عدد رقم 1 لسنة 2012
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
هل تهرب إلى الجبال كعصفور؟  

عزيزي المؤمن ... أين هو ملجؤك؟
 
هل تحيا في بحر هذه الحياة، وفي وسط زوابعها وأخطارها الكثيرة والشديدة، وليس لك ملجأ؟

هل تقابل شباك العدو وحيله وهجماته الطاغية، وليس لك ملجأ؟ 

لقد وجدتَ لك ملجًأ من عقوبة خطاياك في الصليب، ولكن ماذا عن هذا القفر العظيم المخوف الذي تعبره؟ أ ليس لك ملجأٌ فيه لتحتمي؟

أنت وأنا عزيزي القارئ نحتاج إلى ملجأ يضمن لنا النجاة في كل تقلبات الحياة.  لقد عثر داود على هذا الملجأ الذي يستطيع فيه أن يجد كل الراحة والسلام مهما كانت الظروف المحيطة به قاسية وشديدة.

لقد طُلب من داود أن يهرب لحياته، وكان الطلب معقولاً جدًا من الوجهة البشرية، فقالوا له: ”اهرب إلى جبلك كعصفور“.  حقًا إن الجبل هو الرمز المحسوس للأمان والسلام، مرتفعًا فوق تلال المخاوف والمصاعب، عاليًا فوق أمواج البحر العالية والعاتية، ولكن هذه هي نظرة العيان التي تحتاج دائمًا إلى شيء ملموس ليستند عليه.  وقد يكون الجبل لأحدنا هو المال، ولآخر هو العلم، أو الصحة، أو ربما المركز الاجتماعي، أو كل ما يُشعر الإنسان بالقوة والأمان.  غير أن داود ارتفع بالإيمان إلى ما هو أسمى وأبقى وأقوى من الجبل، فيجيبهم بتعجب: ”كيف تقولون لنفسي: اهربوا إلى جبالكم كعصفور“؟! (مز 1:11).  وما هو الجبل أمام الله الذي وضعتُ فيه ثقتي؟

وهكذا عزيزي القارئ ... تجد أن الإنسان دائمًا يحتاج إلى شيء محسوس وملموس يضمن له النجاة.  وإذا غاب هذا عن ناظريه، بدأ يهوي إلى بئر مظلمة من الخوف والشك والرعب.  آه!  ليت لنا جناحي الإيمان اللذين بهما نُحلِّق إلى مَنْ هو أعلى وأقوى من الجبال، إلى الله الذي يستطيع حقًا أن يحمينا في ظل جناحيه.
أ لم يقل الرب بفم إشعياء النبي: ”فإن الجبال تزول، والآكام تتزعزع، أما إحساني فلا يزول عنك، وعهد سلامي لا يتزعزع، قال راحمُك الرب“ (إش 10:54). 

فلماذا تخاف؟ ولماذا تضطرب؟ لماذا تخطر أفكارٌ بقلبك؟ أ نسيت أن لك ملجًأ لا تستطيع يد العدو أن تصل إليه؟
إنني أسألك: أين هو ملجؤك؟ ليت إجابتك تكون الرب: ”ملجأي وحصني.  إلهي فأتكل عليه“ (مز 2:91).

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com