عدد رقم 1 لسنة 2012
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
بهجة الخلاص  

قد يُثار التساؤل: أفراحي قلَّت عن وقت رجوعي للرب، هل هذا طبيعي؟

لا شك أن حصول الإنسان على الخلاص يضمن له الكثير من البركات، منها الغفران والسلام مثلما حصلت عليهما المرأة الخاطئة (لو7: 47-50)، والتهليل والفرح مثلما حدث مع زكا الذي قبل الرب في بيته فرحًا (لو19: 6)، والخصي الحبشي الذي بعدما آمن واعتمد على يد فيلبس «ذهب في طريقه فرحًا» (أع39:8)، وحافظ السجن الذي «تهلَّل مع جميع بيته» (أع16: 34).  وهذا الفرح يكون شديدًا وقويًا في البداية بالطبع، وقت الرجوع، كيف لا وصاحب الشأن قد تخلَّص من أعظم ثقل ومكدر في حياته، تخلَّص من مصدر الحزن وهو الخطية.  هذا الفرح يهدأ مع الوقت من حيث الشكل، لكن في نفس الوقت يزداد عمقًا وغزارة.  شبهها أحدهم بالشلالات، في بدايتها تكون المياه عنيفة جدًا وسريعة وهادرة، لكن على بُعد في مجرى النهر تكون هذه المياه صافية هادئة وعميقة.

ويجب أن نعرف أن كل واحد من المُخلَّصين لا يزال فيه الجسد أي الطبيعة الفاسدة التي قد ولد بها والتي تظهر فيه بين الحين والحين.  والروح القدس في المؤمن يقاوم الجسد ويقف ضده، لكنه يحزن من أي نشاط أو حركة من حركاته سواء أكانت بالفعل أم بالقول أم بالفكر أم بالشعور.  فإذا كان المؤمن سالكًا بالروح، فإن الروح القدس يثمر فيه ثمره المبارك: "محبة فرح سلام" (غل5: 22)، ولكن ﺇذا سلك سلوكًا جسديًا عالميًا، فإن الروح القدس يحزن فيه (أف4: 30)، وعندئذ سيفقد المؤمن بهجة الخلاص.  وإذا أحْزنا الروح الذي يُنشئ الأفراح فينا فكيف نفرح بعد ذلك؟ وعندما يخطئ المؤمن فإنه يفقد عمليًا شركته مع اﻵب ومع الابن إلى حين، ولا تعود له بهجة الشركة والخلاص ﺇلا ﺇذا حكم على نفسه واعترف بخطيته.  مع ملاحظة أن المؤمن لا يفقد الخلاص بالسقوط في الخطية بل بهجة الخلاص، وهذا واضح من الطلبة التي طلبها داود في مزمور التوبة «رُدَّ لي بهجة خلاصك» (مز51: 12).  فالخلاص والحياة مضمونة في وعد المسيح: «خرافي تسمع صوتي، وأنا أعرفها فتتبعني.  وأنا أُعطيها حياةً أبديَّةً، ولن تهلك إلى الأبد، ولا يخطفها أحدٌ من يدي. أبي الذي أعطاني إيَّاها هو أعظم من الكل، ولا يقدر أحدٌ أن يخطف من يد أبي. أنا والآب واحد» (يو10: 27- 30).                                                                                                                                                                                

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com