عدد رقم 1 لسنة 2012
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
الشمس  
عندما نرفع عيوننا إلى السماء لا بد أن تصيبنا الدهشة من خليقة الله، حتى أن الله حذَّر شعبه قائلاً: «لِئَلاَّ تَرْفَعَ عَيْنَيْكَ إِلَى السَّمَاءِ، وَتَنْظُرَالشَّمْسَ ... فَتَغْتَرَّ وَتَسْجُدَ لَهَا وَتَعْبُدَهَا (تث4: 19).  وللأسف هذا ما فعله حقًّا شعب الله، إذ عبد المخلوق دون الخالق، حتى جاء آسا الملك الذي «نَزَعَ مِنْ كُلِّ مُدُنِ يَهُوذَا ... تَمَاثِيلَ الشَّمْسِ» (2أخ14: 5).  فدعنا نلقي نظرة سريعة على الشمس، لا لنفعل كشعب إسرائيل بل لنُعظِّم إلهنا الذي شهد عن نفسه قائلاً: «فَبِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي فَأُسَاوِيهِ؟ يَقُولُ الْقُدُّوسُ. ارْفَعُوا إِلَى الْعَلاَءِ عُيُونَكُمْ وَانْظُرُوا، مَنْ خَلَقَ هذِهِ؟» (إش40: 25، 26).
الشمس عبارة عن نجم صغير يظهر ضمن 6000 نجم آخر بوضوح من على الأرض بالعين المجردة، وعدد النجوم في مجرتنا فقط (مجرة درب اللبانة) يُقدَّر بـ 200 إلى 400 بليون نجم، وعدد المجرات يزيد عن 170 بليون مجرة.  من ضمن هذه النجوم نجم يدعى (كانيس ماجوريس) VY Canis Majoris وهو يوازي حجم الشمس 2000 مرة، فيتضح قول الرسول بولس: «مَجْدُ الشَّمْسِ شَيْءٌ ... وَمَجْدُ النُّجُومِ آخَرُ. لأَنَّ نَجْمًا يَمْتَازُ عَنْ نَجْمٍ فِي الْمَجْدِ» (1كو15: 41). 
كتلة الشمس تساوي10 30x1.989 كجم (2 ترليون ترليون ترليون طن) أي ما  يوازي 333.000 مرة كتلة الأرض، وحجمها يساوي10 18x 1.412 كم3 (1.5 مليون ترليون كم3) أي 1.3 مليون مرة حجم كوكب الأرض. 
   والشمس كلها عبارة عن غازات لا يوجد فيها أي مواد صلبة.  بحيث يصبح الانصهار النووي هو نوع التفاعل الذي يحدث في الشمس، مثل القنابل الهيدروجينية تمامًا.  ففي كل ثانية يتحول 700 مليون طن من الهيدروجين إلى 695 مليون طن من الهليوم بالإضافة إلى 5 مليون طن من الطاقة تخرج في صورة أشعة جاما، بحيث تصل درجة الحرارة إلى10 مليون درجة مئوية في المركز!!!
   تبعد الشمس عن الأرض بمسافة 149.6 مليون كم، فيستغرق الضوء 8.3 دقائق ليصل إلى الأرض.  إلا أن لها قوة جذب هائلة تجعل الأرض مرتبطة بها.  وتدور الشمس بالأرض وكل المجموعة الشمسية حول مركز مجرتنا (درب اللبانة) بسرعة 217كم /ثانية، حتى أنها تكمل دورة كاملة  كل 240 مليون سنة.  وكل هذا يحدث بمنتهى الدقة تحت إشراف الله الذي «يحمل كل الأشياء بكلمة قدرته» (عب1: 3)، فيمكنه في أي وقت أن يأمر الشمس بالوقوف أو يوقف دوران الأرض حولها، مثلما حدث أيام يشوع (يشوع 10)، أو يجعلها تدور بالعكس فيرجع الظل 10 درجات للخلف مثلما حدث مع حزقيا (إشعياء 38) طالما سيؤول هذا لخير شعبه!
ولكن ما يجعلنا نتعجب ونُعجب بإلهنا، أنه في الوقت الذي نحدق فيه نحو الشمس لمدة ثوان يحدث حرق فورًا في أكثر بقعة حساسة في شبكية العين (The macula) مما يؤدي إلى العمى الكامل.  بينما صار من امتيازنا أن ننظر مجد الرب بوجه مكشوف، فنتغير أدبيًا من مجد إلى مجد (2كو3: 18).
                                                                    قام بهذا البحث                                                                         
                                                         

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com