عدد رقم 2 لسنة 2014
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
الفيل  

الفيلة هي أكبر الثدييات البرية التي تعيش في العالم، وهي من الثدييات القليلة جدًا التي لا يمكنها القفز مطلقًا، ويوجد نوعان من الفيلة، الفيل الأسيوي والفيل الأفريقي.  يبلغ ارتفاع الفيل في المتوسط 3 متر، ويتراوح الوزن من 2 - 10 طن.

الطعام الطبيعي للفيلة هو العشب، ويمكنها أن تنفق 16 ساعة يوميًا في جمع الأوراق، والأغصان، والجذور، بينما تنام ساعتين فقط في اليوم!!  فهي تحتاج إلى 200 كجم من الغذاء يوميًا بالإضافة إلى 100 لتر من الماء. وهي لا تستطيع البقاء على قيد الحياة أكثر من 24 ساعة دون شراب، ولهذا لا تبتعد الفيلة عن مصدر المياه، كما أن الماء ضروري للاستحمام كل مساء أيضًا، فالفيلة تجيد السباحة ويمكنها أن تغطس بأكملها تحت الماء، مستخدمة ”الزلومة“ كأنبوبة تنفس. وهي عبارة عن 40 ألف عضلة مرنة، تُمثِّل امتدادًا للشفة العليا وأنف الفيل. وتتمتع ”الزلومة“ بحساسية بالغة، قادرة على تمييز حجم وشكل ودرجة حرارة الجسم، ويستخدمها الفيل في رفع الطعام، وسحب الماء ثم سكبه في فمه. فهي يمكنها حمل 7.5 لتر من الماء في الدفعة الواحدة. كما أنها تستطيع رفع من 300 إلى 500 كجم.

كل الفيلة لها أنياب، ماعدا إناث الفيلة الأسيوية.  وهي تستخدم أنيابها في الحفر والعثور على الطعام والدفاع عن النفس.  كما أن آذانها الكبيرة الرقيقة، تحتوي على شبكة معقدة من الأوعية الدموية تنظم درجة حرارة الجسم، ويمكنها سماع نداء الفيلة الأخرى من على بعد 8 كم.  بينما تفتقر الفيلة إلى حاسة النظر القوية.  وبسبب قوة الفيلة ليس لها أعداء طبيعيين، فالأسود والنمور لا تستطيع أن تفترس إلا الصغار والضعاف فقط من الفيلة.
الفيلة لديها أطول فترة ”حمل“ من جميع الحيوانات، فيستغرق حمل الإناث 22 شهرًا. وهي تلد كل 4 سنوات. وتبلغ متوسط فترة الحياة 70 سنة، وتعيش الإناث حياتها بأكملها في مجموعات كبيرة تسمى قطعان، بينما يترك الذكر القطيع في سن الـ 13 ليعيش بمفرده.

وتعد الفيلة من أكثر الحيوانات ذكاءً على وجه الأرض.  فمخهم يزن 5 كجم، كما أنه به ثنايات أكثر تعقيدًا من كل الحيوانات الأخرى.  وهي كائنات اجتماعية في غاية الرقة التي تظهر في الحزن والرحمة والتعاون، وتتمتع بقدرات تعلم ممتازة.  ويمكنها العناق مستخدمة ”زلومتها“ معبرة عن مشاعر الترحاب، وإذا تعرض أحد الفيلة للمرض، سوف تظهر العائلة بأكملها اهتمامًا فائقًا بهذا المريض، وإذا مات تنوح عليه بشدة، وإذا مرت بمكان سبق ومات فيه أحد أفراد الأسرة من قبل، فسوف تتوقف وتظل صامتة لعدة دقائق.

وما يجعلنا نعجب برقة هذا الحيوان هو قوته الشديدة، فروعة الرحمة تظهر وقت القوة وليس الضعف.  ليتنا نتعلم هذه الدروس العمليًة: الرقة والحساسية والتعاون والاجتهاد في الحصول على طعامنا الروحي وعدم الاستغناء عن الماء الذي هو كلمة الله.  
                                                                                                                                                                                                                  


© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com