عدد رقم 4 لسنة 2017
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
قنديل البحر  


لا يملك قنديل البحر: ”مخ، قلب، عظام، دم“، لا يملك حتى جانب أيسر أو جانب أيمن، ولا يوجد فرق بين الأمام والخلف، فهو يختلف كثيرًا عن مفهومنا للحيوانات، وهو يتكون من جزأين، جزء علوي يشبه المظلة، وجزء سفلي يشبه الأرجل وهو عبارة عن مجسات.  أكثر من 95% من جسمه عبارة عن ماء، بحيث تتكون المظلة من مادة هلامية (مثل الجيلي) تحيط بها طبقتان من الخلايا يحددان شكل المظلة، وبما أن هذه الخلايا رفيعة للغاية، فهي تسمح بدخول الأكسجين للجسم مباشرة دون الاحتياج لجهاز تنفسي.  تتحرك عن طريق حركات انقباضية بفضل مرونة جسمها. وأكبر قنديل حجمًا معروف باسم عرف الأسد (lion’s mane jellyfish) الذي يبلغ قطر جسمه 2,3 مترًا ويبلغ طول مخالبه 36,5 مترًا، مما يجعله أطول من الحوت الأزرق، بل وأطول حيوان على وجه الكرة الأرضية.

إذا تم قطع قنديل البحر إلى قسمين أو أكثر، فإن كل قسم يتجدد وينشئ كائن جديد، وبالتالي فإن هذه الطريقة تساعد على انتشاره وعدم القضاء عليه.  وقنديل البحر ليس بالوداعة التي قد يبدو عليها، فعدد البشر الذين يقتلون بواسطة قنديل البحر يفوق عدد الذين يقتلون بواسطة أسماك القرش، فيلدغ قنديل البحر 150 مليون شخصًا في السنة، أي خلال قراءتك لهذه السطور؛ دقيقتين مثلاً، هناك ما يقرب من 1000 شخص قد تم لدغهم بواسطة القناديل، وقناديل البحر كلها سامة، ولكن تتفاوت خطورتها من نوع لآخر.  فهناك لسعات في منتهى الخطورة، مثل تلك التي لقنديل البحر الأسترالي (Box jellyfish)، الذي يعتبر أكثر مخلوق سام على وجه الكرة الأرضية، فتسبب لسعته شلل وسكتة قلبية، يصعب على الضحية حتى الوصول للشاطئ، ويحتوي كل مخلب أو مجس على 500 ألف شوكة يحقن بها السم في الفريسة، كما أن هذا النوع من القناديل شفافة تمامًا يمكننا الرؤية من خلالها دون تمييزها.  ويملك أعضاء تشبه العيون يصل عددها إلى 24 تُمكِّنه من رؤية كاملة بزاوية 360 درجة.  ولكن عامة علينا أن نتحذَّر من مخالب القنديل التي تلدغ حتى بعد انفصالها عن الجسم نفسه أو حتى بعد موت القنديل.  وعلى الرغم من قدرات القنديل الدفاعية السامة، إلا أنها لها أعداء طبيعية كثيرة مثل: ”أسماك القرش، والتونة، وسمك أبو سيف، والسلاحف البحرية، وحتى سمك السلمون“.  وتعيش قناديل البحر حياة قصيرة تتراوح من بضعة ساعات، إلى بضعة شهور لا تصل إلى سنة كاملة.  والعديد من قناديل البحر لديها أجهزة إضاءة حيوية، والتي ينبعث منها الضوء.  هذا الضوء قد يساعدهم في جذب الفريسة أو تشتيت الحيوانات المفترسة.

لعلاج لدغات القنديل، تنصح جمعية القلب الأمريكية بغسل المنطقة المصابة بالخل لمدة 30 ثانية على الأقل، ثم نقع الجزء المصاب في الماء الساخن (40- 45 درجة مئوية) لمدة 20 دقيقة، بالإضافة إلى كريمات مضادة للحساسية.

ولنا أن نتعجب من حكمة الإنسان وحرصه في تعامله مع القناديل، إذ تجنب الكثيرون نزول البحر هذا العام وفضلوا استخدام حمامات السباحة خوفًا من لسعة القنديل، بينما في ذات الوقت ما أقل ما يفكر فيه الإنسان بخصوص حياته الأبدية وعذابات الجحيم!

                                

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com