1- يقولُ الكتابُ ويوصي بأنْ نُسرُ ونفرحُ في كل حينْ
ولكنَّ قلبي الحزينََ يئنْ ويبكي بدمع الأسى والحنينْ ..
أعزاءُ قد فارقوني فلن يداوي جروحي مرورُ السنينْ
صديقي أ تبكي وقد فارقوكْ وفارقوا دارَ الشقا والعنا
فإن كانوا بالموت قد ودَّعوكْ فذاك ليلتقوا مع ربنا
هنيئًا لهم إنهم سبقوكْ إلى المجد حيث العزا والهنا
2- ولكنَّ همِّي ثقيلٌ فقد أضاعتْ يدُ القَدَرِ ثروتي
وما قد جمعتُ بكدٍ وجهدْ تلاشَى فما لي سوى حسرتي
فهل شَكَرَ الربَّ يومًا أحدْ أذلَّه بالفقر والحاجةِ؟
صديقي أ تبصرُ طيرَ السماءْ وزهرَ الروابي بكلِّ مكان؟
يقوتُ الطيورَ بكلِّ اعتناءْ ويُلبسُ زهرَ الرُّبَى الأرجوانْ
فألْقِ على الرب كلَّ الرجاءْ فلن ينضبَ منه نبعُ الحنانْ
3- فما قولك إن أصابَ الأذَى بلا رحمةٍ جسدي المُنْهكِ
طريحَ الفراشِ غدوتُ لذا من النخْر عظمي غدا يشتكي
وإذ أُحصي كلَّ البَلا هكذا أقولُ ابْكِ نفسي ولا تضحكي
أمَا قد سمعتَ أمَا قد علمتْ صديقي بأن أبانا رحيمْ
وللمُعيِ يمنحُ عونًا وغوث ويُكثِّرُ شدَّته للسقيم
يُمهِّدُ مَضْجَعَكَ بالحنانْ فتسندُك يدُ خِلٍ حميم
4- ولكن إلى النومِ كيف السبيلْ وشعبُ بلادي يُعادي المسيحْ
وكلُّ أحبائي بين قتيلْ وبين مُصابٍ وبين جريحْ
ولقتلي أعدُّوا رباطَ الخيول فهيهاتَ أهدأََُ أو أستريحْ
صديقي إلهُك ربٌ قديرْ مخوفٌ
مهوبٌ جليلٌ عظيمْ
ولن يغلبنه رباطُ الخيولْ وسيفُ العدوِّ ومكرُ اللئيم
وإنما بالحكمةِ قد أدارْ مسارَ السفينةِ كي تستقيم
هو الحكمةُ يسكنُ في الذكاء خبيرٌ بكلِّ الأمورِ عليمْ
فلن تسقطَ شعرةٌ منك إلا بأمر الإله القوي العظيم
ومهما أعدُّوا ومهما أرادوا فرأيه وحده سوف يقوم
فسلِّمْ أمورَك تهدأُ بالاً وثق أنَّ ربَّك ربٌ حكيم