عدد رقم 3 لسنة 2013
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
أمامي مُتسع من الوقت  

   كنت معتادًا أن أستقل أتوبيسًا عامًا في تنقلاتي داخل وخارج مدينة بافلو، وكانت تحركاتي كثيرة بحكم عملي كمبشر، وعندما أتى المحصل أعطيته نبذة بعنوان "الطريق إلى الجحيم".  وعندما أخذها ضحك وقال لي: "أنت دائمًا تعطيني واحدة من هذه الورقات الدينية في كل مرة تقابلني! أعتقد أنك تظن أنني إنسان فاسد للغاية، لكن الواقع هو أنني رجل طيب وصالح، ربما مثل الذين كتبوا هذه النبذة أنفسهم".

   تناولت كتابي المقدس وسألته: هل رأيت هذا الكتاب؟ إنه يقول: «القلب أخدع من كل شيء وهو نجيس، من يعرفه»؟ (إر9:17).  وهذه هي حالة قلبي وقلبك بسبب الخطية الساكنة فينا، وهو أمر خطير، أليس كذلك؟

   رد الشاب: "حسنًا. يوجد لدي متسع من الوقت للتفكير في هذه الأمور، فإنني لا زلت شابًا".
   أجبته: نعم أنت شاب، ولكنك إذا تطلعت إلى القبور فستجدها على مختلف الأحجام لمختلف الأعمار، فالموت لا يفرق بين الشاب والشيخ، المريض أو السليم، الرجل أو الفتاة.

   ضحك الشاب ثانية وقال: "يوجد أمامي متسع من الوقت".
   عند مغادرتي السيارة قلت له: تذكر أن الوقت قصير، وليس ضروريًا أن تواجه نهاية مأسوية بدون المسيح وتذهب إلى الجحيم بدون رجاء، فلقد مات المسيح لأجلك لكي لا تذهب إلى الجحيم.

   وفي الصباح التالي سافرت بذات السيارة، ولكني وجدت محصلاً آخر أخبرني أن المحصل الشاب كان يعتزم قضاء أمسية ممتعة في حفلٍ ماجن، وأثناء عبوره الشارع دهسته سيارة مسرعة، ونُقل إلى المستشفى، وبعد ساعات فارق الحياة.

   شعرت بالأسى والحزن العميق والصدمة، وفكرت في أن ذلك الشاب المسكين لا بد أنه قد ذهب إلى الجحيم.  وتذكرت آخر كلماته: "يوجد أمامي متسع من الوقت"، ولم يفكر ذلك المسكين أنه في هذه الليلة ستُطلب نفسه منه (لو20:12).

   على أن أحدهم قد أخبرني في اليوم التالي في فرصة العزاء أن ذلك الشاب قد قبل المخلص في اللحظات الأخيرة، وطلب منه أن يخبرني بذلك. 
   أيها القارئ العزيز: إن الوقت منذ الآن مقصر، والله في رحمته ومحبته أعطى ذلك الشاب فرصة أخيرة استطاع بها أن يخلص مثل اللص على الصليب، ولكن ما أخطر أن تؤجل الرجوع إلى الله والتوبة وتقول: "يوجد أمامي متسع من الوقت".  وربما تكون هذه هي رسالة الله الأخيرة بالنسبة لك أنت أيضًا.  هوذا الآن يوم خلاص، هوذا الآن وقت مقبول.  إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم.  

               اغنم الوقت الوحيد المعطى لك    قلبك افتح ليسوع عاجلاً  
   

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com