لكننا نقرأ في سفر الرؤيا عن شيء فريد: «هوذا مسكن الله مع الناس، وهو سيسكن معهم» (رؤ21: 3).  وياله من امتياز يخص الكنيسة بطول الأبدية!

   «ما أحلى مساكنك يا رب الجنود، تشتاق بل تتوق نفسي إلى ديار الرب» (مز84: 1، 2).  هكذا عبر بنو قورح عن إعجابهم بالمسكن الأرضي في أورشليم.  وهكذا كانت رغبة التلاميذ على جبل التجلي أن يظل المسيح بمجده معهم على الأرض.  لكنهم لم يحتملوا فكرة رحيله عنهم.  لكن الأرض لم تكن المكان المناسب ليبقى معهم، ولا المكان المناسب ليبقوا فيها.  فكان لا بد أن يمضي تاركًا لهم ولنا هذه الكلمات: «لا تضطرب قلوبكم ... في بيت أبي منازل كثيرة ... أنا أمضي لأعد لكم مكانًا ... آتي أيضًا وآخذكم إليَّ، حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضًا» (يو14: 1 – 3).

   إنه شيء جديد لم نسمع عنه من قبل ويحمل لنا بركة عظمى.  فالإنسان سيسكن مع الله في مسكنه في المجد.  «إله كل نعمة قد دعانا إلى مجده الأبدي» (1بط5: 10).  وقصد أن يأتي بنا كأبناء كثيرين إلى المجد، وأن نكون مشابهين صورة ابنه هناك.  وسيأتي المسيح ليأخذنا إليه، وإلى بيت الآب الرحيب، إلى مكان القداسة والمحبة، وأحلى ما فيه أننا سنرى وجه يسوع.  «أيها الآب أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث أكون أنا لينظروا مجدي» (يو17: 24).


© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com