عدد رقم 3 لسنة 2013
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
لوكنت مكاني  

أهلاً بكم أعزائي الشباب مع عددٍ جديٍد من بابكم "لو كنت مكاني" 
   
     كنا قد طرحنا في العدد السابق رسالة وصلتنا من صديق المجلة ( رامي ) يقول فيها:
أنا اسمى ( رامي)  مؤمن بالرب يسوع منذ أكثر من 10 سنوات، أعمل مهندسًا في أحد المكاتب الاستشارية.
لي في المكتب 8 زملاء و4 زميلات ، اثنان فقط منهم لهما علاقة بالرب يسوع.
مشكلتي هي أنني فاشل في قضية العلاقات. لا أقصد العلاقات العاطفية وانما أقصد العلاقات عمومًا.  فلا تمضي على علاقتي وصداقتي بزميل العمل أكثر من شهر، حتى تنتهي علاقتنا مع أصغر احتكاك بيننا.  وللأسف يكون إنهاء العلاقة من طرفي، فأنا شكاك وعصبي.  أرجوكم أفيدوني، كيف أحافظ على صداقاتي؟
                                                                           (رامي)
أهنئك :
نعم دعني أهنئك في البداية لبعض نقاط نجاحاتك التي ذكرتها في رسالتك.  فأنت مولود من الله منذ 10 سنوات كما ذكرت، وهذا هو لب النجاح الحقيقي في الحياة زمنيًا وأبديًا.  بل دعني أقول إنه أساس كل النجاحات الأخرى.  فالولادة من الله ونوال الحياة الأبدية، حياة الله هو الذي يقود إلى النجاح في العمل والنجاح في العلاقات سواء كانت علاقات اجتماعية أو علاقات عائلية.

أهنئك أيضًا لنجاحك في عملك.  فأنت تعمل كمهندس في أحد المكاتب الاستشارية كما ذكرت. ألا ترى معي أن هذا إكرام من عند الرب لك شخصيًا في هذا الزمن الصعب الذي نعيش فيه والذي تميزه البطالة وتقلص فرص العمل وتوقف بعض المصانع والشركات، وتسريح مئات العمال والموظفين من أعمالهم نتيجة الاضطرابات التي تشهدها منطقتنا العربية؟

العلاقات الإنسانية
ينبغي أن تعرف أن حياة الإنسان الطبيعي عمومًا قائمة على التعامل في علاقات مع باقي البشر، هذه العلاقات تنشئ مساحات من المودة والتقارب والتفاهم والانسجام.  وبما أن الإنسان بمفرده لا يستطيع أن يعيش بدون أصدقاء أو زملاء أو شركاء يتأثر بهم ويؤثر فيهم، يمنحهم اهتمامًا ويشبع جوعه للقيمة في اهتمامهم به، يمنحهم عطاءه ويستقبل منهم عطائهم.  إذًا فعلى كل واحدٍ منا أن يلاحظ كيف يبني علاقات ناجحة، وكيف يتجنب الفشل في العلاقات.

والعلاقة بالآخرين هي العنصر الثالث من عناصر العلاقات الثلاثة التي تشمل حياة الإنسان على الأرض بعد علاقته بالله وعلاقته بنفسه.  وعليه، تكون دوائر العلاقات متمثلة في الأبعاد الآتية:

البعد الروحي يظهر في علاقتي بالله
البعد النفسي يظهر في علاقتي بنفسي
البعد الإنساني والاجتماعي يظهر في علاقتي بالآخرين

لماذا نفشل في علاقاتنا؟

كما قلنا صديقي العزيز أن لب وجوهر العلاقات الإنسانية هو العطاء المتبادل، والاستعداد الداخلي للعطاء أكثر من الأخذ. لذلك قد يكون من ضمن أسباب فشل العلاقات ما يلي:
1- الاعتمادية المفرطة، بمعنى اعتمادك على الآخرين، وجعل الآخرين هم المصدر الوحيد لشعورك بقيمتك وشبعك الداخلي.  هذا الشكل من العلاقات يخبئ داخله رغبة عارمة للأخذ وليس للعطاء. وهذا ما يُعجل بفشل العلاقات ويجعل الآخرين ينفرون منك.

2- عدم فهمك لمن تتعامل معهم: فعندما تتعامل مع أي شخص، تجده يستمتع بالعلاقة معك في حالة تركيزك على نقاط قوته، والعكس صحيح في حالة التركيز على نقاط الضعف، تتوتر العلاقة بينكما.  ذلك لأن اللعب على نقاط الضعف، تجعله يشعر بالعجز والألم.

3- عدم الاحتفاظ بالأسرار: من ضمن أسباب فشل أي علاقة هو إفشاء الأسرار، وهذا سبب قاتل لأي علاقة، فضياع الثقة يقوض أساس العلاقات.

4- مطالبتك للآخرين باحتمالك وعيوبك وعدم احتمالك أنت لعيوبهم وتقصيراتهم.

5- عدم شعورك بالآخر: "المشكلة الرئيسية في عدم فهم الآخر هو انحصارنا داخل أنفسنا، وبالتالي عدم قدرتنا على رؤية وفهم الآخر... فالمشكلة ليست في الآخر بل فينا، فنحن لا نريد ولا نعرف كيف نضع أنفسنا مكان الآخر".  علىّ أن أسمع الآخر بصورة جيدة وأحاول أن أركز في كلامه لكي أفهمه... وأن أتفاعل معه، فعندما يبكي أبكي معه، وعلىّ ألا أفكر ولا أنحصر في نفسي وأنا أستمع للآخر.

6- التدخل في شئون الآخر الخاصة دون احترام لمساحة الحرية التي يمنحها لي الطرف الآخر(تجاوز الحدود).  ففي أحيان يتم هذا التدخل بصورة خبيثة دون أن يدري الطرفان أنهما يتداخلان بصورة مَرَضِّية في حياة بعضهما بعضًا.  وهذا يحدث في العلاقات الاعتمادية التي يعاني الطرفان فيها من جوع للحب.  فنتيجة لهذا الجوع، يقتربان من بعضهما البعض للحصول على الدفء، فيتم هذا التداخل دون أن يقصدا.  وبعد فترة يشعر أحدهما، غالبًا الشخص الأقل جوعًا للحب، بهذا التداخل فيقوم بتخفيض "درجة" العلاقة، أو ربما بسبب الضيق الشديد، يقرر إنهاءها فيشعر الطرف الآخر بالغدر. ألم يحذرنا الرسول بطرس من التدخل في أمور الغير؟

7- عدم إجادتك لفن التواصل مع الآخرين : أحيانًا لا يجيد الإنسان فن التواصل مع الآخرين مثل القدرة على التعبير والإقناع والسماع والإنصات للآخرين، مما يجعل الشخص يتوتر ويشعر بالفشل وينزوي منهيًا العلاقة من طرفه. وأعتقد أن هذا هو الحادث معك كما ذكرت في رسالتك ( تذكر كيف تواصل المسيح القدوس مع السامرية الساقطة، لكنه لم يهنها أو يقلل من احترامها)

كيف إذًا أنجح في علاقاتي؟
1- ماذا يقول الكتاب؟  القانون الذهبي للمعاملات الذي وضعه الرب يسوع: "فَكُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ النَّاسُ بِكُمُ افْعَلُوا هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا بِهِمْ.." (مت7: 12).  فإن نظم هذا القانون علاقاتنا لا بد أن تنجح.

2- أن نركز في حديثنا عما يُشعر الفرد بالنجاح والإنجاز والصفات الحسنة الإيجابية، ولا نركز على النغمة النشاز بل على النغمة الجيدة. مع الحرص الشديد كي لا نقع في خطية الرياء. فجروح المحب أثمن وأفضل من قبلات العدو.

3- معرفتي بنقاط القوة والضعف في الشخص الذي أتعامل معه، وأيضًا معرفتي ببعض المعلومات عن شخصيته وخلفيته ونشأته ومزاجه، كل هذا يجعلني أنتقي المداخل للكلام معه والمفردات والألفاظ التي لا تنفره مني.  ومن تعوزه الحكمة فليطلب من الله الذي يعطي بسخاء ولا يُعيِّر.

4-  إن بناء علاقات صحيحة سواء أكانت علاقة صداقة أو علاقة عاطفية أو علاقة مع الأبناء أو علاقة عمل أو أي علاقات في المجتمع، تحتاج إلى زرع بالدموع قبل الحصاد.  بمعنى ضرورة بذل جهد حتى تبقى العلاقات صحيحة وليست مريضة أو سطحية.  فالذي يزرع احترام سيحصد احترام، والذي يزرع محبة سيحصد محبة.  ولنستمر في الزرع والحصاد حتى لا تتحول الأرض إلى بور.  

5- كن مستمعًا جيدًا للطرف الآخر وتذكر أنك أن أحسنت الاستماع ستجد من يستمع إليك يوم احتياجك .

6- كن صبورًا على ضعفات الآخرين، محترمًا لخصوصياتهم ولديك استعداد للعطاء وليس للأخذ.

7- اعلم أن حُسن التعامل مع الآخرين سواء في العمل أو السكن أو أي مكان، لهو عنصر هام في الشهادة للرب أمام الآخرين. فلقد أرسلك الرب لمكان عملك هذا لتمارس دورك كنور للعالم وملح للأرض.  فلا تفقد  نورك لئلا يعثر بك الآخرون، ولا تفقد ملوحتك لئلا تُداس من الناس.  وتذكر كيف احترم بني حث إبراهيم قائلين له: "أنت رئيس من الله بيننا"، وكيف احتقر أهل سدوم لوطًا وكان كمازح في أعينهم.

                                           ***
والآن دعوني أصدقائي أعرض على حضراتكم الرسالة التي وصلتنا من الصديقة (ريهام)

أعزائي باب " لو كنت مكاني " 
أكتب إليكم مستغيثة وشاكية، فاستغاثتي تكمن مما تعرضت له أنا وكثيرات مثلي خلال الشهرين الماضيين.  فمنذ شهرين ويوزع كتاب مجهول المصدر مُدمِّر المحتوى، يطعن في التعاليم المسيحية المتعلقة بصحة الكتاب، والوحدانية والثالوث، ولاهوت المسيح، والكفارة. استغاثني بسبب الرعب والذعر الذي أجده على وجوه الشابات والسيدات أثناء توزيع هذا الكتيب عليهم في الشوارع والميادين والمواصلات العامة وحتى على أبواب الكنائس على مسمع ومرأى من الجميع.  وشكوتي هي من ردود الفعل التي تكشف عن ضحالة التعليم والسطحية التي يعاني منها عموم المسيحيين تجاه الحقائق الأساسية الأولية موضوع هجوم المشككين.  ألا تغيثوننا قبل فوات الأوان ؟
                                                                                                                                                                             ريهام 
 إن كان لديكم مشاركة أو رأي أو نصيحة مقدمة إلى ( ريهام)، يمكنكم إرسالها إلينا، ونحن سنعرض في العدد القادم ما نراه مناسبًا لمساعدتها.
برجاء ألا تزيد المشاركة على خمسة أسطر أو 80 كلمة.  أيضًا لو كان لديكم مشكلة أو تساؤل أو استفسار في أي موضوع، يمكنكم مراسلتنا على:
 البريد الالكتروني   ayad.zarif@gmail.com    
أو انضم إلى الجروب  lawkontmakany على الـ Facebook 
أو أرسل لنا رسالة قصيرة SMS إلى 01006650876

                                                                   

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com