تبلغ إجمالي مساحة المحيطات حوالي 362 مليون كيلو متر مربع أو ما يقرب من 71% من سطح الأرض. كمية المياه المتواجدة في المحيطات أكثر من 97% من كل مياه كوكب الأرض. توفر المحيطات أكبر مساحة مناسبة للحياة، حتى أن 94% من الحياة على كوكب الأرض هي حياة متواجدة في البحار والمحيطات! ومجموع سكان اليابسة جميعًا لا يمثلون سوى أقلية قليلة جدًا.
متوسط عمق المحيطات 3780 متر. وبما أن شعاع الضوء يمكنه اختراق حتى 100متر تحت سطح الأرض، مما يجعل معظم كوكبنا في ظلام دامس دائم. وحتى الآن لم يتم اكتشاف أكثر من 5% من محيطات الأرض، حتى أننا نملك خرائط لكوكب المريخ أكثر مما للتي لقاع محيطاتنا!
أطول سلسلة جبال في العالم تقع تحت الماء، وتسمى Mid-Oceanic Ridge، تمتد هذه السلسلة عبر وسط المحيط الأطلسي وتمتد إلى المحيطين الهندي والهادي. وتمتد إلى أكثر من 56327 كم طولاً، ولها قمم أعلى من تلك التي لجبال الألب، وهذه الجبال تمثل 23% من إجمالي مساحة سطح الأرض.
كثير من الحياة في المحيطات كما في الأرض غير مرئي للعين المجردة، فمثلاً إذا ابتلعت ميللي ليتر واحد من ماء المحيط، فإنك بذلك تكون قد قمت ببلع واحد مليون من البكتريا، و10 مليون فيروس!
متوسط درجة حرارة المحيطات هو 2ºC، وضغط المياه في أعمق نقطة في المحيط يبلغ أكثر من 8 طن لكل بوصة مربعة. وتحتوي محيطات العالم على ما يقرب من 20 مليون طن من الذهب!
أما إذا نظرنا إلى الأمواج التي تسببها الرياح، سوف نجد أن الموج ينكسر (ينقلب) عندما تصبح سرعة أعلى نقطة في قمة الموجة أكبر من سرعة باقي الموجة. وتبلغ سرعة الموج الذي تولده الرياح 97كم/ساعة، بينما تبلغ سرعة أمواج التسونامي 970كم/ساعة، أي أكبر من سرعة الطائرة النفاثة.
ولهذا يمكننا فهم لماذا يشعر الإنسان بصغره الشديد أمام المحيطات ولججها الرهيبة، مثلما حدث مع بولس عندما قال: «واشتد علينا نوء ليس بقليل. انتزع أخيرًا كل رجاء في نجاتنا» (أع27: 20).
ولكن الوضع يختلف تمامًا بالنسبة لله فقد أعلن نفسه لشعبه كمن كال بكفه المياه (إش40: 12)، والذي كل ما سبق وعرفناه من كبرياء المحيطات لا يتعدى سوى طفل وليد بالنسبة له، فنرى الله يسأل أيوب متعجبًا: «من حجز البحر بمصاريع حين اندفق فخرج من الرحم» (أي38: 8). فالله وحده هو الذي استطاع أن يحد كبرياء المياه، وأن يضع لها تخمًا لا تتعداه (مز104: 9).
فما أبعد الفارق بين التلاميذ وهم يصرخون أمام البحر قائلين: «يا معلم، إننا نهلك» (لو8: 24)، وبين الرب الذي «قام وانتهر الريح وتموّج الماء فانتهيا وصار هدوء» (لو8: 24).
ليتنا نطمئن لسلطان الله فنهتف قائلين: «قد علمت أنك تستطيع كل شيء ولا يعسر عليك أمر» (أي42: 2).
قام بهذا البحث